جاء في بلاغ لوكالة الأنباء الإيطالية ansa ، بتاريخ 19/09/2008 ، أنه في مساء يوم الخميس 18/09/2008 قامت عناصر تابعة للمافيا الإيطاليا فرع – la camorra – ببلدة castel Volturno التابعة لعمالة caserta القريبة من مدينة نابولي جنوب إيطاليا، بقتل ست مهاجرين أفارقة ينتمون للبلدان الآتية: غانا ، ليبريا والطوغو، وذلك باستعمال مسدسات ورشاشات أوتوماتيكية. "" وبحسب شهادات أدلى بها سكان البلدة مسرح الجريمة لبعض وسائل الإعلام المحلية فإن المهاجرين الذين قتلوا غدرا من طرف المافيا معروفون باستقامتهم ونزاهتهم وامتهانهم لمهن مشروعة كالخياطة والبناء والفلاحة، وردوا سبب اغتيالهم إلى امتناع هؤلاء عن أداء " الإتاوات" وهي عبارة عن ضريبة مالية اعتادت عناصر المافيا تحصيلها من السكان النشيطين لتمويل أنشطتها، وما يرجح هذه الفرضية هو كون الجريمة وقعت في محل للخياطة تعود ملكيته ونشاطه إلى أحد الضحايا الست. وعقب هذا الحادث المروع فتحت السلطات الأمنية الإيطالية تحقيقا في الموضوع، اعتقلت على إثره المتورط الرئيسي في أعمال القتل، وهو عضو نشيط في المافيا الإيطالية ورئيس فرعها في البلدة المذكورة سالفا، يدعى alfonso cesarano وكان تحت الإقامة الجبرية شأنه في ذلك شأن حوالي 118 من منتسبي المافيا، وهو رقم مهول أثار ضجة إعلامية واحتجاجا على عدم جدية الجهات الأمنية في التعامل ملف المافيا، إذ كيف يعقل تمتيع كل هؤلاء الخطيرين والمعروفين بسوابقهم الإجرامية بعقوبة حبسية نظرية لاتتعدى منعهم من الخروج من منازلهم دون إرفاق كل ذلك بآليات تطبيقية كحد أدنى؟؟ وكمحاولة لاحتواء غضب السكان ورفاق المهاجرين ضحايا القتل المافيوي، قامت الحكومة الإيطالية بإرسال حوالي 400 رجل أمن لمكان الجريمة لفرض النظام وحماية المهاجرين من اعتداءات مماثلة، لكن هذا الإجراء لم يكن ليمنع بعض المنظمات الحقوقية وجمعيات التضامن مع المهاجرين من الدعوة إلى مظاهرات عارمة أيام 4-5-6 من شهر أكتوبر المقبل ضد تغول المافيا على السكان وضد تنامي مشاعر العنصرية ضد المهاجرين.