تسببت الجزائر والبوليساريو في عرقلة جهود الأممالمتحدة لتعيين مبعوث للأمين العام أنطونيو غوتريس إلى الصحراء المغربية. بالمقابل نجح المغرب في إحباط محاولة تعيين مبعوث "إفريقي" إلى الصحراء، لأن الملف يوجد بين يدي الأممالمتحدة صاحبة الاختصاص الحصري. أمام هذا الوضع، لجأت الجزائر إلى اختلاق "مناصب وهمية" تابعة لوزارة الخارجية، التي يوجد على رأسها رمطان العمامرة، تحت عنوان "المبعوثين الخاصين"، ووضعت لهم تسميات ومهام تبدو كبيرة، لكنها وهمية، ومن بين هذه المهام "مهمة مبعوث خاص إلى الصحراء"، التي وضعت على رأسها الناطق السابق باسمها، عمار بلاني، كما لو أن الذي وضع هذه الهيكلة يعتقد أن الجزائر ستحل محل الأممالمتحدة. ولم يجد مهندسو هذا المنصب الوهمي في الجزائر إلا هذا التوقيت ليعلنوا فيه عن تعيين "مبعوث جزائري للصحراء"، ليست له الصفة ولا الحق، لمحاولة التشويش على جهود الأممالمتحدة، حيث أعلن المغرب مؤخرا موافقته على تعيين الدبلوماسي الإيطالي السويدي نال ستافان دي ميستورا مبعوثا أمميا "حقيقيا"، بعد ما تسببت المناورات السابقة في رفض تعيين أكثر من عشرة مبعوثين في هذا المنصب الذي ظل شاغرا طيلة عامين. الدبلوماسي الجزائري عمار بلاني، الذي يستعمل ألفاظا "ساقطة"، والذي ليس له أي تاريخ دبلوماسي، إلا من حيث عمله مع بعض اللوبيات، ليست له الصفة، ولا يمكن أن يكون مبعوثا، لكنه سيواصل، من خلال تصريحاته، التأكيد على حالة الشرود الجزائري أمام المنتظم الدولي، من خلال التطاول على المؤسسة الملكية والشعب المغربي في المحافل الدولية، حيث يصيبه العمل الدبلوماسي العريق للمغرب بالسعار. عمار بلاني سبق له أن شغل منصب سفير للجزائر في بروكسيل، ولم يكن صدى كلماته يتجاوز حدود منصات البوليساريو وبعض المواقع التي لا يعرفها أحد، قبل أن تشرع أبواق كبرى جزائرية في محاولة تلميع صورته، بعدما تم "توريط" الرئيس عبد المجيد تبون في الموافقة على تعيينات من هذا النوع في مناصب وهمية.