نقلت السلطات الإيطالية حوالى320 مهاجرا ليلا إلى مركز استقبال في كروتوني على بعد170 كلم عن روزارنو وتجري الاستعدادات لاجلاء300 مهاجر آخر فيما غادر مائة أجنبي بوسائلهم الخاصة. وشهدت روزارنو في الأيام القليلة الأخيرة تظاهرات عنيفة قام بها مهاجرون احتجاجا على اعتداءات استهدفت عددا منهم، وتخللتها صدامات مع الشرطة. وفي اليوم التالي هاجم السكان الأجانب الذين يقيم معظمهم على الأراضي الايطالية بصفة غير قانونية. وأعلن قائد الشرطة الايطالية انطونيو مانغانيلي إرسال «وحدة كبيرة من الشرطة» لمؤازرة القوات المحلية ومساعدتها على مواجهة هذه الحوادث. وكتبت صحيفة كوريري ديلا سيرا أن «إرسال أكثر من مائتي عنصر لتعزيز قوات الشرطة والدرك المنتشرة في روزارنو يهدف إلى أمرين: تعزيز السيطرة على المنطقة والأعداد لعملية إجلاء محتملة للمهاجرين». وبحسب الصحيفة، فان نقل المهاجرين إلى مراكز استقبال في جنوب ايطاليا يتطلب48 ساعة. ووصلت آخر حصيلة لأعمال العنف في روزارنو ومحيطها الى67 جريحا هم 31 أجنبيا و19 شرطيا و17 ايطاليا من البلدة البالغ عدد سكانها15 ألف نسمة. وتقتصر إصابات معظم المتظاهرين على رضوض أو جروح طفيفة غير أن ستة مهاجرين ما زالوا في المستشفى اثنان منهم أصيبا إصابات بالغة مساء السبت اثر ضربهما بقضبان حديدية. واندلعت الحوادث بعد تظاهرة مساء الخميس الماضي قام بها مئات العمال الزراعيين المهاجرين الذين يعمل معظمهم سرا في المنطقة احتجاجا على الاعتداء على عدد منهم ببنادق الهواء المضغوط. واحرق المتظاهرون سيارات وحطموا واجهات محالات بالقضبان ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشرطة. وأراد سكان المنطقة الانتقام منهم فقاموا بعمليات «مطاردة للمهاجرين» أدت إلى إصابة عدد من الأجانب بجروح. وكتبت صحيفة «ايل جورنالي» اليمينية التي تملكها عائلة برلوسكوني في افتتاحية استفزازية «لكن العبيد هذه المرة على حق» وجاء في المقال «على المهاجرين غير الشرعيين ألا يدخلوا إلى ايطاليا. لكن حين يدخلوها، لا يمكن استغلالهم بشكل معيب وإطلاق النار عليهم فيما يقومون بأعمال ينبذها العاطلون عن العمل عندنا». وبحسب الصحافة، يعمل ما لا يقل عن أربعة ألاف مهاجر معظمهم بصفة غير شرعية كل سنة لمدة شهرين في موسم قطاف الحمضيات. ونددت المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة والنقابة الايطالية الرئيسية ب»ظروف حياتهم غير الإنسانية: أكواخ غير صحية بدون مياه ومرافق صحية وأجور زهيدة» (25 يورو في اليوم). وتشير أصابع الاتهام إلى دور المافيا في هذه المسألة وقال دون لويدجي تشوتي وهو كاهن أسس جمعية ليبيرا المعادية للمافيا متحدثا لصحيفة لا ستامبا «إن المافيا التي تسيطر على المنطقة تستغل المهاجرين بقسوة وشدة لا ترحم. الأدمغة الإجرامية تعرف أن المهاجرين غير الشرعيين لا يمكنهم حتى محاولة التمرد لأنهم لا يملكون أوراق هوية ولا يحظون بالتالي بحماية الدولة». وطالب ممثلو منظمات دولية، الحكومة الإيطالية باتخاذ خطوات عاجلة لوقف الممارسات العنصرية ضد المهاجرين ، لاسيما بعد الاضطرابات العنيفة التي شهدها جنوب البلاد الأسبوع الماضي. وقال ممثلون عن هذه المنظمات إن العنصرية والأوضاع الصعبة لتي يعيشها المهاجرون الأجانب في إيطاليا ساهمت في تأجيج الاضطرابات العنيفة التي شارك فيها مهاجرون يعملون في الزراعة جنوب البلاد مؤخرا. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن مسؤولي عدد من هذه المنظمات، ومنها منظمة (أطباء بلا حدود)، أعربوا عن قلقهم العميق بسبب الطريقة التي يتم بها التعامل مع الأجانب في إيطاليا. كما أبدوا قلقهم من الصدامات العنيفة التي شهدتها بلدة روزارنو في الجنوب الإيطالي، مؤخرا، وخلفت إصابة أزيد من خمسين شخصا بعد إطلاق ثلاثة شبان النار على ثلاثة من العمال الأفارقة. وأدت الاشتباكات التي اندلعت بعد ذلك إلى إحراق عدد من السيارات وإصابة ما لا يقل عن أربعة مهاجرين بطلقات نارية فيما تعرض آخرون للضرب بقضبان أو تم دهسهم بالسيارات. وأشار أحد أعضاء المنظمة دو فيليبي إلى «النفاق» في إيطاليا عند الحديث عن هذا الموضوع مشيرا إلى أن حوالي «70 % من العمال المهاجرين غير الشرعيين يعاملون كعبيد والجميع يعرف بذلك ولكن لا أحد يفعل أي شيء لوقفه «. ودعا هؤلاء الحكومة الإيطالية لاتخاذ خطوات «عاجلة» لوقف الممارسات العنصرية ضد المهاجرين الأجانب