تواصل وكالة بيت مال القدس الشريف دعم الجامعات الفلسطينية، سواء من خلال توفير المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين الذين يتابعون دراستهم في المغرب، أو عبر إطلاق منح خاصة بأبحاث التجديد والابتكار مع جامعة القدس. وفي هذا الصدد أكد محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، في ندوة عقدتها الوكالة صباح اليوم الخميس بالرباط، حول إعلان منح الأبحاث الخاصة بالتجديد والابتكار مع جامعة القدس، أن المؤسسة تعمل في إطار الاختصاصات المخولة لها على تنفيذ المشاريع الاجتماعية في القدس، والاهتمام ببرامج التنمية البشرية من خلال إطلاق مبادرات ملموسة يعود أثرها على الناس. وشدد الشرقاوي، في كلمته التي ألقاها بحضور السفير الفلسطيني في المغرب، على أن "الوكالة تهتم بقطاعي الصحة والتعليم"، وزاد: "كنا في طليعة المؤسسات التي كانت حاضرة في القدس منذ أولى أيام تفشي جائحة كورونا، وبادرنا إلى تقديم المساعدة الممكنة، في ظروف يطبعها الخوف والتوجس والارتباك والغموض". وتابع المسؤول ذاته: "ليس مهما حجم الأموال التي تصرفها المؤسسات على مشاريعها، بل المهم هو كيفية ترشيد هذه الأموال وتسييرها إلى وجهتها الصحيحة حتى يستفيد منها من يستحق"، مضيفا أن "الوكالة تحرص على إعطاء المثال على احترام معايير الحكامة الجيدة على شدتها وصرامتها"، ومبرزا أنها "تقدر أن الاستثمار في الأجيال يشكل المفتاح لبناء المستقبل، لذلك لا تتردد في رصد الإمكانيات الممكنة للمساهمة في تربية الناشئة، وصقل معارفها، وتهذيب أذواقها، وفتح عقولها على الآداب والعلوم والثقافات، وتكريس انفتاحها على العالم". كما أعلن الشرقاوي دعوة الوكالة إلى "إبداء الاهتمام بأحسن المشاريع البحثية في التجديد والابتكار والاختراع في مجالات العلوم والتقنيات؛ وذلك تفعيلا لاتفاق التعاون المبرم بين الوكالة وجامعة القدس يوم 23 فبراير الماضي". وتعهد الوكالة للجامعة بتدبير هذا البرنامج، حسب لوائحها والأنظمة المعمول بها. وقال المسؤول ذاته: "ضاعفنا هذا العام منح التميز لتشجيع الطلبة الأوائل في الثانوية العامة، من مختلف التخصصات بكافة مدارس القدس التابعة لمديرية التربية والتعليم، وفي كليات الطب والصيدلة التابعة لجامعة القدس، التي انتقلت من 10 مستفيدين عام 2020 إلى 40 مستفيدا عام 2021". واليوم، يزيد الشرقاوي، "قامت الوكالة بتحويل الدفعة الأولى من المنحة المخصصة لتغطية رسوم التسجيل المتأخرة على 84 طالبا وطالبة من المسجلين في كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئة في غزة"، مبرزا أن "هذه البرامج تأتي في إطار دعم المؤسسات الأكاديمية المغربية للبحث العلمي في فلسطين، فيما تحول الدفعة الثانية مع بداية العام المقبل". كما أورد المتحدث أن الوكالة "ستعمل مع بداية العام المقبل كذلك على إطلاق منظومة بيت المال القدس للتكوين والتدريب، وهي عبارة عن رزنامة من الوحدات المعرفية تضعها على منصة إلكترونية خاصة بالمجان، أو مقابل رسوم رمزية، لتكوين تقنيين في علم النفس للمساهمة في التكفل بحالات الاضطراب النفسي التي تنتشر في مناطق النزاعات وأوضاع اللاستقرار الأمني". وأوضح المسؤول ذاته: "هناك وحدات أخرى خاصة بالتكوين في تقنيات التسويق والتجارة والخدمات الرقمية، ثم تكوين ثالث في مجال الطبيعة والمحافظة على البيئة". وأردف الشرقاوي: "نحن على وعي تام بأن طموحنا في وكالة بيت مال القدس الشريف لا يتناسب مع الإمكانيات المالية المحدودة، ومع ذلك فنحن لا نفقد الأمل في أن نتمكن من تجاوز محدودية التمويل إذا التفت الدول العربية الإسلامية حول هذه المؤسسة، التي تعد الأداة المثلى لتنسيق الدعم العربي والإسلامي الموجه إلى القدس"، خاتما: "المملكة تبقى الممول الرئيسي للوكالة بنسبة تفوق 86 في المائة من مساهمات الدول، وهو مجهود مقدر لها ولقيادتها الرشيدة".