توقع خالد العلمي، مدير مؤسسة ميمونة للخدمات المالية، تسجيل نمو كبير في مجال الأداء عبر الهواتف النقالة خلال السنوات الثلاث القادمة. وقال العلمي، في لقاء صحافي عقده بمدينة الدارالبيضاء، إن كافة المؤشرات المتوفرة تؤكد هذا المنحى التصاعدي لنشاط هذا المجال، مؤكدا أن ذلك سيساهم في تقليص الهوة المالية في الأوساط التي لا تتعامل من خلال القطاع المصرفي. وأوضح خالد العلمي، في تصريح لهسبريس، أن هناك مجموعة من الخدمات الجديدة ذات قيمة مضافة عالية ستساهم في تسريع وتيرة استخدام تطبيقات الأداء الإلكتروني عبر الهاتف النقال. وأضاف المتحدث قائلا: "أصبح بإمكان مستعملي هذه الخدمات، من خلال تطبيق ميمونة على سبيل المثال، أداء فاتورة المشروبات في المقاهي المعتمدة بواسطة خدمة الأداء عبر الهاتف، إلى جانب فواتير محلات البقالة والاتصالات". وأشار العلمي إلى أن "هناك ما يزيد عن 15 ألف شخص يستخدمون هذا التطبيق منذ ستة أشهر فقط لتسديد أقساط القروض الصغيرة التي تسلمها مؤسسة ميمونة، وهذا مؤشر إيجابي يؤكد أن هناك مستقبلا واعدا ينتظر هذا المجال". ويؤكد المهنيون المصرفيون أن إطلاق خدمة الأداء بواسطة الهاتف النقال بشراكة مع البنوك ومؤسسات الأداء وشركات الاتصالات، ستساهم بشكل كبير في خفض تعاملات "الكاش" التي مازالت تستحوذ على نسبة كبرى من معاملات المغاربة. ويرى المسؤولون في بنك المغرب أن هيمنة الأداء نقدا يؤدي إلى انعدام الكفاءة الاقتصادية والاجتماعية، كما ينطوي على تكلفة هامة بالنسبة إلى الوحدات الاقتصادية تصل إلى قرابة 0.7 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي. وترتكز معظم هذه المعاملات على الأداء ما بين الأفراد والتجار، الذي يمكن اليوم تحقيقه عن طريق حلول أداء بواسطة الهاتف النقال، وهي تجربة أثبتت نجاحها عالمياً، خصوصاً في ظل وصول نسبة انتشار الهاتف النقال إلى 130 في المائة. ويشدد المسؤولون في بنك المغرب على أن اعتماد الأداء بواسطة الهاتف النقال سيمكن على المدى المتوسط والطويل من تطوير الاقتصاد الرقمي، والتقاط مؤسسات الائتمان لجزء أكبر من السيولة، وتقليص التكاليف التشغيلية لتدبير النقود.