مع تعاقب حلقاته، يستمر المُسلسل الدرامي "السّر القديم" للمخرج محمد أمين مونة، وسيناريو سعيد ناف، في اعتلاء نسب المشاهدة ضمن برمجة قناة "الأولى". ويسلط العمل الدرامي التلفزيوني، الذي لاقى ردود فعل إيجابية وإشادة من طرف متتبعيه، الضوء على العديد من المشاكل التّي تهم الأسر المغربية، إضافة إلى التطرق لمواضيع المخدرات والشباب والبطالة والفراغ، وغياب الفضاءات الترفيهية، في قالب درامي اجتماعي لا يخلو من المواقف الكُوميدية. ويتطرق المسلسل التلفزيوني إلى الرغبة المحمومة للشباب في تسلق السلم الاجتماعي بسرعة، ولو على حساب المعايير الأخلاقية والقواعد القانونية، وأيضا الأعطاب التي أصابت المجتمع المغربي مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي؛ ويعالج أيضا الحاجة إلى الموسيقى والفن والثقافة والرياضة لانتشال شرائح شبابية واسعة من التيه في أوهام المخدرات والجريمة، بالإضافة إلى دور مؤسسات الرعاية الاجتماعية في تأسيس مناخ للتربية المبنية على القيم المغربية المشتركة. هذا التداخل بين الأحداث والشخصيات يفسره السيناريست سعيد نافع ب"ضرورة مُلامسة مشاكل وهموم وانتظارات وتطلعات مختلف الشرائح الاجتماعية المغربية"، مبرزاً أنّه اشتغل "وفق حبكة درامية متعددة للربط بين الأحداث والشخصيات، والابتعاد عن الحبكة الواحدة التّي قد تسقط العمل في الروتين". واعتبر المُتحدث نفسه، في حديثه لهسبريس، أنّ "المشاهد المغربي يتوق إلى رؤية قضاياه ومشاكله واهتماماته، لكن في إطار فني يحرف الواقع لكن لا يبتعد عنه، وتصبح القصة الواقعية ضرورية لانتشال المشاهد من واقعه اليومي، وحمله إليه مجدداً في صور فنية". وتعليقا على توقعه نجاح العمل الدرامي، يرد نافع: "ردود الفعل الإيجابية التي رافقت عرض الحلقات الأولى لم أكن أنتظرها، خصوصاً التعليقات والردود التّي ترافق إعادة عرض الحلقات في منصات التواصل الاجتماعي". وأضاف: "لا أحد يمكنه توقع نجاح أي عمل فني قبل عرضه. في البداية كان التفكير ينصب عند الكتابة والإعداد على إخراج العمل في أحسن صورة ممكنة، بتضافر جهود كل المتدخلين من إدارة الإنتاج، وهنا أفتح قوسا لأنوّه بالعمل الجبّار لشركة أغلال للإنتاج والمخرج محمد أمين مونة وكل التقنيين". ويشارك في المسلسل التلفزي قائمة من الممثلين المخضرمين ذوي التجربة الطويلة في مجال الدراما التلفزية، أبرزهم كمال كاظمي وفاطمة الزهراء بناصر وعبد الإله عاجل، وحسناء طمطاوي وعبد السلام البوحسيني وعبد الحق بلمجاهد، وسعاد العلوي والصديق مكوار وجواد العلمي ومحسن بلحسن.