أعلنت وكالة بيت مال القدس الشريف، اليوم الخميس بالرباط، عن تقديم عدد من المنح البحثية والدراسية الموجهة لفائدة الطلبة المقدسيين. وفي هذا الصدد، أطلقت وكالة بيت مال القدس الشريف، خلال حفل نظمته عبر تقنية المناظرة المرئية، مع جامعة القدس وجامعة الأزهر في غزة، دعوة لإبداء الاهتمام لاختيار أحسن المشاريع البحثية في موضوعات تشمل حاضر القدس وتاريخها وموروثها الديني والحضاري وأوجه ارتباط المغاربة بها، تفعيلا لاتفاق التعاون المبرم بين الوكالة وجامعة القدس بتاريخ 23 فبراير 2021. وتتوزع هذه المنح أيضا على الأبحاث الاجتماعية الميدانية في القدس، والدراسات الخاصة بالعلوم الإنسانية والبحوث في العلوم القانونية، فضلا عن منح خاصة بحقول التجديد والابتكار. كما تم خلال هذا الحفل، الإعلان عن 10 منح جديدة لطلاب من القدس يتابعون دراستهم الجامعية في جامعات داخل فلسطين وخارجها؛ وعن تقديم منح لتسديد أقساط التمدرس لفائدة 84 طالبا وطالبة من المنتسبين لكلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية التابعة لجامعة الأزهر في غزة، مخصصة من تبرعات الشعب المغربي، وذلك في إطار دعم المؤسسات الأكاديمية المغربية للتعليم والبحث العلمي في فلسطين. ويأتي الإعلان هذه المنح في إطار الاختصاصات المخولة إلى وكالة بيت مال القدس الشريف التي تعمل على تنفيذ المشاريع الاجتماعية في القدس والاهتمام ببرامج التنمية البشرية من خلال إطلاق مبادرات ملموسة يعود أثرها على الناس، ولاسيما بقطاعي الصحة والتعليم. وأكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، بالمناسبة، "إننا في وكالة بيت مال القدس الشريف نسعد بما نوفق إليه في تنفيذ التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، رئيس لجنة القدس"، و"نقدر أن الاستثمار في الأجيال يشكل المفتاح لبناء المستقبل". وأشار السيد الشرقاوي في هذا الصدد إلى مضاعفة منح التميز هذه السنة لتشجيع الطلبة المقدسيين الأوائل في الثانوية العامة، من مختلف التخصصات بكافة مدارس القدس التابعة لمديرية التربية والتعليم، وفي كليات الطب والصيدلية التابعة لجامعة القدس، والتي انتقلت من 10 منح في عام 2020 إلى 40 منحة في عام 2021. وأعرب السيد الشرقاوي عن الأمل في أن يتم تجاوز مشكل محدودية التمويل إذا التفت الدول العربية والإسلامية حول هذه المؤسسة "التي تعد الأداة المثلى لتنسيق الدعم العرب والإسلامي الموجه للقدس"، مسجلا أن المملكة المغربية، بلد المقر، "تبقى الممول الرئيسي للوكالة بنسبة تفوق 86 في المائة من مساهمات الدول، وهو مجهود مقدر للمملكة ولقيادتها الرشيدة". وفي سياق آخر، كشف السيد الشرقاوي عن إطلاق "منظومة بيت مال القدس للتكوين والتدريب" بداية العام المقبل، موضحا أن الأمر يتعلق برزنامة من الوحدات المعرفية ستضعها الوكالة على منصة إلكترونية خاصة بالمجان، أو مقابل رسوم رمزية، لتكوين تقنيين في علم النفس للمساهمة في التكفل بحالات الاضطراب النفسي التي تنتشر في مناطق النزاعات وأوضاع اللاستقرار الأمني، وأخرى خاصة بالتكوين في تقنيات التسويق والتجارة والخدمات الرقمية، ثم تكوين ثالث في مجال مهن الطبيعة والمحافظة على البيئة، بما في ذلك الزراعات العضوية وتدوير النفايات وغيرها. من جانبه، أعرب سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، عن شكره الجزيل لوكالة بيت مال القدس الشريف على ما تقوم به لتنسيق جهود النهوض بالبرامج والمشاريع البحثية المشتركة، منوها بتسديد أقساط التمدرس لفائدة 84 طالبا فلسطينيا من المتفوقين في كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية، من تبرعات الشعب المغربي. كما توجه السيد الشوبكي بالشكر للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا، "على ما تقدمه وكالة بيت مال القدس من مساعدات لأهلنا في القدسالمحتلة، تشمل مجالات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية وغيرها"، مشيرا إلى أن المملكة قدمت في هذا العام 120 منحة لطلبة فلسطينيين سيلتحقون للدراسة في مختلف الجامعات والتخصصات ليتجاوز عدد الطلبة الفلسطينيين بالمغرب 400 طالب. وتم على هامش هذا الحفل التوقيع على ملحق اتفاق إطار للتعاون بين وكالة بيت مال القدس الشريف، وجامعة الأزهر-كلية الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية بغزة، ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، وذلك بموجب اتفاق سبق توقيعه بتاريخ 25 أبريل 2013. ويتضمن هذا التعاون، الذي تقوم وكالة بيت مال القدس الشريف بتنسيقه، تصميم برامج ووضع مشاريع بحثية مشتركة تقترحها هيئات علمية ذات الاختصاص في مجالات الزراعة والبيطرة والصناعات الغذائية، لتطوير مواد التدريس المعتمدة في الكلية، وتعزيز مستواها، وذلك باستثمار تجارب المعهد وخبراته في المجالات البحثية ذات الصلة.