بايتاس: ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17 درهما للساعة وكلفة الحوار الاجتماعي تبلغ 20 مليارا في 2025    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 148 كيلوغراماً من الشيرا    رابطة علماء المغرب: تعديلات مدونة الأسرة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية    بايتاس: مشروع قانون الإضراب أخذ حيزه الكافي في النقاش العمومي    كربوبي خامس أفضل حكمة بالعالم    كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي تبلغ بميناء المضيق 1776 طنا    وهبي يقدم أمام مجلس الحكومة عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    وكالة التقنين: إنتاج أزيد من 4000 طن من القنب الهندي خلال 2024.. ولا وجود لأي خرق لأنشطة الزراعة    بايتاس يوضح بشأن "المساهمة الإبرائية" ويُثمن إيجابية نقاش قانون الإضراب    نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء    توقيف القاضي العسكري السابق المسؤول عن إعدامات صيدنايا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الإغلاق على وقع الإرتفاع    خلفا لبلغازي.. الحكومة تُعين المهندس "طارق الطالبي" مديرا عاما للطيران المدني    احوال الطقس بالريف.. استمرار الاجواء الباردة وغياب الامطار    السرطان يوقف قصة كفاح "هشام"    الكلاع تهاجم سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين المدانين في قضايا اعتداءات جنسية خطيرة    قبل مواجهة الرجاء.. نهضة بركان يسترجع لاعبا مهما    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    المغرب يفاوض الصين لاقتناء طائرات L-15 Falcon الهجومية والتدريبية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الثورة السورية والحكم العطائية..    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القراءات الصيفية الممنوعة في مهرجان فن الأدب الملتزم
نشر في هسبريس يوم 20 - 08 - 2013

في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، تستمر الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة في سرد قراءات و قراءات...، ثم جاء وقت العطلة الصيفية...، فكانت هذه القراءات الصيفية الممنوعة في إطار مهرجان فن الأدب و الإبداع الخيالي المحض في عناوينه التالية : "الظلم الديمقراطي" و "القرارات المشؤومة" و "المقاومة بالعصيدة الثقافوية":
1- الظلم الديمقراطي
عبارة سقطت سهوا في مقال "العالم الجديد" الصادر في جريدة هسبريس الإلكترونية الأسطورة الحيّة، في حلقته الثالثة أو الثانية، بل الثالثة، فتهاطلت الأسئلة الكثيرة الغفيرة بالمئات و يزيد، و كأنها الطوفان على الكاتب البريء. ظل الكاتب البريء يردد بصدق أنها عبارة سقطت سهوا، و لكن السائلين تشبثوا بكونها لابد و أن تكون في مخيلة أو لا شعور الكاتب، و إن تكن سقطت فعلا سهوا في غفلة منه، و طالبوا بإلحاح شديد بالشرح و بالإفادة. لم يكن الكاتب ليرد لولا رسالة أحدهم القصيرة التي تقول ما معناه: "عهدنا فيك الصدق رغم مكر أدبك الشيّق الضروري النافع للعباد و البلاد في الجزيرة العجيبة فلا تخذلنا، نريد أن نعرف معنى الظلم الديمقراطي".
قبل الكاتب الإجابة مرغما، بحكم جمال صيغة الرسالة القصيرة الهادفة، ولكن بشكل مقتضب، و دون الحديث عن أسباب نزول العبارة لأن ذلك لن يفيد في الوقت الراهن من جهة، و نزولا عند رغبة بعض العارفين المتتبعين السائلين الاعتياديين الصارمين و المحافظين على روح الصداقة البريئة...، قبيل تقلد المسؤوليات المصيرية...، من جهة أخرى، و كفى للمؤمنين حق بيان:
"الظلم الديمقراطي هو إحقاق الظلم باسم الديمقراطية دون اعتراض من نزل عليه ذلك الظلم و برضا الجميع. الجميع.". انتهى الشرح المقتضب.
كان يا مكان في قديم الزمان، خبر عاجل:
اجتمع الوزير بذوي السلطة و الجاه، و تخلف فخامة السيد الرئيس الحكومي عن كذا اجتماع، و يا لشجاعة فخامته. نعم شجاعته، بدون مكر أدبي، أو تشويق أندلسي، أو سطوة قراصنة مبدعين، أو ما إلى ذلك...
تحليل : إذا كان القانون النظري يقول بأن فخامة السيد الرئيس الحكوميّ رئيس للجهاز التنفيذي، فالكل يعلم أن ذوي السلطة و الجاه لا سلطة عليهم إلا من لدن مؤسسة الحاكم الفعلي. كما أن الكل يعلم بأن الوزير المجتمع بذوي السلطة و الجاه ما هو سوى مرؤوس مرؤوسه المحضوض(...) النافذ شيء ما في دواليب مؤسسة الحاكم الفعلي، و الحاصل على رضاها و ثقتها ربما إلى حين...، و الله أعلم بما يجري و يدور، و بما يعلمه العارفون، و بما يجهله الجاهلون، بحسن نية، و لا نقول أبدا بسوء نية، لأن من الجهل سوء الظن، أو شيء من هذا القبيل... و حفظ الله الأخيار الطيبين أعداء المحسوبية الفجة، و الرشوة المهيكلة، و الفساد الوقح، و نهب مال الشعب البشع، من كل مكر خبيث و تربص خسيس و مؤامرات محبوكة ضالة مضلة. و الله أعلم بنية هذا و ذاك.
أخطأ أبو العشرين، حفظه الله و رعاه و هداه، لمّا جزم بصيغة السؤال بأن فخامة السيد الرئيس الحكوميّ، زعيم الحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية المنصور، يخاف جيش أصحاب السلطة و الجاه. لا، إنما فخامته ليست كمثل" أبو علي" الذي خاض في سياسة الاشتراكية المفتوحة بلا هوادة، و خانه الدهاء السياسي لما اجتمع بأصحاب السلطة و الجاه دون أن تكون له أية سلطة عليهم، فأضحى مسؤول على كل تصرفاتهم التنفيذية الغير موفقة شعبيا بتاتا ...، فكان ما كان حتى تشتت حزبه و تبخر و اندثر و سار مهزلة القرن.
إنما فخامة السيد الرئيس الحكومي المنصور الذي يعد بالعدالة و التنمية ليس كأي رئيس حكوميّ، أو كأي رئيس وزاري بائد...، بل إن فخامته تسجل المواقف و النقط تلوى النقط و لا تسقط بسهولة في الفخاخ...، و إن سقطت فعن دراية و تبصر و بصيرة و رزانة و تخطيط محكم، و لعل المستقبل المتوسط أو القريب سيميط اللثام على ذكاء فخامته و دهاء من حوله من المقربين و المستشارين. و الله أعلم.
و لعل السيد الرئيس مستعد للاجتماع الآن بذوي السلطة و الجاه، بعد أن سجل النقطة التاريخية التي حرص على تسجيلها، لأن حينئذ سيكون من السهل عليه أن يمرّر رسالة تبريرية موفقة ذات مصداقية، و لو كانت مشفرة، بكونه تحت الضغط الرهيب لمؤسسة الحاكم المطاعة أوامره... فيا لذكاء و دهاء و خبرة فخامته، تبارك الله أحسن الخالقين. و لكن، هذا كله لا يعني أنه لم و لن يخطأ التقدير، فالله أعلم بالأحوال و بالضغوطات و بالقدرات، قدرات هذا و ذاك من عباد الله.
خلاصة: أخطأ أبو العشرين حفظه الله، و ما أبو العشرين سوى كاتب على الأوراق يخطط و يخطأ و يصيب...و الله أعلم بأحوال و نية هذا و ذاك.
البلاء أم الولاء...؟ هل أنطق الله عبده...؟ هل هي كلمة منبثقة من لاشعور العبد مما يشكك في باطن أحواله...؟ أم هي مجرد زلة لسان الداعي إلى الانضباط إلى سيده على مدى 40 قرنا بإبداع لم يسبقه إبداع في تاريخ الإنسانية...؟ تساؤلات و تساؤلات من مبدعين و مبدعين، و الأجوبة ستطرح على العموم في يوم من أيام الله، لا محالة. و الله أعلم.
سقط صانع "انقلاب العزيزية" بصمود فخامة السيد الرئيس الحكومي المنصور المظفر، فأمر الحكّام الفعليّون بهدم قصر شيده صانع "انقلاب العزيزية" ذاك على سهول صعبة صعبة...، فكان ما كان من مزايدات شعبوية لعلها تردع الحكّام الفعليين و تجعلهم يتراجعون على مخطط تأديب صانع "انقلاب العزيزية"، الذي ارتأى خبراء السلطة الفعلية أنه استحق العقاب لأنه انهزم و ما كان له لينهزم أمام الرئيس الحكومي المنصور المظفر الشجاع من جهة، و لأنه تجاوز حدّه من جهة أخرى، فتم التصعيد من قبل صانع "انقلاب العزيزية" حسب المتتبعين...:
"تشيكيتيلاولانسمو"، و هو جندي يقال أنه في خدمة صانع "انقلاب العزيزية" في الخفاء...، رفض فجأة الركوع لغير الله، و برر، حفظه الله، قراره هذا بأن الركوع لا يكون إلا لله. ولكن السؤال بقي كاملا غير منقوص: هل هذا الفعل ينم على قناعة مسلمة إسلامية حقيقية، أم أنه مجرد ردة فعل على ما اعتبره صانع "انقلاب العزيزية" عدم مساندته من طرف الحكّام بما يكفي ضد فخامة السيد الرئيس الحكومي المنصور المظفر؟ الله أعلم، و لكن صعب و يصعب على المتتبعين الخبراء تصديق حسن نية "تشكيتيلاولانسمو" بحكم أنه لا ينتمي للحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية، و هو حسب نفس المتتبعين الخبراء الحزب الوحيد الذي يحضا بالمصداقية من داخل المؤسسات.
سيداتي، سادتي، كل هذا يبقى رأي المتتبعين الخبراء، وليس كاتب هذه السطور لا بالعارف و لا بالخبير، و شكرا على انتباهكم.
و الله أعلم.
و صدر كتيّب أسود سواده باهت مهزلة أضحوكة، ثمنه 20 دينار، من تأليف "طالح الشرير الجبان"، عن منشورات "البلهاء المرتزقة"، و هي منشورات تنقل السطور من فضاء عظيم بانتقائية جبانة جدا...، بطريقة هاوية مقززة.
كتيّب يدّعي السخرية من فخامة السيد الرئيس الحكومي المنتمي للحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية، ولكن بما أن هذا الأخير منصور مظفر، فلقد اكتشف من قرأ هذا الكتيب المهزلة الإبداعية المفتقرة إلى أدنى درجات الكفاءة و الشجاعة الأدبية، أنه يصب كله في صالح فخامة السيد الرئيس الحكومي المنصور المظفر الذكي الداهية الذي لا يستحقه المتخلفون الجبناء المسترزقون المرتزقة الجبناء الذين لا مبادئ لهم بتاتا.
أما الخبر و الله أعلم، فهو أن ذلك الكتيب الأسود الباهت المهزلة الأضحوكة من تمويل بعض الأشرار... الذين يحقدون على منابع الخير أينما وجدوا. و لا تتوفر، إلى حد الساعة، مصادر الخبر على الحجج الكافية لإطلاع الجماهير الشعبية على هوية هؤلاء الأشرار منعدمي الكفاءة مموّلي ذلك الكتيّب الفاشل المهزلة في مجال السخرية، و في كل المجالات الأخرى. ففي انتظار التحقيقات الصحفية الضرورية أو غير الضرورية، السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
أما تذكير أحد المسلمين الخيّرين فهو: لا تنس ذكر الله في الطرقات... و لا تنس أبدا، لا ركوع و لا سجود إلا لله وحده لا شريك له، فالموت علينا حق، في الطرقات أو في الفراش أو المضاجع، في البر أو في البحر أو في الجو، و لا و لن يفوز إلا من لا يركع سوى لله الواحد الأحد. الله أكبر كبيرا.
نسأل الله حسن الخاتمة.
اللهم اجعل البلد آمنا.
آه نسيت ثانية...، كان هذا، سيداتي سادتي و يا أيها القراء الشرفاء الأعزاء، كلام الرجل الحكيم...، أو الرجل الرشيد...، في المقهى الشعبي الذي يرتاده ثلة من المسنين المتقاعدين...، أو شيء من هذا القبيل... المهم أنه كلام موضوع بين مزدوجتين، خلاصة: براءة الكاتب إذا ثابتة و الحمد لله.
أما أنتم يا أولي الفزع.. لا خوف و لا هلع..، فما هي سوى أفكار قد تفيد المؤمنين..، و تساعد على هداية المستبدين الظالمين..، المتسلطين المتحكمين..، أو تقيم عليهم الحجة عند رب العالمين... و الله أعلم.
سيداتي، سادتي، هنا تنتهي هذه الفقرة من الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، على أمل اللقاء بكم في فرصة قادمة بحول الله.
2-القرارات المشؤومة...
و أخيرا هدأت الأجواء و اطمأنت النفوس، و ارتاحت القلوب، شيئا ما... و سنرى ما في الأمر و الأمور من جدّية فعلية...
أزيحت كلمة التقديس عن عبد الله، فلم يعد منطقيا بإمكان المرتشين الفاسدين المفسدين "عن غير قصد" استغلال الوضع و الأوضاع من أجل الظلم و الطغيان على الوجه الأكمل، و أصبح الشعب، بعض الشعب، يرفض كل قرار يحمي الفساد و يرعاه في غير علم عبد الله الذي يمضي القرار و يختمه لفائدة لوائح من المستفيدين المذنبين المخطئين للعفو عن جرائمهم. ولكن الجرائم فيها من لا تغفرها النفس الأبية التقية النقية الصافية الصفية الطاهرة الرحيمة، و لا يغفرها و لا ينساها الشعب الأبي أبدا.
الظلم له أصول في البلد. فكلما أراد فاسدون مفسدون جبناء "عن غير قصد"، أو مخطؤون "عن غير قصد"، اقتراف ظلم شنيع بوّاح إلا و استعملوا سلاح الظلم النووي ألا و هو سلاح القرار. و للنيل من يقظة عبد الله ممضي القرار، فالفاسدون المفسدون الجبناء "عن غير قصد" يستعملون تقنية اللائحة، و ما أدراك ما اللائحة، لائحة خلط الأوراق و إفساد القرار و الضمير.
فإذا كان المراد تبرئة ظالم كبير فما على الفاسدين المفسدين الجبناء "عن غير قصد" إلا أن يقحموا اسمه ضمن لائحة أسماء أبرياء أو من يستحقون عفوا عن أخطائهم و ذنوبهم، فيمضي عبد الله القرار، فيتم الظلم الأكبر بدون علم عبد الله.
و أما إذا كان المراد عزل موظف كفء شجاع أمين صادق وفيّ للعهد و الأمانة و القسم الغليظ، موظف يحارب الرشوة و الفساد من موقعه كمسؤول إداري، فما على الفاسدين المفسدين الجبناء "عن غير قصد" سوى أن يقحموا اسمه ضمن لائحة أسماء مسؤولين يستحقون العزل بحكم فسادهم، تتم التضحية بهم كأكباش فداء من أجل مصالحهم الشخصية العليا كفاسدين مفسدين جبناء "عن غير قصد"، للنيل من كل نزيه شريف لا يمكن رشوته، حتى يستتب و يستقر و يستمر الفساد العام المبين. طيب.
الآن و قد ثار و انتفض عبد الله و رفض أن يستغل -بضم الياء- خاتمه و إمضاءه من أجل الظلم بدون علمه، الآن و قد أمر بالتراجع عن مقتضيات قرار يحمل خاتمه يقر ظلما بوّاحا، فهل ستتم مراجعة قرار آخر، و ربما قرارات و قرارات تم بموجبها -ربما- تكريس ظلمات و ظلمات..كبيرة..شنيعة...؟ هذا سؤال المعارضين. طيب.
سيداتي، سادتي، المقدمة أعلاه تعني أن عبد الله ممضي القرار و الذي يستغل -بضم الياء-، في بعض الأحيان، خاتمه من قبل فاسدين مفسدين جبناء "عن غير قصد"، أو من قبل بعض المخطئين "عن غير قصد"... ...، المقدمة أعلاه تعني و تؤكد إذا أن نية عبد الله ممضي القرار تتعارض كليّا مع نية الفاسدين المفسدين الجبناء "عن غير قصد"، أو المخطئين "عن غير قصد". فبمجرد علم عبد الله عن نبإ القرار الخاطئ المخطأ إلا و بادر لتصحيح الخطأ. طيب.
أكيد إذا أن عبد الله ممضي القرار لا يعلم، مثلا، بأن قرارا يحمل خاتمه عزل من منصبه مسؤولا إداريا مخلصا وفيا كفئا و لكنه نزيه، و ذالك بإقحام اسمه ضمن لائحة مسؤولين، الله يعلم بأحوالهم و يعلم إن كانوا أبرياء أو من الفاسدين المفسدين الجبناء...، أم مجرد أكباش فداء من هذا الصنف أو ذاك، في سبيل استتباب و استمرار و استقرار الفساد و الظلم المبين دون تشويش من أي مسؤول إداري مخلص وفيّ و لكن نزيه. و لنقل أن هذا مجرد افتراض...
الصحافة. يا سلام على الصحافة. طيب.
جميل أن يكون الخبر مدرا للربح و الكسب يمكّن أصحاب السبق من ترويج أعدادا كبيرة من الورق أو كمية مهمة من الأضواء... معلوم أن الفضائح تستهوي الصحافة و تجلب لها الربح و الكسب المادّي، ولكن دور الصحافة أعظم من مجرد نشر الفضائح. فهي مطالبة بالمتابعة و التتبع و المراقبة و التحليل المنطقي للتسلسل التاريخي للأحداث دون ملل، ناهيك عن طرح الأسئلة الصائبة الصريحة الهادفة الصالحة المصلحة. الصحافة مطالبة ببدل المجهود إن هي أرادت أن تستحق منصبها أو وظيفتها كسلطة رابعة، أو مجرد وصفها بالسلطة الرابعة، و ما موقع ساحة رابعة العدوية الشاهد على مقاومة الظلم و الرصاص الحي بسلاح السلم ببعيد...
فهذا مسؤول إداري رفض الفساد و الرشوة في المدار الثاني بعد الألفين، و هو التوقيت الحقيقي الذي أعلن -بضم الألف- فيه عن انطلاق الربيع العربي، أو ما يقال عنه أنه كذالك، لأن هناك من نعته أو ينعته بالربيع الإسلامي حتى لا يتم إقصاء أبناء مازغ المسلمين الأوفياء المخلصين النزهاء الوطنيين الأبرار الحافظين لذكر الله. و الحقيقة أن الربيع ربيع الكل و لا مكان للعنصرية فيه، إنه إذا الربيع الإسلامي المجيد. طيب.
أيتها الصحافة، هذا قرار، "-حسب الفرضية أعلاه...-"، يعزل مسؤولا إداريا يرفض الرشوة و الفساد أرسل تقريرا تحت إشراف السلم الإداري لعبد الله ممضي القرارات لإخباره بدرجة الفساد المستشري، فيتم تهيئ مشروع قرار يضم لائحة أسماء مسؤولين و جب عزلهم و من ضمنهم رافض الرشوة و المبلغ عنها إداريا. ولكن فاسدين مفسدين جبناء "عن غير قصد" كان عليهم انتظار فرصة من الفرص قبل تقديم قرار العزل لعبد الله ليضع عليه خاتمه.
فقام الفاسدون المفسدون الجبناء هؤلاء "عن غير قصد" بالمثابرة في استفزاز المسؤول النزيه و تهديده و التآمر و التهجم عليه، إلى أن سئم الوضع و قرر الابتعاد و الخروج بذهنه من الواقع الإداري المر، فكتب و نشر رواية أدبية إبداعية خيالية محضة تتحدث عن أسطورة من الأساطير للتعبير و لتربية الصغار على السلوك القويم الذي لابد و أن يكون للرشوة و للفساد و لنهب مال الشعوب رافض كاره.
ففرح حينها الفاسدون المفسدون الجبناء "عن غير قصد" و قدموا مشروع القرار المشؤوم إلى عبد الله من أجل الختم عليه. ختم عبد الله مشروع القرار فأصبح بذلك قرارا قابلا لتنفيذ الظلم الشنيع البوّاح على المسؤول الوفيّ المخلص الكفء و لكنه نزيه، و يعلم الله ما قيل لعبد الله واضع خاتمه على كذا قرار بشأن كاتب الرواية الخيالية النزيه البريء أو بشأن كل اللائحة التي ضمها القرار المشؤوم.
عزل إذا المسؤول الوفي المخلص الكفء و لكنه نزيه، فهلاّ تحركت السلطة الرابعة بجيشها الجرار و نبهت ممضي القرارات بأن قرارا هلك النزاهة و شجع الرشوة و الفساد و الطغيان في البلاد، فبدأت التساؤلات تطرح، في السرّ، على مر السنين، كما رياح التغيير تهب... ؟
فهل الصحافة فعلا سلطة رابعة، أم هي مجرد تابعة ذليلة مذعورة منفذة لتعليمات لوبيات الرشوة و الفساد الطاغية المتحكمة في الجبناء "عن غير قصد"؟
و شكرا على انتباهك و تفهمك أيتها الصحافة، الورقية و الضوئية، المهنية الشجاعة المناضلة الثورية الحكيمة الرزينة الهادفة و الموفقة إن شاء الله.
أما اليوم، فلا مجال للنسيان، فكل ما كتب موضوع بين مزدوجتين لأنه من إنتاج الرجل الرشيد...، أو الرجل الحكيم...، في المقهى الشعبي الذي يرتاده المسنون المتقاعدون، و الذي أصبح يرتاده فجأة الشباب أيضا...، ليس من أجل الحديث عن حركة تمرد عابرة بلا طعم صريح، بل من أجل المناقشة و الفهم الرصين...
و شكرا على انتباهكم سيداتي، سادتي، و معذرة على هذه الانتهازية الأدبية الإبداعية في الجزيرة...، و لكنها انتهازية حتّمتها الضرورة القصوى...، فلعلّها انتهازية أدبية إبداعية ستلفت أنظار العباقرة في الإدارة، فتساعدهم على القيام بعملهم على أحسن وجه، و تلهمهم فتمكنهم من بلورة أفكار نيّرة لحل المعادلة المعقدة الصعبة التي يطرحها لهيب الجماهير...، الجماهير الشعبية الصامتة، الصامتة ربما إلى حين... هي إذا معادلة صعبة معقدة تقف في وجه الوطن مطالبة بحل ناجع موفق شامل في ظرف زمني وجيز...، وجيز.
معذرة على هذه الانتهازية الأدبية الإبداعية في الجزيرة...، و لكنها انتهازية حتّمتها الضرورة القصوى لمساعدة عباقرة الإدارة لضمان، حقا و حقيقة، السلم و السلام و الأمن و الأمان و الاستقرار في البلاد عن طريق الإصلاح الحقيقي، و التغيير الملموس في إطار الاستمرارية...
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، على أمل اللقاء بكم مجددا في القريب العاجل إن شاء الله، و لا ركوع و لا سجود إلا لله و حده لا شريك له.
3- "المقاومة بالعصيدة الثقافوية"
سيداتي، سادتي، إليكم نتائج التقرير الشعبي الأخير دون تفسير ممل، و باختصار شديد، لأن لا مجال لضياع الوقت بعد اليوم... الكلمة للشعب الحر :
" لا مصداقية بتاتا، يقينا، للعلمانيين في كل تحركاتهم و تصريحاتهم و تصوراتهم و اقتراحاتهم، رغم كونهم يملؤون الفضاء الإعلامي برمّته، في ديكتاتورية إعلامية بشعة لا تمنح الفرصة للآخر للتعبير و للدفاع عن مواقفه و آرائه. لا مصداقية للعلمانيين بتاتا ما داموا يحجبون على الشعوب آراء كل صادق أمين، و لو كان ذو اتجاه علماني واضح...
لا فائدة في التحاور مع بني علمان، الديكتاتوريون المسيطرين على الإعلام، لأنهم لا يعترفون بالموضوعية، كما أنهم يجعلون من التنكر للحق، كلما كان أصحابه إسلاميون، مبدأهم الأسمى، و يا للظلم و الطغيان و الجبروت المقيت.
بني علمان يدافعون عن بعضهم البعض، و يمجّدون ببعضهم البعض، شريطة الالتزام بعدم الصدق، و بلغة الخشب، و بنكران الحق في ما يخص الإسلام و المسلمين، و ذلك لأن بني علمان أسسوا نظامهم على الحقد و البغض و الكراهية تجاه الإسلاميين. و بالتالي، وجبت المواجهة الأدبية الشرسة لصد هجمات بني علمان الغاشمة، كما وجبت معاملتهم بالمثل، أي بالتصدي لكل ما يأتي من جانبهم جملة و تفصيلا، و هذا عقل الصواب بالنسبة لكل مسلم يرفض الذل و الهوان و الحمد لله وحده، ما دام العلمانيون في عنادهم يعمهون. حسنا.
لماذا يرفض العلمانيون الحق و الحقيقة اليوم بطريقة فجة وقحة مفضوحة؟ لأن العلمانيين أصبحوا انتهازيين وصوليين، بعدما كانوا في أول وهلة مناضلين، مناضلين مخطئين حقيقة، و لكنهم كانوا مناضلين رجالا أوفياء لمبادئهم يستحقون الاحترام، و لو كخصوم أشداء على الإسلاميين أيضا يحاربونهم بلا هوادة.
انقرض العلمانيون إذا، و لا يصحّ اليوم نعتهم بالعلمانيين بل بالانتهازيين الوصوليين، إلا من رحم ربّي... فهل من صادق بينهم؟ لا، أكيد، بما أن العلمانيين انقرضوا كتجمع و انتهى أمرهم لأنهم أضحوا يحترفون الانتهازية...
و لكن رجلا من آخر العلمانيين لازال موجودا، فمن هو، و ما هي خصاله، و ما هي توجهاته، و كيف هي تصوراته؟ سيتم الجواب هنا عن سؤال من هو؟
الإسم: عبد الرحمان
اللقب أو النسب: بنعمرو
السن: شاب أصيل رغم العمر كله
المهنة: محامي نقيب في العاصمة السياسية -و ليس الاقتصادية كما سقط سهوا في صحافة رائدة إخبارية يومية...-
الإتجاه السياسي: الطليعة الديمقراطية الشخصية الصادقة، و ليس الحزبية...
الهواية: العمل الجاد بعد العمل الجاد، و المثابرة في العمل الجاد.
الهدف: محاربة الظلم.
حسنا.
أخبار يومية اعتادت، منذ وهلة مباركة، نشر مذكرات النقيب السياسية في أعلى صفحة من صفحاتها، و لكنها نشرت في أسفل الصفحة حلقة تتعلق بشهادة المناضل النقيب عبد الرحمان بنعمرو الفذ، في ما يخص الشريف المناضل الإسلامي المرشد الطيب الصالح المصلح المرحوم عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة العدل و الإحسان، تغمضه الله برحمته، و أدخله فسيح جناته، و جعله في الفردوس الأعلى، آمين يا رب العالمين. آمين آمين آمين.
و لكن، لا يهم. فهي أخبار يومية لها ربما إكراهاتها الإفرنجية...، بما أنها جعلت كلمة الحق هي السفلى و كلمة تافهة إفرنجية هي العليا، و الدليل ما جاء من تصفيف للمقالات في قمر سادس الألف و المائة و الأربعين، في الرابع عشر من ثامن لحظات الثالث عشر... لا يهم، ولكن من الضروري التعصب للحق أدبيا و إبداعيا... و شكرا على انتباه و تفهم كل صحافة رائدة جدية تقدم أخبارا يومية و تسير من أحسن إلى أحسن.
تقاسم عبد الرحمان بنعمرو العلماني الأحكام الظالمة و السجن الظالم مع الشريف الإسلامي عبد السلام ياسين رحمه الله. يقول عبد الرحمان العلماني الصادق بأن عبد السلام الشريف الإسلامي كان:
"...لا يغادر زنزانته طول اليوم إلا بعد سماع آذان الصلاة، ليخرج للوضوء و الصلاة ثم يعود لزنزانته... و فيما يخص الأكل المشترك، فقد كان لا يتناول إلا قليلا من الحليب و الخبز، و فيما يخص النقاش الفكري فقد لبّى دعوة واحدة بحضور مناقشة تتعلق بالمسألة الديمقراطية..و هي المرة الوحيدة التي حضر فيها، اكتفى حينها بالاستماع إلى التدخلات دون إبداء رأيه...و فيما عدا ذالك، فقد كنت أزوره و نناقش في مواضيع عامة تخص الأوضاع بالمغرب."
كلما سمع آذان الصلاة يخرج للوضوء ة و الصلاة...
كان لا يتناول إلا قليلا من الحليب و الخبز...
ينصت و لا يتكلم...
هذه من بعض خصال الإسلامي الشريف عبد السلام ياسين رحمه الله، و تلك شهادة من النقيب المحامي المقدام الشجاع، و هو علماني صادق و فيّ للعهد الذي قطعه مع نفسه، رغم كل الإغراءات التي سقط ضحيتها العلمانيون المنقرضون.
هكذا تكلم رجل من آخر العلمانيين... يمكن إذا مناقشة عبد الرحمان بنعمرو في قضية السياسة و العلمانية و الإسلام لأنه رجل صادق. فالعلمانية تقول بأن لا مانع من أن يكون العلماني مسلما... حسنا، و لكن شريطة أن تصدر هذه الجملة من علمانيين و ليس من انتهازيين وصوليين لا مبادئ لهم، لا يهمهم دين و لا عبادة و لا أخلاق نبيلة، و لا تهمهم سياسة نظيفة، و لا يهمهم عدل و لا عدالة، بقدر ما يهمهم ما ينالونه من ريع و عطاء أصحاب الجاه و المال في تجارة رخيصة مذلة مخزية... فتبا للانتهازية و للانتهازيين الوصوليين الفاسدين المفسدين الجبناء، و شكرا للنقيب عبد الرحمان بنعمرو على صدقه و على احترامه للدين و للإسلام و الإسلاميين، فهو علماني لم يسبق له أن مس الإسلاميين بسوء لفضي أو بعبارة غير مؤدبة، ليس كمثل "العصيّدة الثقافوية" العنصرية المتخلفة التي تدّعي العلمانية و هي مجرد مسخ منها...
"عصيّدة ثقافوية" انتهازية مقيتة تستقوي بالصهاينة النافذين في ربوع العالم، في وقت عصيب بالنسبة للدولة...، لنعت شرعية الدولة ب"التأحيد" نافية عنها صفة التوحيد، و يا له من تطاول غريب عجيب و لكنه خطير خطير، بل هو إجرام كبير... "عصيّدة ثقافوية" لا وطنية، تعمل من أجل تفتيت البلد و تقطيعه إربا إربا، مستغلة التعاقد الضمني الخاطئ المخطئ الذي يجمعها ربما و حسب ما تدّعيه في السر، و في بعض العلن...، ببعض أصحاب السلطة النافذين لمحاربة الإسلاميين...
سيداتي، سادتي، الإسلاميون يسعون للوحدة، و "العصيّدة الثقافوية"، - التي اختصت في سب و شتم الإسلام و المسلمين...-، تسعى للتفرقة و الحرب الأهلية مما يجعلها منبوذة من المجتمع و الشعب، و الدليل مهرجان مدينة عالية و هذا ما جاء في الصحافة الخيالية الصادقة:
" نظمت العصيدة الثقافوية مهرجان مجّاني للموسيقى و الغناء في المدينة العالية المذكورة أعلاه في وقت الذروة الصيفية، تحت شعار "الثقافوية في خدمة المقاومة" أو "المقاومة بالعصيدة الثقافوية"، و استدعت لافتتاح مهرجانها البئيس هذا رومية نظراتها يا ما كانت توحي بالغدر و عدم الصفاء...، و تأكد الأمر عندما ساندت بكل قواها الروحية و بكل وجدانها جزار شعب شام تقيّ نقي ّ شهم شجاع و لكنه أعزل...
قتل البشار الجزار الأطفال الأبرياء و مزقهم و قطعهم إربا إربا فصاروا أشلاء، فساندته الرومية، و قتل البشار الجزار الآباء و الأمهات فيتّم الأطفال الصغار، فساندته الرومية، و نظم البشار الجزار الإغتصابات الجماعية التي لا يصفها الواصفون في حق النساء العفيفات الطاهرات، فساندته الرومية، و دكّ البشار الجزار المدن على سكانها المدنيين الأبرياء العزّل، فساندته الرومية، و مع ذالك اختارت العصيدة الثقافوية افتتاح مهرجانها المجّاني البئيس بأداء الرومية الغنائي المنافق، فهل من هدف لهذا غير نصرة بني صهيون و التطبيع مع بني صهيون؟
أما النتيجة فلم تكن مفاجئة: لم يحضر جمهور المدينة العالية الأبيّ رغم مجّانية المهرجان، و ما ازداد هذا الجمهور بمقاطعته للرومية إلا علوّا و شموخا، و اضطرت الرومية للغناء أمام بعض التقنيين و بعض المارة الذين ما إن تعرفوا عليها أو على صوتها المهزوم إلا و ابتعدوا كما يبتعد الناس على الجذام، و حتى لا تصيبهم لعنة شهداء بلاد الشام الذين اغتالتهم الرومية مرّة ثانية بمساندتها و بتشجيعها للبشار الجزار من أجل أن يضاعف جرائمه ضد الإنسانية.
صدمت الرومية لأنها كانت تحسب أن سكان المدينة العالية غوغاء لا قيمة لهم، جهلاء و قطيع يساق إلى الهاوية بسهولة لا متناهية، و لكن خسئت الرومية و تلقت صفعة مدوية مخجلة من لدن سكان المدينة العالية الأبرار، و اضطرت للغناء أمام ساحة فسيحة كبيرة هائلة فارغة تماما إلا من 68 من أتباع "العصّيدة الثقافوية" تم عدّهم فردا فردا، ولم تكمل غناءها و لم تغني إلا قليلا أمام هول الصدمة التي تلقتها، و إن كّذبت الصحافة هذا النبأ فيا للخزي و العار...، أو يا للخطأ غير المقصود، لأن المعاينة تمت عن كتب، فلا مزايدة في العدد...
سيداتي، سادتي، هنالك شيء ما ينضج في الدانمارك...
أيها الناس، إنما سكان المدينة العالية لم يقاطعوا الرومية حليفة البشار الجزار فقط، و لكنهم قاطعوا، في حركة سياسية حضارية سلمية سامية، كل العصيدة الثقافوية الداعية للفتنة و التفرقة ظلما و عدوانا باسم أبناء مازغ. فأبناء مازغ الحقيقيون الحافظون لذكر الله هم الأعلون، و أما السياسويون البؤساء من أمثال "العصيّدة الثقافوية" فهم لا يمثلون شيئا، و الدليل أن مهرجانهم الحزين البئيس لم يستطع جلب الجمهور في يومه الموالي، رغم برمجته لأحب الفرق الغنائية المحلية إلى نفوس المولعين بالغناء في المدينة العالية و غيرها، و هي فرقة غيوانية لم تحسن الأداء لأن الساحة كانت فارغة تماما إلا من 150 فردا أو 200 على أقصى تقدير مع شبه غياب حتى للمارة الفضوليين...
فتحية احترام و إجلال و تقدير لجمهور المدينة العالية العاقل الرزين الذكي الشجاع الأبي المثقف القارئ الواعي.
ظنت منظومة العصيدة الثقافوية من أمثال "العصيّدة الثقافوية" أن بمجرد برمجة كبار المغنين سيحضر الجمهور، و لكن هيهات، فهذا جمهور بات واعيا عارفا عالما متنورا لا يحضر لمهرجان ينظمه الثقافويون البؤساء الانتهازيون عملاء المخططين ما وراء البحار، و ما وراء بحر الظلمات، و الذين يسعون للتطبيع مع كل رومية نظراتها غادرة عميلة لكل بشار جزار صهيوني، سواء أكان ينفذ إجرامه في بلاد الشام أو كان سياسي عسكري انقلابي سفاك مجرم ذليل في بلاد النيل.
و يا للخزي و العار لكل رومية منافقة تظهر و هي تآزر الأطفال المتخلى عنهم، في حين أنها تساند بكل وجدانها البشار الجزار قاتل الأطفال و ميتّمهم... فاللعنة، كل اللعنة، على كل مغنية منافقة مشهورة مفضوحة، و حفظ الله الطاهرين ذوي القلوب الصافية النظيفة النقية من مكرها الخبيث و كيدها الجهنمي و نفوذها الشيطاني المخيف، ولكن لا خوف على الصالحين و أولياء الله و الحمد لله وحده لا شريك له."
حسنا.
سيداتي، سادتي، إليكم المقترح: حوار صريح بين فكر أحمد الريسوني، الإسلامي المحايد، و فكر عبد الرحمان بنعمرو، اليساري المحايد، لمعالجة كل المواضيع السياسية العالقة. و لكم واسع النظر. فهذا إسلامي صادق صريح ذكي موقر مشهود له بالعلم و بالعلم ألمقاصدي و بالتأدب و أدب الحوار، و ذاك يساري علماني صادق صريح موقر مشهود له بالتأدب و أدب الحوار، رجل من آخر العلمانيين، لا يناور، يتوفر على مستوى أخلاقي يمكنه من المناظرة المنتجة الإيجابية.
سيداتي، سادتي، هنالك شيء ما ينضج في الدانمارك...
فهلاّ بادرنا بمعالجة الأوضاع، و كفانا تكبرا و استهتارا بحجم المصيبة التي تتوعدنا، إنها ربما أكبر من كل توقعاتنا، من كل ما نتوقعه...
إعلان و تحذير: كل تطابق مع شخصيات حقيقية مجرد صدفة في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، سواء أكانت شخصيات فذة محترمة، أو كانت شخصية غنائية لئيمة خبيثة نظراتها غادرة، أو كل شخصيات العصيدة الثقافوية، بما فيها "العصيّدة الثقافوية" العفنة المتنكرة للأصل و الأصول، و المتشبثة بآل صهيون."
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته أيها القراء الشرفاء الأعزاء أينما كنتم.
يتبع أو لا يتبع...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.