- وصلتني عبر بريدي الإلكتروني رسالة من أخ يلومني فيها على فكرة مقالة لي اذ جعلت من التصوف هو الحل لمواجهة الإرهاب، وأنا إن جعلت التصوف كذلك فلما رأيت من التربية الصوفية الحق ومن الإهتمام ببناء الفرد على الصراط المستقيم طبقا لما جاءت به سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم . وهي مقالة كنت قد نشرتها ويمكن العودة هنا لقراءتها، وبغض النظر عن الإنتقادات التي أثارتها هنا أوهناك إلا أن الرسالة لم تكتفي عند النقد فقط بل قدمت البديل ..ألا وهو : الإيمان، ضاربة مثالا لذلك لمشروع دعوي لأحد الداعين لنشر الخير في بلاد أفريقيا السمراء حيث أسلم على يديه الكثير والكثير . أعتقد أن الأخ الفاضل صاحب الرسالة يعرف جيدا ان الإحسان هو أعلى رتبة من الإيمان لحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم. وأن العلم الذي يتذوق هذا المقام هو علم التصوف .. وليس التصوف سوى أن تكون مع الله بلا علاقة .. وهي عين أن تعبد الله كأنك تراه .. - نقطة أخرى، هؤلاء المسلمين الجدد في أفريقيا إن لم يفهموا روح الدين الإسلامي وجوهر رسالة نبيا صلى الله عليه وسلم، وهي تتجلى في منظومة الأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة والتسامح والاحترام الكوني، وأن الإسلام دين رحمة للعالمين وليس دين السيف والعنف كما يحاول البعض أن يفسره .. فإننا نكون قد أفسدنا عقولهم و«سودنا» قلوبهم تجاه الآخر.. ولن يكونوا سوى رقم آخر من عدد المسلمين الغافلين عن جوهر الإسلام . - وهذا هو ما يجعل اليوم من الحركات الإسلامية ماضية في فشل مشروعها السياسي، و رهانها على السلطة والحكم أكثر من رهانها على تحسين قيم الفرد المصلح للجماعة، مما أنتج لنا نفوس مريضة بالسلطة، تطمع في مكاسب سياسوية ضيقة .. ومن أجل عدد من الكراسي والأصوات و«تجييش» الوقفات رأيناها كيف تستطيع أن تتحالف مع المختلف فكرانيا | إيديولوجيا من أجل عناد سياسي لا يخدم مصلحة الأمة في تحقيق أمنها واستقرارها، وإذا فشلت فهي تتوعده بالحزم وإن لزم الأمر بالتنكيل .. وإليك الحركات الإسلامية في مصر نموذجا ! مما جعلها ترسم صورة سلبية لدى أفراد المجتمع .. وقد تدفع البعض إلى الإلحاد لفهمهم أن هذا هوالإسلام ..!! الحركات الإسلامية اليوم تفتقد للمشروع الأخلاقي .. فلولاه، وبدونه، لا يمكن أن تسدد مشروعها السياسي والإصلاحي .. تلك مصيبة الفهم السياسي للدين وليس الفهم الديني للسياسة !! أما عن الإرهاب فليس بالضرورة مرتبط بالتقتيل وترويع الناس في بدنهم وأوطانهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم . .بل إن الإرهاب الفكري والإيديولوجي لا يقل قوة عنه .. وتبقى حاجتنا إلى تخليق الفعل السياسي مطلب حضاري وإنساني لا مجال للتماطل في تأخيره ..عسى أن تخرج الدنيا من قلوبنا ليحل محلها سلام الإنسانية أولا وأخيرا . https://www.facebook.com/belhamriok