وفق ما توقعته مديرية الأرصاد الجوية الوطنية في نشرة خاصة، عاشت مناطق جنوب الأطلس المتوسط والجنوب الشرقي، يوم أول أمس الخميس، وسط الأجواء الرمضاية لهذا الشهر المبارك، حالة طقس جد مضطرب استمر حتى يوم أمس الجمعة، حيث تسببت زخات مطرية رعدية قوية مصحوبة بكميات من البرد في خسائر مادية جسيمة بإقليم ميدلت، وخصوصا بمنطقة إملشيل بضواحي مدينة الريش، والتي اجتاحتها سيول طوفانية المنطقة وجرفت معها التربة بالطرقات وبالمناطق الفلاحية، وحالت دون وصول التلاميذ إلى مدارسهم، كما كبدت فلاحي المنطقة، تقول الأخبار الواردة من المنطقة، خسائر مادية بعدما أتلفت محاصيلهم الصيفية، خاصة بالحقول المحاذية للأودية والشعاب. وفسر الحسين يوعابد رئيس مصلحة التواصل بالمديرية الوطنية للأرصاد الجوية، في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم”، الاضطراب الجوي المصحوب بالزخات المطرية العاصفية وانخفاض درجات الحرارة، والذي ضرب عددا من المناطق بجنوب الأطلس المتوسط والجنوب الشرقي من البلاد، بأن هذه المناطق عرفت خصوصا يوم أول أمس الخميس، وصول منخفض جوي في الأجواء العليا للمغرب، حمل معه كتلا هوائية باردة تنشط على الخصوص بمناطق الجنوب الشرقي من البلاد، والتي تعرف هذه الأيام ارتفاعا في درجات الحرارة، مما تسبب في اضطراب جوي ساهم في تكوين السحب غير المستقرة والتي أدت، بحسب يوعابد، إلى زخات مطرية رعدية ذات طابع عاصفي بالمناطق الجبلية والمرتفعة، مصحوبة بكميات من البرد. وتوقع رئيس مصلحة التواصل بالمديرية الوطنية للأرصاد الجوية، بأن تعود الأجواء إلى حالتها العادية ابتداء من اليوم السبت، بعد مرور الاضطراب الجوي الناتج عن الكتل الهوائية الباردة التي اجتاحت أجواء مناطق الجنوب الشرقي على الخصوص خلال يومي الخميس والجمعة الأخيرين، حيث ينتظر أن ترتفع درجات الحرارة بالمناطق الداخلية وجنوب شرق البلاد وبشرق الأقاليم الجنوبية، بينما ستحافظ المناطق الساحلية على معدل حرارتها، يقول الحسين يوعابد رئيس مصلحة التواصل بالمديرية الوطنية للأرصاد الجوية. من جهته قال الفاعل الجمعوي بمنطقة “إملشيل” محمد احبابو، في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم”، إن “الأمطار الطوفانية المصحوبة بالبرد، فاجأت سكان المنطقة، وتسببت في فيضان وادي “أسيف ملول” والذي يخترق جماعتي “إملشيل” و”بوزمو”، وحولهما إلى جزيرتين معزولتين، وذلك بعد أن غمرت مياه الأودية القريتين الواقعتين بأسفل مرتفعات جبال الأطلس المتوسط، والتي حوصر بداخلها سكان الدواوير، يضيف الفاعل الجمعوي. وأردف ذات المصدر أن الزخات القوية من المطر والبرد، خلفت أضرارا بالطرق والمسالك الترابية بالمنطقة، حيث لم تنج حتى الطريق الجهوية رقم 706 الرابطة بين إملشيل والريش، والتي انقطعت بها حركة السير، ونفس الشيء بالطرق التي تربط دواري “تاوريرت” و”آيت علي ويكو”بجماعة “أوتربات” بمنطقة إملشيل، فيما تكبد الفلاحون خسائر فادحة لحقت محاصيلهم الزراعية لهذه السنة، منها على الخصوص الذرة والتفاح والتين، والتي تشتهر بها المنطقة. آخر الأخبار القادمة من منطقة إملشيل، بعد يوم عصيب عاشه سكانها وهم يحصون خسائرهم بعد العاصفة، أفادت أن السيول القوية للوديان والشعاب، أتلفت أزيد من 40 هكتارا من أشجار التفاح، أغلبها تنتشر بقرية “أراسكو” التابعة لجماعة “أموكر” بدائرة “إملشيل”، مخلفة خيبة أمل كبيرة للفلاحين بعد سنة من العمل الشاق، بعدما عولوا على بيع فاكهة التفاح والتي كان منتوجها مهما هذه السنة، لتسديد الديون المتراكمة في ذمتهم، لكن الفيضانات والسيول أفسدت فرحة الفلاحين، بحسب ما نقله عنهم الفاعل الجمعوي بالمنطقة محمد احبابو ، حيث لم يخفوا غضبهم من تكرار هذه الحوادث المناخية التي تكلفهم محاصيلهم الزراعية كل سنة، في غياب قدرتهم على تأمينها من المخاطر، وذلك بسبب الشروط والمسطرة المعقدة للتأمين من مخاطر المناخ، والتي يستفيد منها فقط الفلاحون الكبار والمتوسطون، حيث سبق لوزارة أخنوش أن أعلنت صيف2018 عن تأمين مليون هكتار من الحبوب والقطاني والزراعات الرئيسية، فيما وصلت المساحة المزروعة بحسب الوزارة إلى أزيد من 4 ملايين هكتار بعموم التراب الوطني، تورد مصادر “أخبار اليوم”.