قال الدكتور "طارق رمضان"،عضو هيئة التدريس بمعهد الدراسات الشرقية، بجامعة أوكسفورد، حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر "حسن البنا"، في تعليقه على الأحداث السياسية في مصر "إن أمريكا لا تهمها الديمقراطية في مصر، وإنما يهمها مصالحها الجيواستراتيجية والإقتصادية". ولفت المفكر الإسلامي، في حوار أجرته معه وكالة الأناضول، في سراييفو، إلى أن أمريكا وأوروبا، لم تسم الاإنقلاب الذي حدث في مصر بالانقلاب، بحسب وصفه. وحول الأزمة السورية لفت حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، أن أمريكا واسرائيل أخذوا موقفاً مسانداً للنظام السوري، لدى بدء الربيع العربي. وأشار رمضان إلى أن أمريكا واسرائيل طلبت من الأسد اجراء اصلاحات، بيد أنها اكتشفت أن الشعب السوري يريد التغيير وليس الإصلاح، فيما كان الغرب يبحث آنذاك عن موالٍ لهم في المعارضة، وإلى من يتعاون معهم، موضحاً أن الإستخبارات الفرنسية والأميركية دربت معارضين سوريين في أميركا والأردن واسرائيل، وأنهم يعملون خلف الكواليس بغية العثور على الأشخاص المناسبين تحت اسم مواجهة خطر الإسلاميين. عضو هيئة التدريس بمعهد الدراسات الشرقية، بجامعة أوكسفورد، أوضح أن الولاياتالمتحدة تصرفت طيلة عامين، وكأنها لم تجد حلاً للأزمة السورية، في الوقت الذي دأب النظام السوري على قتل نحو 200 شخص يومياً، مبيناً أن نظام الأسد فاجأهم باستخدام السلاح الكيمياوي، ليجبرهم على توجيه ضربة له. وتساءل رمضان عن انتظار أمريكا طيلة هذه المدة، لافتاً إلى أن الضربة الأميركية الأوروبية لن تفيد الشعب السوري، لأن هذه الضربة تهدف إلى خدمة المصالح الجيوستراتيجية للقوى الخارجية، معرباً عن اعتقاده بأن أمريكا وأوروبا من الممكن أن توجه ضربة إلى النظام السوري بغية تبرئة نفسها أمام الرأي العام العالمي، وأن السبب الحقيقي هو أنها أوجدت المعارضة التي تريدها، موضحاً أن الخطوة اللاحقة لن تكون ترسيخ الإستقرار في سوريا، وإنما نشر الإضطراب من أجل تقسيم البلاد. ولفت حفيد "حسن البنا" النظر إلى العراق، وليبيا، وسوريا، ومصر، وتونس، والشرق الأوسط الجديد، الذي وصفه ب "شرق أوسط مضطرب ولا علاقة بالديمقراطية"، والهدف الأساسي هو فتح سوق جديد لأميركا وأوروبا، وحماية تدفق البترول والنظام السياسي. وفي الشأن المصري رأى رمضان أن الولاياتالمتحدة الأميركية لا تعبأ بالديمقراطية في مصر، وما يهمها هي مصالحها الجيوستراتيجية والإقتصادية، مضيفاً أن الإخوان المسلمين ليسوا حلفاء لأميركا، لافتاً إلى أن الأميركيين لم يعرّفوا ما حدث بمصر بالإنقلاب، كون دستورهم سيحظر تقديم المساعدات للجيش المصري. ورأى بأن الجيش يرغب في حل جماعة الإخوان المسلمين، وأن أياما صعبة ستواجه الإسلاميين في مصر، إلا أنهم سيتابعون نشاطهم ولو من تحت الأرض، وشدد رمضان على أنه لن يكون هناك دولة ديمقراطية مدنية في المستقبل، سواءً في مصر أو في الشرق الأوسط، مؤكداً أن مصر ستبقى دولة يقودها العسكر. وبين رمضان أن الإخوان المسلمين على تواصل مستمر مع حركة حماس في قطاع غزة، وهذا الأمر شكل في السابق مصدر إزعاج لإسرائيل، التي كانت تدعم الرئيس المخلوع حنسي مبارك سابقا، كما تدعم حاليا وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي"، لافتاً إلى أن اسرائيل قطعت وعدا للجيش المصري، بإقناع الولاياتالمتحدة بعدم قطع مساعداتها عن مصر. وبخصوص النظرة الأوروبية للإسلام أكد رمضان أن ظاهرة الإسلاموفوبيا باتت حقيقة لا يمكن نكرانها، مشيراً إلى أن المسلمين في أوروبا بإمكانهم رفع أسهمهم وحظوظهم، من خلال النجاحات، التي يمكن أن يشاركوا بها المجتمع الذي يعيشون بين ظهرانيه، وذلك من خلال إفراز أكاديميين وكتاب وصحفيين وسياسيين ناجحين، مشدداً على عدم الاكتفاء بانتقاد المحيط، والانتقال إلى النقد الذاتي. وعلى صعيد آخر تطرق رمضان إلى البوسنة، كنموذج لمسلمي أوروبا، وتعايشهم مع المسيحين في اوروبا، لافتاً إلى أن البوشناق لا يعيشون في أوروبا نتيجة الهجرات، وإنما هم سكان أصليين في أوروبا، ويعيشون بها منذ مئات السنين، وأنهم ليسوا أجانب في أوروبا. كما بيّن أن مسلمي البلقان يتعرضون لخطر التفريق، وأن الإستخبارات الأجنبية تدعم ذلك التوجه عبر قوى داخلية وخارجية. * وكالة الأناضول