شهدت مناطق عدة بدائرة إملشيل، إقليم ميدلت، أمس الجمعة، هبوب رياح قوية تجاوزت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة، ما أدى إلى تسجيل خسائر مادية كبيرة في حقول التفاح بالمنطقة، حسب إفادة مصادر متطابقة من المواطنين والسلطات. وكشف محمد أحبابو، فاعل جمعوي من دائرة إملشيل، أن الرياح القوية التي شهدتها المنطقة تسببت في خسائر فادحة للفلاحين، خاصة في منتوج التفاح، مشيرا إلى أن "هذه الخسائر لم يتم حصرها بعد، إلا أن هناك من خسر في فدان واحد حوالي 5000 درهم". وقال أحبابو، في تصريح لهسبريس، إن الرياح القوية التي همت دائرة إملشيل وبعض مناطق إقليم تنغير، "تسببت في خسائر كبيرة للفلاحين، خاصة الصغار منهم، الذين كانوا يستعدون لجني الفتاح خلال الأيام المقبلة لكن هذه العاصفة الريحية أتلفت كميات مهمة منه". من جانبه، أكد سعيد داود، فلاح بدائرة إملشيل، أن المنطقة تشهد في مثل هذا الوقت من كل سنة عواصف رعدية أو هبوب رياح قوية تؤدي إلى إتلاف المحاصيل الزراعية، وقال: "مسؤولو وزارة الفلاحة يقدمون كل مرة وعودا للفلاحين بدعمهم وإحصاء خسائرهم، لكنها تبقى وعودا بدون تنفيذ". وأضاف سعيد داود، في اتصال بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الفلاح بمنطقة إملشيل والنواحي يعاني من مشاكل عدة نتيجة لا مبالاة مصالح الدولة وغياب أي دعم أو مساعدة لجبر الأضرار التي تلحقه من جراء التغيرات المناخية"، موردا أن "هناك من يفكر في الهجرة إلى المدينة تاركا وراءه أملاكه وأراضيه عرضة للتلف". وتعليقا على الموضوع، قال مسؤول بالمديرية الجهوية لوزارة الفلاحة بجهة درعة تافيلالت (مقرها الرشيدية) إن "مصالح وزارة الفلاحة تقوم في كل مرة بإحصاء الخسائر المسجلة بفعل الفيضانات أو التساقطات المطرية والتبروري (البرد) والرياح، من أجل إعداد لائحة بأسماء الفلاحين المتضررين وتقديم مساعدات لهم". وأضاف المسؤول ذاته، الراغب في عدم الكشف عن اسمه في تصريح لهسبريس، أن "اللائحة التي يتم إعدادها على إثر ذلك يتم تقديمها إلى مصالح وزارة الفلاحة على مستوى المركز للاطلاع عليها وتحديد نوع المساعدات والدعم الذي يجب تقديمه لهؤلاء المتضررين"، موضحا أن الدعم يكون سواء في شكل مواد فلاحية أو مغروسات، وفي بعض الأحيان مبالغ مالية. وبخصوص الخسائر المسجلة في منتوج التفاح يوم الجمعة في منطقة إملشيل، قال المصدر ذاته إن "مصالح الوزارة، سواء على مستوى المديرية الجهوية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، أو المديرية الإقليمية للفلاحة بميدلت، استُنفرت للقيام بجرد الخسائر المسجلة قصد اتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه المتضررين"، على حد قوله.
