عاد الهدوء نهاية الاسبوع الماضي إلى روزارنو بعد اعمال عنف ومطاردة مهاجرين اسفرت عن67 جريحا في هذه البلدة الواقعة في منطقة كالابريا جنوب ايطاليا وتطلبت إرسال تعزيزات من الشرطة وإجلاء مئات الاجانب. في مؤشر الى عودة الهدوء، ازال السكان بعض الحواجز التي كانوا أقاموها وانسحبوا من البلدة بعد احتلالها وفتحت المتاجر ابوابها خلال النهار. ونقل حوالى320 مهاجرا ليلا الى مركز استقبال في كروتوني على بعد170 كلم عن روزارنو وتجري الاستعدادات لاجلاء300 مهاجر آخر فيما غادر مئة أجنبي بوسائلهم الخاصة. وشهدت روزارنو تظاهرات عنيفة، منذ الخميس، قام بها مهاجرون احتجاجا على اعتداءات استهدفت عددا منهم، وتخللتها صدامات مع الشرطة. وفي يوم الجمعة هاجم السكان الاجانب الذين يقيم معظمهم على الاراضي الايطالية بصفة غير قانونية. واعلن قائد الشرطة الايطالية انطونيو مانغانيلي مساء ذا اليوم ارسال «وحدة كبيرة من الشرطة» لمؤازرة القوات المحلية ومساعدتها على مواجهة هذه الحوادث. وكتبت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» ان «ارسال اكثر من مئتى عنصر لتعزيز قوات الشرطة والدرك المنتشرة في روزارنو منذ يومين يهدف الى أمرين: تعزيز السيطرة على المنطقة والاعداد لعملية إجلاء محتملة للمهاجرين». وبحسب الصحيفة، فإن نقل المهاجرين الى مراكز استقبال في جنوب ايطاليا يتطلب 48 ساعة. ووصلت آخر حصيلة لاعمال العنف في روزارنو ومحيطها منذ الخميس الى67 جريحا هم 31 اجنبيا و19 شرطيا و17 ايطاليا من البلدة البالغ عدد سكانها 15 الف نسمة. وتقتصر إصابات معظم المتظاهرين على رضوض او جروح طفيفة غير ان ستة مهاجرين ما زالوا في المستشفى اثنان منهم اصيبا اصابات بالغة مساء السبت إثر ضربهما بقضبان حديدية. واندلعت الحوادث في روزارنو بعد تظاهرة مساء الخميس قام بها مئات العمال الزراعيين المهاجرين الذين يعمل معظمهم سرا في المنطقة احتجاجا على الاعتداء على عدد منهم ببنادق الهواء المضغوط. وأحرق المتظاهرون سيارات وحطموا واجهات محلات بالقضبان في روزارنو ما ادى الى اندلاع مواجهات مع الشرطة. وأراد سكان المنطقة الجمعة الانتقام منهم فقاموا بعمليات «مطاردة للمهاجرين» أدت الى اصابة عدد من الاجانب بجروح. وكتبت صحيفة «ايل جورنالي» اليمينية التي تملكها عائلة برلوسكوني في افتتاحية استفزازية «لكن العبيد هذه المرة على حق» وجاء في المقال «على المهاجرين غير الشرعيين الا يدخلوا الى ايطاليا. لكن حين يدخلوها، لا يمكن استغلالهم بشكل معيب واطلاق النار عليهم فيما يقومون بأعمال ينبذها العاطلون عن العمل عندنا». وبحسب الصحافة، يعمل ما لا يقل عن أربعة آلاف مهاجر معظمهم بصفة غير شرعية كل سنة في روزارنو لمدة شهرين في موسم قطاف الحمضيات. ونددت المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة والنقابة الايطالية الرئيسية ب«ظروف حياتهم غير الانسانية: اكواخ غير صحية بدون مياه ومرافق صحية واجور الزهيدة» (25 أورو في اليوم). وتشير اصابع الاتهام الى دور المافيا في هذه المسألة وقال دون لويدجي تشوتي وهو كاهن أسس جمعية ليبيرا المعادية للمافيا متحدثا لصحيفة لا ستامبا «ان المافيا التي تسيطر على المنطقة تستغل المهاجرين بقسوة وشدة لا ترحم. الأدمغة الإجرامية تعرف ان المهاجرين غير الشرعيين لا يمكنهم حتى محاولة التمرد لأنهم لا يملكون أوراق هوية ولا يحظون بالتالي بحماية الدولة».