العمال الأفارقة بكلابريا يثورون نتيجة عملية القنص التي استهدفت شابا مغربيا واَخر من ساحل العاج دعى الرئيس الإيطالي "جورجو نابوليطانو" مساء أمس الجمعة إلى وقف جميع أنواع المواجهات العنيفة التي تعرفها بلدة "روزارْنو" الواقعة بجهة كَلابْريا (أقصى جنوب إيطاليا) منذ مساء أول أمس الخميس بين المهاجرين الأفارقة المتواجدين بهذه البلدة و سكانها من الإيطاليين . فقد أدى إطلاق النار مساء أول أمس الخميس على مجموعة من المهاجرين الأفارقة كانوا في طريق عودتهم من العمل من قبل بعض الشباب الإيطاليين إلى إصابة اثنين من المهاجرين أحدهم ،حسب مصادر صحفية، من جنسية مغربية و الاَخر من ساحل العاج. وقد صرح أحد المهاجرين المغاربة يدعى "كمال" لصحيفة "لاريبوبليكا"، الواسعة الإنتشار، الذي أوردت شهادته على موقعها الإلكتروني أنه بينما كان رفقة المصابَين عائدين بعد شقاء استمر لأكثر من أربعة عشر ساعة كعادتهم بأحد الحقول الفلاحية سيفاجؤون بثلاثة شبان إيطاليين على متن سيارة سوداء إثنين منهم أطلقوا صوبهم عيارات نارية فيما الثالث تكلف بقيادة السيارة ففيما استطاع "كمال"، الذي صرح للصحيفة أنه ينحدر من الدارالبيضاء، أن يرتمي جانب الطريق ويحول دون إصابته إلا أن رفيقيه المغربي والإيفواري تمت إصابتهما أحدهما على مستوى الصدر والثاني في قدمه. ورغم استغاثتهم وصراخهم فلا مبال بهم فحسب "كمال" الطريق كانت تعج بالسيارات في تلك اللحظة إلا أنهم لم يتلقوا ولو مجرد استفسار لحالهم. ثورة العبيد وقد سرى خبر استهداف المهاجرين الإفريقيين بسرعة وسط باقي المهاجرين الذين تقدرهم بعض الأوساط النقابية بحوالي 5ألف ببلدة "روزارْنو" التي يصل سكانها حوالي 15 ألف نسمة ، وينحدر جل هؤلاء المهاجرين من مختلف الدول الإفريقية بما فيها المغرب أغلبهم يتواجد في وضعية غير قانونية وهم يعيشون في ظروف أقل مايمكن القول عنها أنها غير انسانية بحيث يتم استعبادهم مقابل يوروهات معدودات فقد ذكرت صحيفة "إلصولي 24 أوري" الناطقة بلسان المقاولين الإيطاليين أن أجر 14 ساعة من العمل الشاق لا يتعدى 20 أورو (الحد الأدنى للأجور بإيطاليا حوالي 8 أورو للساعة). وأمام هذا الاستهداف الذي تعرض له المهاجرون الأفارقة انطلقوا في مسيرة غاضبة نحو مركز البلدة تخللتها أعمال شغب وعنف مما تطلب معه تدخل قوات الأمن بجميع أصنافها نتجت عنها عدة اعتقالات في صفوف الأفارقة وخسائر مادية تمثلت في تحطيم عشرات السيارات والزجاجات الأمامية لبعض المحلات. الأفارقة أكثر شجاعة في مواجهة الإجرام !!! رغم تدخل قوات الأمن لاستتباب الأمن ليلة الخميس إلا أن الأوضاع تدهورت لتتفاقم مع مرور الساعات صباح يوم الجمعة بحيث تم استهداف المهاجرين الأفارقة من قبل مجموعات، وصفت بأنها منظمة، ليرتفع عدد المصابين من الأفارقة بين ساعة و أخرى وهو ما حتم على العديد منهم الهرب أو البقاء مجتمعين مستعدين لأي هجوم قد يستهدفهم بين الفينة و الأخرى بالرغم أن القوات الأمنية قد ضربت طوقا أمنيا عن المكان الذي يتجمعون فيه. وقد تواصلت طيلة يومه الجمعة العديد من التصريحات والتعليقات من مختلف الجهات فقد عبرت مفوضية غوث اللاجئين الأممية عن قلقها لما يحدث خصوصا وأن العديد من المهاجرين الأفارقة هم لاجؤون سياسيون، كما أثار تصريح وزير الداخلية الإيطالي "ماروني" الذي وصف ما يحدث بأنه نتيجة التسامح الذي يلاقيه الأجانب بإيطاليا العديد من الإنتقادات خصوصا وأن قنص أشخاص بالشارع العام لا يمكن أن يدل على التسامح. وفي تصريح للقناة "راي3" للكاتب "روبيرطو سافيانو" صاحب كتاب "غمورا" الذي من خلاله يفضح عالم الإجرام والمافيا والذي يعيش تحت الحراسة الأمنية فإن رد الفعل الذي قام به الأفارقة هو "عمل شجاع" لأنهم وقفوا ضد الإجرام لذا لا يجب تجريمهم لأن ذلك يعني تشجيع الجريمة خصوصا و أن المنطقة (كلابريا) يضيف "سافيانو" لا يوجد فيها من يجهر بمعارضته للإجرام. هذا وتعتبر عملية القنص بإيطاليا لأحد المواطنين المغاربة الثانية من نوعها ، ففي أوائل شتنبر الماضي تعرض مواطن مغربي بأحد شوارع نابولي لعملية قنص. (انظر شبان إيطاليون يقنصون مغربيا في شوارع نابولي http://hespress.com/?browser=view&EgyxpID=15108 ) فيديو