سلسلة متوالية من "الفضائح" والمهازل السياسية الكبرى، تلك التي كشف عنها عبد الله القادري، الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي، في حوار تنشره جريدة "المساء" المغربية في حلقات مُنّجّّمَة، حيث منح الرجل لسانه رخصة "الإسهال" في قول وفضح كل شيء حتى فيما يخص حزبه وأصدقاءه وخصومه على السواء. القادري، القادم من ثكنات العسكر إلى دهاليز السياسة، قال إن حزب التجمع الوطني للأحرار تأسس بإرادة الملك الراحل الحسن الثاني، وبأنه "ليس هناك حزب بالمغرب تأسس بدون الحسن الثاني"، مبرزا بأن "أحزاب اليسار هي أيضا تأسست بإرادة الملك الراحل حيث إن الدولة ساعدتها لأنها "كانت تريد إضعاف حزب الاستقلال". القادري فتح نيرانه، كأي عسكري غاضب، في وجه الجميع دون تمييز عندما أورد بأن عصمان كان يقول لمناضلي حزبه "ريحو مع راسكم.. في وقت الانتخابات الدولة غادي تعطينا النصيب ديالنا"، قبل أن ينتقص من حزب الحركة الشعبية لأنه "فيهم غير الفم"، فلم يسبق للحركة أن دافعت عن العالم القروي". ولم يكتف الكولونيل السابق بكل ما سبق بل اعترف بأنه أشرف، بحضور الملك الراحل الحسن الثاني وضيفه ملك الأردن، على إعدام ضباط قال إنهم "أبرياء ومظلومون"، كاشفا بأنه دخل السياسة بعد أن اتصل به أحمد الدليمي وإدريس البصري، وقالا له: "قالك سيدنا خصك تدخل للسياسة"، فدخلها طائعا لا يلوي على شيء، ليصبح بقدرة قادر رئيس حزب ينافس ردحا من الزمن على المراتب الأولى في مشهد سياسي رديء كان يُرتَّب له بعناية.