تحول ثقافة السيولة النقدية (الكاش) في المعاملات اليومية دون اتساع دائرة استخدام الحلول التكنولوجية الخاصة بالأداء عبر الهاتف في المغرب. ورصد خبراء بنك المغرب ارتفاع حجم تداول "الكاش"، الذي بلغ ما يناهز 319 مليار درهم خلال العام الماضي، مسجلا ارتفاعا بنسبة 20 في المائة مقارنة مع سنة 2019. ويبلغ عدد المحافظ الإلكترونية المفتوحة في إطار منظومة الأداء عبر الهاتف المحمول بالمغرب، ما يقارب 2.44 مليون محفظة، منها 2.14 مليون محفظة صادرة عن مؤسسات الأداء. وقال مروان حرماش، خبير في مجال الحلول الرقمية، إن هناك عددا من العوامل التي تعيق انتشار حلول الأداء عبر الهاتف في المغرب، من ضمنها ثقافة استعمال "الكاش" المنتشرة في أوساط المستهلكين، إلى جانب غياب عروض تحفيزية لتشجيع الزبائن على التحول نحو حلول الأداء بواسطة الهاتف النقال. وأضاف حرماش، في تصريح لهسبريس، أن "الطبيعة المحافظة للنظام المصرفي المغربي تحول بدورها دون انتشار طرق الأداء بواسطة الهاتف، إلى جانب الرسوم المرتفعة التي تفرض على هذا النوع من المعاملات المالية الذكية، وهو ما يتطلب إيجاد حلول ناجعة لتحفيز تطور هذه الخدمة التي ستساهم في التطور الرقمي للمغرب". وأفاد مروان هرماش بأن الأداء بواسطة الهاتف يشكل أحد الحلول الواقعية التي ستساهم في تخفيض وتيرة استخدام "الكاش"، الذي ارتفع بشكل لافت في فترة جائحة كورونا. وقال توفيق أبو الضياء، خبير مغربي في مجال الحلول الرقمية الذكية، إن المغرب قطع أشواطا كبيرة في مجال التنظيم القانوني للأداء بواسطة الهاتف، في إطار الاستراتيجية التي اعتمدها من أجل ضمان بلوغ الشمول المالي. وأضاف أبو الضياء، في تصريح لهسبريس، أن اعتماد الحلول الرقمية في الأداء "سيساعد المغرب على تقليص كلفة إنتاج وتداول الأوراق النقدية، وتطوير الاقتصاد الرقمي في العديد من القطاعات الحيوية، إلى جانب تقليص الهوة الرقمية في المجتمع".