شكل المقترح الروسي القاضي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت المراقبة الدولية من أجل الخروج من الأزمة وتفادي تدخل عسكري ضد هذا البلد ، الموضوع الأبرز في اهتمام الصحف الأوربية الصادرة اليوم الثلاثاء. فقد كتبت صحيفة "لادغنيير أور" البلجيكية في مقال تحت عنوان '' العفو عن سوريا إنقاذا للولايات المتحدة'' ، أن روسيا ومن خلال مقترح وضع السلاح الكيماوي السوري تحت المراقبة الدولية ، تتيح مخرجا للولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة أن المقترح يثير إعجاب الأممالمتحدة والوزير الأول البريطاني الذي وجد نفسه مؤخرا في مواجهة البرلمان مشيرة إلى أن المقترح يخضع للدراسة من قبل واشنطن " بإيجابية ولكن ببعض الامتعاض أيضا". ومن جهتها رأت صحيفة " لوسوار " أن موسكو ألقت بورقة جديدة في هذه الأزمة وهي تلقي بثقلها كاملا من أجل استعادة المبادرة في هذا الملف من خلال مقترحها بوضع ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية تحت المراقبة الدولية. وعنونت يومية "?ولكسكرانت" الهولاندية مقالها حول الموضوع ب" لم يعد أمام سورية كثير من الوقت " حيث أشارت إلى أن أوباما الذي وصف المبادرة ب " التطور الإيجابي " مازال متمسكا بفرض مزيد من الضغوط على النظام السوري. وفي شأن داخلي وتحت عنوان " كراهية الأجانب في هولاندا هي الأكبر في أوروبا " خصصت يومية ' ثروو' صفحتها الأولى ،لتصريحات وزيرة العمل الرومانية ، خلال زيارتها أمس الاثنين لهولاندا والتي أشارت فيها إلى أن هولندا تعارض بشكل قاطع دخول الرومانيين بعد فتح الحدود في يناير المقبل. وفي البرتغال عنونت الجريدة البرتغالية دياريو دي نوتيثياس " ب"مخطط بوتين الذي قد يوقف الهجوم المحتمل على سوريا " و كتبت بأن المقترح الروسي قد لاقى ترحيبا من طرف سوريا وحتى الولاياتالمتحدة ، مضيفة بأن المقترح قد ظهر بعد تصريح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري من لندن أكد فيه بأن النظام السوري مطالب بتسليم كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل وبدون تأجيل إذا ما أراد تفادي ضربات عسكرية. وتحت عنوان "نقطة تحول في سوريا " رأت يومية "بوبليكو" البرتغالية ، بأن المبادرة الروسية ورد الفعل الإيجابي لسوريا تفتح الطريق أمام حل دبلوماسي ممكن في ظل الحديث عن توجيه ضربة عسكرية لدمشق . وفي فرنسا تناولت صحيفة "أوجوردوي أون فرونس" مشروع ستتم دراسته من قبل الجمعية الوطنية الفرنسية لتقنين سومة كراء المنازل ، وقالت إنه "بعد عقدين من الزمن ، فإن المستأجرين ممتعضون من الارتفاع الكبير جدا لكراء المساكن، والذي استفاد منه ملاك العقارات ورفع مداخيل العديد من الوسطاء". وكتبت يومية ' ليزيكو' في افتتاحية تحت عنوان '' السكن : استهداف الملاك " ، بأن الوقت قد حان لإحداث طفرة في سوق العقار وليس لشن حرب على الملاك. وتضيف اليومية بأن "ما يجب القيام به اليوم هو إصلاح قانون التعمير ، إلى جانب خلق محيط تنظيمي وضريبي مستدام " مدافعة عن إرساء " إطار محفز يتسم بوضح رؤية لفائدة المستثمرين الذي يستثمرون لمدة طويلة".واهتمت "ليبراسيون" من جهتها باستمرار الضغط الجبائي على الأسر الفرنسية ، منبهة لارتفاع مساهمات التقاعد ، والارتفاع المرتقب للضريبة على القيمة المضافة". وسلطت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الضوء على مقترح موسكو الرامي إلى حماية حليفتها دمشق من ضربات عسكرية غربية محتملة، مشيرة إلى أن الاقتراح الذي يقضي بوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت المراقبة الدولية لقي ترحيبا مشوبا بالحذر من طرف العديد من الدول الغربية. وعبرت صحيفة (الاندبندنت) في هذا السياق عن مخاوفها من أن يكون الاقتراح الروسي مجرد مناورة لمنع تدخل عسكري أمريكي ضد نظام بشار الاسد الذي تتهمه واشنطن بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية خلف مصرع مئات الأشخاص. وأبرزت صحيفة (الغارديان) من جانبها موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي عبر عن تأييده لاقتراح موسكو، مؤكدة أنه يشكل تطورا إيجابيا ممكنا قد يمكن من تحقيق طفرة كبيرة في تسوية الملف السوري. أما صحيفة (الديلي تلغراف) فأشارت من جهتها إلى أن باراك أوباما قد يتخلى عن الخيار العسكري وتوجيه ضربات رادعة لدمشق في حال تخلي هذه الأخيرة عن ترسانتها العسكرية الكيماوية وذلك تحت إشراف ومراقبة دولية، محذرة في الوقت ذاته من كل "محاولة للانحراف او التمويه". واعتبرت صحيفة (التايمز) من جهتها أن الاقتراح الروسي يعد مخرجا مشرفا للأزمة السورية وفرصة لإحلال السلام ووقف شلال الدم في المنطقة. وركزت الصحف الروسية على الضربة العسكرية الأمريكية على سورية ،حيث أوردت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن الولاياتالمتحدةالامريكية أعدت خططا "للحالات الاستثنائية" والنتائج السلبية التي قد تترتب على الضربات العسكرية ضد سورية. وقد أعلن دينيس ماكدونو، مدير ادارة البيت الابيض عن وجود مخاطر عديدة قد تنتج عن هذه العملية." فهل سيتمكن باراك اوباما اليوم الاربعاء من اقناع الكونغرس بالموافقة على خططه لضرب سورية" مبرزة أنه ليس بمقدور أي محلل حاليا التنبؤ بنتائج تصويت الكونغرس على هذه الخطط. صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"قالت ان براك أوباما يستعد لشن حرب ثالثة في سورية مع كل ما ينجم عنها من عواقب وخيمة بالنسبة للعالم بأسره ، موضحة أن باراك اوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام انتخبه الشعب الامريكي من أجل ان يضع حدا للحرب المقيتة ،وان غالبية الامريكيين لا تريد هذه الحرب ، اما موقف الكونغرس فهو غير واضح تماما. ركزت الصحف الألمانية في تعليقاتها أيضا على الأزمة السورية والاقتراح غير المتوقع للكرملين بشأن وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت المراقبة الدولية، كما اهتمت بسير الحملة الانتخابية في ألمانيا.وعلقت "تاغستسايتونغ" على ما أدلى به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وقت سابق ،حول أن سورية يمكن أن تتجنب ضربة عسكرية أمريكية بتسليم أسلحتها الكيميائية، حيث أشارت إلى أنه سيكون من دواعي السخرية لو تفوه كيري بمجرد " كلام فضفاض ".أما "غويتلينغر غينرال أنزايغر" فأشارت إلى توضيح يؤكد أن تصريح كيري ، " كان في الواقع للتأثير ولم يقصد به أن يكون اقتراحا" متسائلة " هل لأنه في وقت قصير لم يكن ذلك ممكنا من الناحية اللوجستية . أم أن الاقتراح يبحث عن عدم الامتثال(السوري) ليكون سببا آخر لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية". ومن جهتها اعتبرت "نوين أوسنايبروكر تسايتونغ" أن وزير الخارجية كيري وجه للدكتاتور السوري بشار الأسد إنذارا وبالمقابل تقدم روسيا فرصة للأسد تلزمه بتسليم كافة أسلحته الكيماوية إلى الأممالمتحدة ، لمنع مزيد من التصعيد. أما " هانوفرشه أليغماينة تسايتونغ" فانتقدت تردد الرئيس أوباما الرجل الأقوى في العالم مشيرة إلى أن التهديد بشن حرب جديدة شرسة قائم فيما اعتبرت "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أنه إذا تم رفض اقتراح الرئيس أوباما القاضي بضربة محتملة لمنشآت النظام السوري سيتعرض لموقف حرج بطريقة لم يسبق لها مثيل في بلاده وفي الساحة العالمية. وتناولت الصحف من جهة أخرى الحملة الانتخابية التي تخوضها الأحزاب السياسية الألمانية استعدادا للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها يوم 22 شتنبر الجاري مبرزة مختلف اللقاءات والتصريحات التي يدلي بها السياسيون في حملة بدأت تتصاعد حدتها.وأجمعت الصحف على أن حزب المستشارة أنغيلا ميركل الديمقراطي المسيحي مازال يحتل مركز الصدارة في استطلاعات الرأي في حين أن الديمقراطي الاشتراكي يأتي خلفه بفارق كبير من النقط.