كان يا مكان في قديم الزمان سياسي عسكري فقد صوابه، فقام رجل رشيد من بين الجموع و ألقى خطبة تلقائية مرتجلة لتحليل ما يجري و يدور، و إن كانت خطبة قاسية فلأن الرجل الرشيد أراد لفت الأنظار لخطورة الأوضاع و لحث الماسكين بزمام الأمور في العالم الجديد على محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه في ذلك الزمان الصعب الذي كان على الإنسانية تجاوزه بنجاح: " أيها الناس، إن الله يدبّر أموره... لقد نصر الله الإسلام و الإسلاميين نصرا كبيرا، إنه نصر بمثابة فتح عظيم. لأول مرة في التاريخ يتبين بوضوح تام للرأي العام غير الإسلامي، الدولي و العالمي، أن الإسلاميين سلميين مسالمين ينجحون في انتخابات ديمقراطية سليمة شفافة و نزيهة، فيقوم الجيش المتخلف باختطاف السيد الرئيس في إطار انقلاب عسكري غاشم يعيد الديكتاتورية إلى الحكم، فتبادر على الفور بإطلاق الرصاص الحي في الصباح الباكر على المصلين و تقتل منهم أعداد كثيرة لحث الإسلاميين على ترك الصلاة و عدم المطالبة بالحرية و احترام الشرعية. كان العسكري السياسي الديكتاتور الجديد أسوا بكثير من الديكتاتور القديم الذي كان يواجه المصلين بخراطيم المياه، فنزع الله منه الملك و أضحى يلقب بالديكتاتور المخلوع... اختص السياسي الديكتاتور الجديد في توجيه الرصاص الحي إلى رؤوس المصلين أثناء صلاة الصبح عند سجودهم لله الواحد الأحد، و لا زال يقتل في الصباح الركّع السجود وكله آمال في إبادة الإسلام و الإسلاميين. السياسي الديكتاتور ساذج كبير لأنه لو لم يكن كذلك لعلم أن الملائكة هذه الأيام أكثر بكثير من الإسلاميين المصلين، و بالتالي فإن قتله للساجدين لله وحده يضاعف أعداد الإسلاميين و الحمد لله وحده لا شريك له. و إذا كان من غبي لا يفهم فلأنه غبي. نسأل الله العفو و العافية. السياسي هذا قاتل الساجدين لله وحده مجرم مخضرم على شاكلة بشار الشر. بل لا فرق بين الاثنين بتاتا، فكلاهما يقتلان بدم بارد الشعب الأعزل باستعمال الرصاص الحي و الأسلحة الفتاكة المحظورة. و إذا كان بشار الشر يعتبر خير حليف ليهود بني صهيون، فالسياسي الناصري المجرم قد أعاد إغلاق الممر.. مباشرة بعد قيامه بالانقلاب العسكري الغاشم بطلب من يهود بني صهيون العالميون الذين لم يقبلوا أن يقيم السيد الرئيس المنتخب دولة حقيقية.. حيث كان قد صرح: " سننتج غداءنا و سنصنع سلاحنا...". السياسي الانقلابي الناصري المجرم نفذ أمر أسياده يهود بني صهيون ليس إلا، و بما أنه يطمح لإرضاء أسياده إرضاء تاما فلقد قام بإلقاء القبض على كبار العلماء الأبرار... كالداعية العالم المناضل الكبير... و الداعية الإعلامي المناضل المجاهد الموضوعي الموفق...، و الكثير الكثير من خيرة أبناء البلد، -و كل تشابه مع شخصيات حقيقية مجرد صدفة في الرواية الأدبية الإبداعية...- تصوروا أيها الناس، السياسي الوسخ الانقلابي الناصري المجرم الهمجي الذي لا ثقافة له و لا هوية و لا مروءة، يتطاول و يجرأ على إلقاء القبض على العلماء الأجلاء الكرام الأتقياء السلميين الحكماء الطاهرين المطهرين. يا له من زمان، إنه زمان العزّة بالنسبة للمصلين الإسلاميين، و زمان الذل و الهوان بالنسبة للعلمانيين العساكر الانقلابيين الجهلة الغوغاء و زعيمهم السياسي الانقلابي الناصري المجرم منفذ أوامر يهود بني صهيون. أيها الناس، لم التسرع في المواقف...؟ فمن لم يستنكر الانقلاب العسكري في البلد لا يمكنه أن يستنكره في بلدان أخرى...، مع العلم أن المعارضين أصحاب الفكر الانقلابي في البلدان الأخرى لم ينقرضوا و لن ينقرضوا...، فهم فقط ينتظرون الظرفية المواتية و الفرصة السانحة أو تلقي الضوء الأخضر من طرف يهود بني صهيون و من معهم...و الله أعلم، و لعل الانقلاب العسكري في البلد و تأييده من طرف البعض... ...، لعل الانقلاب العسكري في البلد سيكون له ما بعده في بلدان أخرى بما أن فكرة الانقلاب العسكري لم تعد منبوذة بل أصبحت و كأنها "مشروعة" في بعض الحالات..، كما اتضح من خلال بعض "رسائل التهنئة" من طرف جهات معلومة التي استفاضت في مدح السياسي العسكري الانقلابي الناصري المجرم... - بعد "رسائل التهنئة" التي كانت قد وجهتها نفس الجهات المعلومة إلى السيد الرئيس الشرعي المنتخب قبل الانقلاب الغاشم- فيا للأخطاء الفادحة المتكررة.. أيها الناس، لقد أنقذ الله سبحانه الإسلام و الإسلاميين. فلقد ترك الديكتاتور اللص القديم البلد في حالة يرثى لها، فلو بقي الإسلاميون على رأس الدولة إلى غاية انقضاء فترتهم الانتخابية لما حققوا الكثير بحكم حجم المشاكل المتراكمة، مما كان سيجعل ربما الخارطة الانتخابية المقبلة تتغير لصالح العلمانيين- و ذلك لأن القوم يستعجلون...-، و لكن الانقلاب العسكري الغاشم بزعامة السياسي الغادر العسكري الفاشل الناصري المجرم جعل الإسلام و الإسلاميين يحققون فوزا عظيما بدون بدل أي مجهود، فالرأي العام الدولي شاهد اليوم على أن الإسلاميين سلميين مسالمين يحترمون الديمقراطية على عكس العلمانيين الذين ينقلبون عليها عندما تهزمهم صناديق الاقتراع. و لا داعي للكذب بعد اليوم في هذا الشأن، فكل شيء واضح للعيان، و العيان هنا بحجم الرأي العام الدولي أي سكان العالم...، أما آراء الحكام.. في تلك الدول.. فلا تهم و لن تهمّ بعد اليوم... صبرا صبرا..، فالله يدبّر أموره و شؤونه... الحمد لله وحده لا شريك له. خلاصة: حذار من تبلور فكرة كون الانقلاب العسكري شيء شرعيّ مشروع... ... و كان يا مكان في قديم الزمان، بلد ذليل لا يساوي مجموع سكانه و لو حبة بصل واحدة، حيث كانت الإناث من بني آدم تلتقي بالذكور و تلد أطفالا لا مستقبل لهم سوى العمل في ميدان السياحة الجنسية، أو سوق الدعارة المفتوح لكل طفل أو طفلة بلغت السنة الثانية أو الثالثة من حياتها حيث كانت تقدم لكل سائح أجنبي مجرم سفاح من أجل الاستغلال الجنسي المرضي الفظيع، و ذلك بمباركة حاكمين متحكمين مرتشين لا يرون في اللحم البشري سوى مادة للكسب أو لإرضاء أسيادهم النصارى الغربيين المرضى على حساب شرف بلدهم الذليل الذي لا يساوي مجموع سكانه و لو حبة بصل واحدة. و في يوم من الأيام، و رغم التعليمات العامة القاضية بالحكم بشهرين موقوفة التنفيذ على الأجانب مغتصبي أطفال المسلمين" لتشجيع السياحة"...، أصدر قاضي أمين شريف حكما على نصراني يدعى "عميّل ذليل..." كان قد اغتصب 11 طفلا و طفلة (-و في رواية أخرى 57...-) تتراوح أعمارهم بين السنتين و الثمانية سنين. كان الحكم يقترب من الإنصاف بما أنه كان حكما بثلاثين سنة سجنا نافذا. قضى منه النصراني المجرم الكبير 8 أشهر في السجن و لكنه كان، حسب بعض المؤرخين...، ينعم بكل الكماليات و وسائل الراحة و كأنه في فندق خمسة نجوم، و قيل أيضا أنه كان يغادر السجن كل مساء و يعود إليه في الصباح الباكر و أشياء أخرى، و لكن لا يهم، فالبلد ذليل لا قيمة له و الرشوة تسيطر فيه على كل شيء. و الدليل ما صرح به "عميّل ذليل" مغتصب الأطفال لرئاسة المحكمة على أنه في البلد الذليل يمكن الحصول على كل شيء بالمال.. المهم أن في يوم من الأيام صدر عفو شامل كامل على المجرم السفاح النصراني المدعو"عميّل ذليل"...، فخرج هذا الأخير يتبختر ثم عاد إلى بلده ما وراء البحار بعدما وعد بعض معارفه بالعودة بعد سنة أو سنتين لاستكمال مسيرته في اغتصاب أطفال البلد الذليل الذي لا يساوي مجموع سكانه و لو حبة بصل واحدة، إلا 10 أو 20 فردا، -من ضمن 40 مليون مسلم في البلد-، خرجوا للاحتجاج على قرار العفو على الأجنبي السفاح مغتصب الأطفال، و لكن المحتجين ووجهوا بالقمع و الضرب و الرفس و البهدلة من طرف قوى حفظ "النظام"...، لأن في البلد الذليل ممنوع الاحتجاج على اغتصاب الأطفال من طرف النصارى الأجانب الذين يرحب بهم البلد الذليل في إطار السياحة الجنسية. و لكن الرأي العام الدولي كان بالمرصاد، و تحركت القنوات الفضائية، و الصحف العالمية الورقية و الإلكترونية، إلى أن صدر قرار بالتراجع على العفو بعد أربعة أيام من إصداره، و جاء في البلاغ أن رئيس الدولة الذي أمضى على قرار العفو الشامل على المجرم السفاح مغتصب أطفال المسلمين، لم يكن على علم بطبيعة الجرائم التي اقترفها الأجنبي المجرم السفاح الذي استفاد من خدمات السياحة الجنسية المتاحة في البلد الذليل حيث لا قانون يعلو فوق قانون الرشوة و الفساد. انقسم الرأي العام المحلي على إثر هذه القضية الخطيرة إلى فئتين: فئة المطالبين بنظام برلماني حقيقي من جهة، يمكّن من المراقبة و المساءلة بدل نظام الحكم الفردي الذي غالبا ما يستغله المرتشون في الإدارة و الدوائر العليا للقضاء على النزاهة و النزهاء، (-و لو كان الحاكم رجلا طيبا-)، نظام برلماني حقيقي يمكّن من تفادي القرارات الفردية التي لا يمكن مناقشتها، كقرارات عزل أو إقالة أو تهميش كل مسؤول تبث أنه يكره الرشوة كرها شديدا، مما يجعله عائقا أمام الفاسدين و المفسدين و المرتشين الجبناء الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في الإدارة، فلو كان في الإدارة موظف نزيه حقا و حقيقة لما كان من الممكن إدراج اسم الأجنبي مغتصب الأطفال المحكوم عليه ب30 سنة في لائحة العفو الشامل التي قدمت لرئيس الدولة من أجل الإمضاء. و من جهة أخرى، فئة مطالبين بنظام الخلافة حيث الشورى و تطبيق شرع الله، بما أنه اتضح للعموم أن الحكم الفردي لا يسمح بتحقيق و لو أدنى درجات العدل و العدالة، كما أنه اتضح أن الحكم الفردي لا يسمح سوى بانتصار الظلم و الرشوة و الفساد. و لكن، نقطة نظام: الأنظار كلها كانت متجهة نحو قرار العفو الشامل على المجرم السفاح مغتصب أطفال المسلمين بالعشرات، و لكن جاءت أخبار يومية تقول ما يلي: " ...الجارة التي قادت الطفلتين إلى الشرطة، وجدت نفسها في مأزق، فالإسباني صار يهددها، و أيضا عائلة الطفلتين. تقول "لقد قام بإغراء عائلة خادمتيه، و من أجل ذلك قدموا له تنازلا أمام الشرطة، و مقابل ذلك هاجموا بيتي مسلحين بساطور و هددوني". و أضافت الجارة، التي اضطرت إلى تغيير مسكنها خوفا من بطش الأجنبي بعد توجيهها خادمتيه إلى الشرطة، "بعد التهديد المتوالي، فوجئنا بإقفال الملف و عدم متابعة الأجنبي وفق اعترافات و شهادات خادمتيه، كما أن عائلة الفتاتين قدمت تنازلا و انتهى الموضوع"، و أردفت "حاولت تخليص الفتاتين و احتضنت إحداهما لمدة 20 يوما، فيما احتضنت جارة أخرى شقيقتها، لكن عائلتهما حضرت و اصطحبتهما بالقوة لتعيدهما من جديد إلى بيت الإسباني"". لو صحت هذه الرواية، فمن الواجب إصدار حكم ب 40 سنة نافذة مع الأشغال الشاقة في حق عائلة الفتاتين القاصرتين. أين هي جمعيات حماية الطفولة؟ لماذا لا تهتم بحماية الطفولة المغتصبة؟ لماذا لا تنظم حملة ضد الآباء و الأمهات الذين يعرضون أطفالهم في سوق السياحة الجنسية و يسلمون بناتهم القاصرات و أولادهم القاصرين لوحوش آدميين أجانب مقابل بعض النقود؟ و لكن من هو ذلك الوحش الآدمي النصراني السفاح مغتصب أطفال المسلمين؟ اسمه "عميّل ذليل"، كان في مهمة سرية هدفها يتجلى في إفساد أكبر عدد ممكن من أطفال المسلمين تمهيدا لاتخاذ قوانين وضعية ترضي العلمانيين...، و من بينهم الاشتراكيين "المتوحّدين" الذين يحلمون بسمو قوانين الدول الإمبريالية الغربية و تطبيقها في البلد الذليل خاصة في شقها المتعلق بالأسرة... و الدليل على ذلك ما جاء في الأخبار اليومية من كون النصراني السفاح كان، من ضمن الفظاعات المهولة التي يرتكبها، أنه كان يروض الفتيات و يرغمهن على ممارسات ضد الطبيعة في ما بينهن... سيداتي، سادتي، إن ما يقع في بعض المدن حسب الأخبار الرائجة و الصحافة الرائدة ليؤكد نظرية المؤامرة في هذا الصدد. المهم أن النصراني السفاح مغتصب أطفال المسلمين نال العفو الشامل، و أن هذا العفو سحب بعد أربعة أيام من إصداره لما تدخل الإعلام الغربي و تدخلت الأخبار اليومية فافتضح الأمر... و تبقى الزهرة الباقية، مدونة للتفاصيل التاريخية، المنقوشة بمداد العار في الذاكرة الجماعية، الذاكرة الغاضبة الصامتة، زهور باقية، في موعد الثمانية.. لا وجود للخامس من الاثنين...، في الأسطورة الهسبريسية.. أما الأقرع الأصلع الذي كان قد وعد بالتطرق لما قال أنها "طقوس لا تليق" و نقد وعده و عهده بمقابل مادي ملموس، فلقد عاد في محاولة يائسة بئيسة لتلفيق تهمة المسؤولية في قضية العفو الشامل لفخامة السيد الرئيس الحكومي و صحبه في الحزب الذي كان يعد بالعدالة و التنمية. الأقرع الأصلع، الذي لا مبادئ له بتاتا، لام فخامة السيد الرئيس الحكومي لأنه صرح أن العفو ليس من اختصاصه حسب الدستور...و أردف الأقرع الأصلع قائلا ما معناه أن فخامة السيد الرئيس الحكومي إنسان غادر لأنه لم يساند من أمضى قرار العفو الشامل، بما أنه لم يكذب كرئيس حكومي على الشعب و لم يصرح بأنه هو المسؤول على كل شيء حتى ينال رضا هؤلاء الذين طبخوا قرار العفو في فرن الرشوة الكبيرة كما صرح بذلك السبع في هيئته القتالية... خلاصة: أيها الناس، القضية ليست قضية عفو شامل أو قضية "عميّل ذليل"، إنها قضية انتصار الظلم و الرشوة و الفساد، إنها قضية إدارة فاسدة ترفض التغيير، و سيأتي يوم لا ينفع فيه الندم..." سكت الرجل الحكيم الرشيد فجأة و نظر نظرة المتشائم الواقعي إلى جموع الناس التي كانت تنصت إليه باحترام ثم قال: "السكوت حكمة، السكوت حكمة...". يتبع...