انصب اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، على تطورات الملف السوري واحتمال التدخل العسكري الأمريكي في سورية، ومستجدات الوضع في مصر، وإشكالية التعليم في موعد الدخول المدرسي، فضلا عن مواضيع محلية وإقليمية أخرى. وهكذا، تصدرت تطورات القضية السورية والشأن المحلي، اهتمامات الصحف المصرية، لاسيما جهود تنشيط الاقتصاد القومي، وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والعربيةþ وعمليات القوات المسلحة بسيناء. ففي الشأن السوري، وتحت عنوان "القوى السياسية تطالب بموقف موحد ضد العدوان على سورية"، كتبت صحيفة (الأهرام) أن "الأحزاب والقوى السياسية طالبت بضرورة الوقوف ضد الضربة الأمريكية لسورية، وأكدت أن إضعاف الجيش السوري يصب في مصلحة إسرائيل، وهو تهديد صريح للأمن القومي العربي، وتنفيذ لمخطط الشرق الأوسط الكبير". محليا، ذكرت صحيفة (الأهرام) أنه في إطار الجهود المبذولة لتحسين معيشة المواطنين وتنشيط الاقتصاد القومي، وجلب المزيد من الاستثمارات المحلية والعربية، تشهد المرحلة الحالية أنشطة مكثفة لتنفيذ واستكمال عدد من المشاريع المهمة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب والوفاء بالاحتياجات العاجلة للمحافظات. وأضافت، نقلا عن وزير المالية أحمد جلال، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن خطة الإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي التي سيتم تنفيذها خلال ستة أشهر لسرعة دوران عجلة الاقتصاد القومي مشيرا إلى أن جملة الاستثمارات المستهدفة في هذه الخطة تبلغ نحو 85 مليار جنيه (الجنيه المصري يساوي 21ر1 درهم). من جانبها، تطرقت صحيفة (المصري اليوم) إلى انتخاب الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أمس الأحد، رئيسا للجنة الخمسين المعنية بتعديل الدستور المصري. ونقلت الصحيفة ترحيب قادة الأحزاب السياسية باختيار عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، رئيسا للجنة الخمسين مؤكدين أن هذا الاختيار سينعكس على أداء اللجنة، ويمكنها من إخراج منتوج يتوافق عليه أغلب المصريين. وفي الإمارات أولت الصحف اهتمامها للتعليم وانتشار الأمية في الدول العربية ومواقف دول الخليج العربية في دعم القضايا العربية ومواضيع إقليمية ومحلية متنوعة. وتحت عنوان "أمية العرب"، أوضحت صحيفة (الخليج) أن "مسألة التعليم لم تعد حالة مزاجية أو للتباهي والتفاخر، بل هي حاجة ضرورية مثل الهواء والطعام، وهي استثمار في الكرامة الإنسانية والتنمية والسلام في عصرنا القائم على المعرفة"، مشيرة إلى أن أرقاما "مهولة" للمنظمة العربية للتربية والعلوم (ألسكو) كشفت جانبا مظلما من الواقع العربي، حيث بلغ عدد الأميين في الفئة العمرية ما بين 15 و45 سنة قرابة 67 مليون أميº نحو 60 بالمائة منهم إناث. وترى اليومية أن هذه النسبة تعتبر من أعلى نسب الأمية في العالم على الرغم من أن العالم العربي لا ينقصه المال اللازم للاهتمام بالتعليم في مختلف الأعمار، ولا تنقصه الأطر التعليمية ذات الكفاءة والخطط اللازمة، معتبرة أن الاستثمار في التعليم ومحو الأمية ينبغي أن يحتل الأولوية المطلقة في الدول العربية في هذا العصر الذي يشهد قفزات هائلة في العلوم والتكنولوجيا على طريق التقدم الحضاري، وأن التخلف عن هذا العصر يعني السقوط من القافلة العالمية والبقاء في مهاوي الجهل والتخلف. من جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، تحت عنوان "مواقف خليجية"، أن "الأيام أثبتت أن المنظومة الخليجية ليست ضرورية لأمن الخليج فحسب بل للأمن العربي ككل، وأنها المنظومة الأقدر على حماية حقوق العرب وقضاياهم التي لا يمكن في هذا الصدد إلا أن تذكر في سياقها القضية الفلسطينية، وما المبادرة العربية ولجنة المتابعة التي يشكل الخليج العمود الفقري فيها إلا دليل بسيط على ذلك". وفي الكويت، اهتمت الصحف بتفاعلات الأزمة في سورية، واحتمالات انعكاسها سلبا على الوضع الداخلي بالكويت، إضافة إلى مواضيع محلية. وأبرزت الصحف الكويتية أن الضربة العسكرية ضد نظام بشار الأسد قادمة، وأن حلفاء دمشق سيقومون بالرد كما جاء على لسان الرئيس السوري في تصريح صحافي. وبشأن خطط الطوارئ التي وضعتها الكويت لمواجهة الوضع المتوتر بالمنطقة، ذكرت صحيفة (الكويتية) أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وضعت خطة طوارئ خاصة بالموظفين ونزلاء الدور، شأنها شأن باقي الوزارات. في الشأن السياسي، كتبت صحيفتا (الجريدة) و(عالم اليوم) أن التصعيد النيابي تجاه الحكومة يعود مرة أخرى إلى الواجهة، بعد تهديد نواب باستجواب وزراء يشرفون على قطاعات التجارة والنفط والمالية والتربية. وفي البحرين، اهتمت الصحف بمواضيع داخلية تتعلق بحوار التوافق الوطني، وملف حقوق الإنسان، وتسريع الخدمات الحكومية بتعليمات من رئيس الوزراء. وأبرزت صحيفة (الوسط) تأكيد الحكومة، أمس الأحد، أن حوار التوافق الوطني مستمر ولن يؤخره أي خلاف، وذلك بعد إلغاء جلسته التي كانت مقررة يوم الأربعاء الماضي، بسبب غياب الجمعيات السياسية المعارضة. من جانبها، أوردت صحيفة (أخبار الخليج) تصريحات لوزير شؤون حقوق الإنسان أكد فيها أن إصدار بيانات مشتركة حول الأوضاع الحقوقية بالبحرين في مجلس حقوق الإنسان بجنيف "ليست ذات جدوى أو قيمة حقيقية ولا تخدم المسيرة الديمقراطية والحوار الوطني بالبلاد، كما أنها تفتقر إلى المصداقية والحيادية". وأبرزت صحف (البلاد) و(الوطن) و(الأيام)، من جهتها، دعوة مجلس الوزراء، خلال اجتماعه الأسبوعي أمس، إلى اعتماد آليات جديدة لتسريع المعاملات الحكومية، ومنها إحداث فروع للوزارات في المناطق، واعتماد أوقات عمل خارج الدوام الرسمي. أما الصحف اليمنية فركزت اهتمامها على أنشطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتطورات ملف الحوار الوطني الشامل، فضلا عن الإشكالات الأمنية والعسكرية الحاصلة في عدد من مناطق البلاد. وتحدثت صحيفة (الثورة) الرسمية، في هذا الصدد، عن استقبال الرئيس هادي ممثلي المؤتمر العام للشباب، واستقباله لوفد عن شركة (توتال)، مبرزة بالخصوص قوله خلال الاجتماع الأول "إرادة الشباب صنعت التغيير وستنتصر له"، وقوله في اللقاء الثاني "نتطلع لتوسيع الأنشطة الاستثمارية النفطية لمواجهة التحديات الاقتصادية". وأبرزت صحف (الثورة) و(أخبار اليوم) و(الأولى) قرار ممثلي الحراك الجنوبي بالعودة لاستئناف مشاركتهم في الحوار الوطني الشامل وذلك بعد تعليقه في منتصف غشت الماضي. ونقلت صحيفة (الأولى)، في هذا الصدد، عن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر قوله، عقب إعلان ممثلي الحراك العودة إلى المؤتمر، أنه "سيتم تنفيذ مطالب ممثلي الحراك بما فيها ندية الحوار بين الشمال والجنوب برعاية دولية وبإشرافي". وشككت (أخبار اليوم) المستقلة في أمر هذه العودة ووصفت الشروط التي عاد على أساسها ممثلو الحراك إلى الحوار بكونها "الاتفاق على انفصال مؤجل" وواصلت الصحف التونسية اهتمامها بالتداعيات المحتملة لتعثر الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين والآفاق المستقبلية للمسار التفاوضي، إضافة إلى تفاعلات الهزيمة القاسية للمنتخب الوطني التونسي لكرة القدم في إطار المنافسات المؤهلة لكأس البرازيل 2014. فتحت عنوان "من الرابح ومن الخاسر" استقت صحيفة (الشروق) شهادات عدد من الفاعلين، حيث يرى بعضهم أن "كل طرف ما يزال في نفس الموقع الذي انطلق منه، ولم يتغير الوضع على الإطلاق ... والخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن التونسي الذي سيدفع الثمن"، في حين اعتبر آخرون أن "حركة النهضة هي المستفيد الأوحد من الأزمة الحالية .. والخاسر هو تحالف المعارضة بشقيه (...) ولن نخرج من هذه الوضعية إلا بعد أن تراجع أحزاب الوسط واليسار استراتيجياتها، وتتخذ موقفا جديدا إزاء النهضة على أساس أنها ليست المفاوض الوحيد، ومركز الثقل الوحيد في الحياة السياسية". وكتبت صحيفة (التونسية)، تحت عنوان "المنظمات الراعية للحوار تتمسك بالحوار، والمعارضة تصعد والترويكا الحاكمة تربح الوقت"، أن "الغموض والتوتر ما يزالان يسودان الساحة السياسية جراء تواصل الأزمة في ظل تواصل اعتصام الرحيل (تخوضه المعارضة) والاحتجاجات من جهة وتواصل محاولة الترويكا الحاكمة ربح الوقت من جهة أخرى"، مضيفة أنه "في ظل كل هذا تزداد التخوفات من تواصل الأزمة والعودة المدرسية والجامعية على الأبواب". وتحت عنوان "أيام الجمر السياسي" كتبت صحيفة (الصباح الأسبوعي) "أسابيع من المفاوضات ... لقاءات ثنائية وثلاثية وجماعية ... تصريحات وتصريحات مضادة ..تحاليل سياسية وجدل محتدم وتراشق بالتهم هنا وهناك ... تشنج واحتقان وشتائم معلنة وخفية ... شرعية ورحيل ... /مرابطون/ ومنسحبون ... تلك هي العناوين الرئيسية لتفاصيل وقائع أيام الجمر السياسي التي اكتوى بها التونسيون ..."، مضيفة أن "مهمة المواطن باتت عسيرة في المحافظة على مداركه العقلية من السياسيين، وعلى سلامته الجسدية من الإرهابيين وقطاع الطرق ...". من جهة ثانية، وتحت عناوين بارزة من قبيل "هزيمة العار" و"الشارع التونسي غاضب ويشعر بالخذلان" و"خسرنا 11 مليار وحصدنا الانسحاب من المونديال" و"معلول .. علة كرتنا"، واصلت صحف تونس تناول ما أفرزته الهزيمة النكراء للمنتخب التونسي لكرة القدم، من ردود فعل قوية تطالب برحيل المدرب ومحاسبة المسؤولين عن هذه الخسارة القاسية. واهتمت الصحف الليبية بأزمة انقطاع المياه عن العديد من المدن، حيث أفادت صحيفة (ليبيا الإخبارية) بأن (لجنة إدارة الأزمة) التي شكلها المؤتمر الوطني العام الليبي أعلنت في اجتماع عقدته امس بمقر المؤتمر عن التوصل إلى حل لأزمة المياه التي انقطعت منذ أيام عن عدة مدن ليبية، من بينها العاصمة طرابلس، مؤكدة أن المياه ستصل إلى المناطق التي انقطعت عنها خلال الأيام الثلاثة المقبلة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بإدارة (النهر الصناعي) قوله إنه تم استئناف عملية التشغيل التدريجي لمنظومة النهر لإيصال المياه إلى المناطق الشمالية بعد فترة انقطاع جراء إقدام أفراد إحدى القبائل جنوب البلاد على إغلاق المنشآت المائية كرد فعل على اختطاف ابنة رئيس جهاز المخابرات في النظام السابق عبد الله السنوسي، المنحدر من هذه القبيلة، لدى مغادرتها أحد السجون بطرابلس بعد قضائها عقوبة حبسية. وبخصوص أزمة الكهرباء، ذكرت الصحيفة أن (لجنة إدارة الأزمات) أكدت أنه تم إيجاد حلول لتخفيف وطأة الانقطاعات خلال الفترة الحالية من خلال "توفير الطاقة الكهربائية المستغلة في المصانع التابعة للدولة"، مشيرة إلى أنه سيتم وضع "حلول جذرية" لمشكل انقطاع الكهرباء في مدينة طرابلس في الفترة المقبلة. وأوردت صحيفة (ليبيا الجديدة) خبر تجدد الاشتباكات المسلحة في منطقتي ورشفانة والزاوية غرب البلاد وذلك عقب انسحاب قوات "درع ليبيا" التابعة للجيش الليبي من المنطقة. وكشفت الصحيفة، استنادا إلى مصادر أمنية، أن هذه المواجهات التي ما تزال متواصلة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والدبابات. وفي الجزائر، انتقدت الصحف الدخول المدرسي الجديد الذي انطلق أمس الأحد بالتحاق نحو ثمانية ملايين تلميذ وتلميذة بمقاعد الدراسة للموسم 2013 - 2014. فتحت عنوان "أزمة الاكتظاظ تفسد الدخول المدرسي"، أوردت صحيفة (الخبر) أن "عددا كبيرا من الأولياء والتلاميذ صدموا، أمس، في عدة ولايات بغياب الحد الأدنى من الظروف البيداغوجية للتمدرس، حيث سجل غياب الأطر الإدارية في مؤسسات التربية الجديدة، خاصة الثانويات، في حين امتد مشكل الاكتظاظ من المتوسط والثانوي إلى الأقسام التحضيرية، في حين لم يجد تلاميذ الجنوب الأساتذة والمعلمين، خاصة في مادة الفرنسية والإنجليزية". ورأت (الشروق) أنه على عكس تطمينات وتصريحات مسؤولي قطاع التربية، بخصوص تهيئة كافة الظروف وتوفير كل الإمكانات، لم يمر الدخول المدرسي لهذه السنة دون وقوع مشاكل بالعديد من المؤسسات التربوية، نتيجة سوء التنظيم بالبعض منها وغياب المعلمين والإداريين بمدارس أخرى، فيما شكøلت الخلافات بين المدرسين ومديري المؤسسات التعليمية "نقطة سوداء" تنذر بموسم دراسي ساخن، خاصة عقب فشل مديري التربية في احتواء مشاكل القطاع". وبينما ذكرت صحيفة (النهار) أنها رصدت "60 تلميذا في القسم الواحد بالعاصمة"، أفادت صحيفة (الفجر) بأن "آلاف من تلاميذ الجنوب وحتى الأساتذة قاطعوا أمس الدخول المدرسي بعد أن تعدت درجات الحرارة 50 درجة مئوية، خوفا من ضربات الشمس، في ظل إصرار وزير التربية على رفض مقترح تأجيل الدخول بأسبوعين لتفادي معاناة تلاميذ هذه المناطق، بحجة توفير مكيفات هوائية، علما أن ضعف الكهرباء يحيل دون تشغليها في أغلبية المؤسسات التربوية".