"إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلا بد أن يستجيب القدر" مقتطف من شعر أبي القاسم الشابي، وكذا النشيد الوطني التونسي، اختار ترديده متعاطفون مع علي أنوزلا في وقفة طالبت بحريّة الرجل الموقوف منذ الثلاثاء الماضي. حقوقيون وإعلاميون وسياسيون ومتعاطفون التقوا أمام مقر وزارة العدل والحريات بالرباط، ناعتين إياها بالعاجزة في مهامها بحماية الصحافيين، فيما كان وقت الاحتجاج، اختياريا، خارج الدوام الإداري لهذه الإدارة المركزية. المتضامنون مع "ناشر لكم" حملوا شعارات أجمعت على ضرورة إطلاق سراح علي أنوزلا، قارنين بين ما طاله واستمرار استهداف عدد من المنابر الصحفية بالبلد بناء على معايير تطغى عليها الذاتية.. ومجمعين على أنّه "يْخْرْجْ دَابَا، يْخْرْجْ دَابَا.. عَلِي يْخْرْجْ دَابَا" و"الحريّة الفوريّة للمعتقل الصحفيّ". وتوسطت المعربين عن الغضب، أمام وزارة يتصدّر مسؤوليها المحامي والحقوقي السابق المصطفى الرميد، أمّ علي أنوزلا التي اتشحت بالسواد وهي تحمل يافطة ورقية تدعو للتراجع عن قرار وضع ابنها وراء قضبان الحرمان من الحريّة. نشاز الموعد تمثّل في ناشط حمل بطاقة دعا فيها إلى "محاكمة قاسيَة يدان فيها أنوزلاَ"، وجاء ذلك من أمين البارودي الذي يعلن عن نفسه ضمن "الشباب الملكي"، وهو الذي اشتهر بعدم تردّده في إعلان عدائه لشباب الحراك ضمن أوج المسير الفبرايريّ.. إلاّ أن تصرّفه بقي دون ردّ من مساندي أنوزلا إلى أن غادر محيط وقفة الغضب. ليلى أنوزلا، الصحفية وأخت المعتقَل، قالت في تصريح لهسبريس إن قوات الأمن لم تحترم الشروط السليمة للاعتقال ولم تخبر العائلة بأنها تريد القبض على علي، مضيفة أنه لولا احتجاجهم ما كان من الممكن أن يعرفوا مكان الاعتقال الذي يوجد بحي المعارف من مدينة الدارالبيضاء، وأنه لولا التدخل الشخصي للوكيل العام للملك ما كانت الشرطة لتسلم أنوزلا دواءه. فاطمة الإفريقي، الإعلامية المؤازرة لأنوزلا، قالت إنّ الرسالة مُوّجهة للجميع وتفيد بوجود خطوط حمراء لا ينبغي تخطيها حتى لا تحرك التهم الجاهزة.. وزادت بأنّ مثل هذا التعاطي يقابل بشرف من كل صحفي يريد الخير للوطن. طارق السباعي، المحامي ورئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، قال لهسبريس إنّ اعتقال أنوزلا أتى بخلفية سياسية، وزاد أن الأمر ليس بالجديد في حق الأصوت التي تزعج.. في حين صرّح أحمد بن الصديق، صديق أنوزلا، أن ما جرى ليس سوى انتقام من رجل يكشف عن ملفات فساد، ومن بينها مواد عن خروقات لم يتم التحقيق فيها قضائيا. نبيل لحلو، المخرج والمنتج السينمائي، ساند وقفة المطالبة بحرّية الصحفي المعتقل علي أنوزلا، وقال لحلو إنّه لو كانت للرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل لعرايشي، الجرأة الكافية لقدّم ذات الشريط الذي يتّهم علي أنوزلا بنشره على "لكم" بالتلفزة العمومية حتّى يعرف المغاربة التهديدات والحقد الذي تكنّه التنظيمات الإرهابية للمغرب. أمّا النقيب عبد الرحمان بنعمرو فقد قال إنّ ذنب أنوزلا يكمن في عدم استعماله لقلمه في التحريض على الجرائم ولا التستّر عن مقترفيها، واصطفافه إلى جوار الدفاع عن الحقوق والحريات وأولاها حرية إبداء الرأي والتعبير.. وزاد بنعمرو بأن المدافعين عن أنوزلا إنّما يدافعون عن أنفسهم باعتبار الدور المفصلي الذي تقوم به حرية الرأي والتعبير بعيدا عن المساس بها.