بمدخل جماعة زايدة التابعة إداريا لتراب عمالة إقليم ميدلت، تم تشييد مركز استقبال الأشخاص بدون مأوى بطاقة استيعابية تقدر ب60 سريرا، إذ تم تمويل بنائه وتجهيزه من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي يفوق مليونين و400 ألف درهم. وسيستقبل المركز الجديد المشيد بجماعة زايدة، وهو المركز الثاني على مستوى إقليم ميدلت لإيواء الأشخاص بدون مأوى بعد المركز الأول والسابق الموجود بمركز عاصمة التفاح، الفئة المستهدفة ابتداء من فترة التساقطات الثلجية لهذا العام والتي تكون مصحوبة بتسجيل انخفاض في درجات الحرارة. ويروم هذا المشروع، الذي ينقسم إلى جناحين الجناح الأول للنساء والآخر للرجال، توفير العناية اللازمة للأشخاص بدون مأوى والتكفل بهم على مستوى الإيواء والغذاء والحماية الصحية والرفاهية العامة، وفق إفادة سعيد العريبي رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة ميدلت. بالإضافة إلى فتح المركز ذاته أمام الأشخاص بدون مأوى وفي حالة تشرد، فإن المنطقة تعرف تساقطات ثلجية مهمة وكثيرة تؤدي في غالب الأحيان إلى قطع الطرق الرئيسية وتوقف حركة السير أمام المسافرين. وفي هذا الإطار، كشف رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة ميدلت أن من حق هؤلاء المسافرين ولوج المركز إلى حين فتح الطرقات. جريدة هسبريس الإلكترونية قامت بزيارة خاصة لهذا المركز الاجتماعي، الذي تم تجهيزه بجميع متطلبات العيش الكريم، فبالإضافة إلى تجهيز 30 سريرا للنساء و30 سريرا للرجال، فإن المركز يتوفر على أفرشة وأغطية أخرى قادرة على تلبية حاجيات الوافدين الذين تقطعت بهم السبل سواء بسبب الثلوج أو بسبب آخر. وسيساهم المركز الجديد المشيد بجماعة زايدة في محاربة تسول وتشرد الأشخاص المسنين بإقليم ميدلت، ومن ثم تحفيز الإدماج الاجتماعي للمستفيدين، وتحسين ظروف عيشهم. كما أن هذا المرفق الجديد سيساهم في حماية فئة مهمة من كبار السن من مخاطر موجة البرد التي تجتاح الإقليم سنويا. وتعيش فئة الأشخاص بدون مأوى الذين يوجدون في وضعية الشارع، خاصة كبار السن المتخلى عنهم، مشاكل عديدة. وتعتبر هذه الفئة الأكثر عرضة لمختلف المخاطر الصحية والاجتماعية؛ إلا أن مثل هذه المراكز أصبحت تخفف عن هؤلاء صعوبات العيش في الشوارع التي يتعرضون فيها لمختلف أشكال التعذيب، سواء من الطبيعة أو البشر. وفي هذا الصدد، كشف مولاي رشيد بنيحيى، فاعل حقوقي ناشط في إقليم ميدلت، أن مجلس جهة درعة تافيلالت مطالب، بتنسيق مع الإدارات الترابية بالجهة، بأن يقوم بإحداث مرصد جهوي للأشخاص المسنين المتخلى عنهم والأشخاص بدون مأوى بصفة عامة، هدفه رصد وتتبع هذه الفئة وتقديم لها المساعدة المطلوبة وبناء المزيد من المراكز. وأشار الحقوقي ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى أن عمالة إقليم ميدلت كانت سباقة في بناء مراكز للأشخاص بدون مأوى في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، موضحا أن هذه الفئة يجب الاعتناء بها أكثر لأن هناك من بينها من قدم الكثير لهذا الوطن وبعد أن كبر وتقاعد تخلى عنه الأبناء ويجب على الوطن ألا يتخلى عليهم أيضا، وفق تعبيره. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر رسمية من عمالة إقليم ميدلت، أن المصطفى النوحي، عامل الإقليم، أعطى تعليماته إلى جميع رجال السلطة بالإقليم لإحصاء الأشخاص بدون مأوى في الإقليم والذين هم في وضعية الشارع من أجل إيوائهم في هذه المراكز لحمايتهم من موجة البرد والصقيع وتوفير لهم العناية اللازمة.