كانت الآراء يدلي بها أصحابها، فكانت منها الصائبة النافعة الناصرة للحق و الحقيقة، و كانت منها الخبيثة الضالة المضلة الصهيونية المنشئ و التركيب. و من حسن حظ الشعب الأبيّ المسلم الطيب المتسامح السلميّ، أنه كان ذكيا غاية الذكاء مما كان يحصّنه من الوقوع في العنف المنبوذ. فكان ذلك الشعب الطيب يلجأ عوض الغضب المفقد للسيطرة، إلى السخرية من الكذّابين الكاذبين سفهاء آخر الزمان، المتنكرين تارة في ثوب الثقافة و الأستاذية، و تارة أخرى في ثوب الفقه و الدين. فأما المتنكرين في ثوب الثقافة و الأستاذية، فكان الشعب الطيب الذكي يسخر منهم بتلقائية و دون أي تردد بما أنهم كانوا يعلنون عدم انتماءهم للوطن الحبيب علانية و ذلك بسبّهم وشتمهم للملة و الدين بطريقة مباشرة. و أما المتنكرين في ثوب الفقه و الدين، فكان الشعب الطيب الذكي لا يسخر منهم إلا بعد أن يسأل أهل العلم الحقيقيين النزهاء الراشدين، و يفسح المجال أولا لعلماء الأمة الربّانيين العبّاد الصادقين للرد عليهم و لو بجملة مفيدة واحدة كافية. و في يوم من الأيام، ظهر نوع جديد من الأساتذة السفهاء يحاربون شعب البلد الحبيب باستعمال عبارات الاحترام في حق خير البرية، حتى يتمكنوا من تمرير خطابهم الملوث و أفكارهم الصهيونية أو الشيعيّة المتشعبة، بعد أن فشلت "العصيدة الثقافوية" في ذلك فشلا دريعا، -"العصيدة الثقافوية" التي كان أسلوبها الامتناع عن النطق بأدنى عبارات الاحترام تهجاه خير الأنام-، و نوع جديد من فقهاء آخر الزمان، و هم من دعاة الفتنة المتخفية في جلباب الرزانة، ينطقون بكلام مراده إلهاء الناس و إبعادهم عن جوهر الدين الحنيف و غاياته و أبعاده النبيلة الشريفة. فكتبت الروايات، و اخترعت شخصيات روائية غريبة لتجسيد كلا التيارين المعاديين للوطن الحبيب، و كان ذلك خير دليل على أن حيل" بني علماء" و "بني صهيون" و "بني شيعشاع" لا تنطلي على أحد من المسلمين الشرفاء الأذكياء أصحاب البرّ و الجوّ و البحر و القرار بقوة الشرع و الشريعة و القانون و العدد و العدّة في البلد الحبيب. و الحمد لله وحده. ذهب زمان و جاء زمان، و بقيت فقرات من روايات كتبت في قديم الزمان شاهدة على ما كان في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، في إطار ما عرف آنذاك بالرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة: " "زمزمزنزانزان" و "هونداندانيدنداني"، كلاهما في الهوى سوى، يغنيان و يدندنان و يزمّران من أجل إرضاء إبليس اللعين -و الله أعلم-، إنه مفعول اقتصاد الريع المحلي و العالمي. الله أعلم بطبيعة الحال و لكن الأمور واضحة. فالأول يكذب و يقول عكس ما يعرف هو بالذات حق المعرفة أنها الحقيقة من أجل بعض دنانير ريع منبوذ من طرف الشرفاء، أما الثاني فلا يحق أو لا يصح لعاقل أن يناقشه لأنه ما زال في طور المراهقة الفكرية، و المصيبة أنه يدعي الأستاذية الجامعية بالرغم من أنه ما زال يهذي هذيان المتفلسف المراهق التائه العبثي. كان " زمزمزنزانزان" يقول ما يقول و يعيد و يكرّر ما قاله، عن البكارة و الطهارة، من هلوسة مرضية حقيرة مقززة تبيح الغدر و الكذب و الضلال، وكان يقول ما يقول و يعيد قول ما قاله عن الجزر و إمكانية استعماله بدل البطيخ أو "الدلاح"، في أشياء غريبة عجيبة أعجوبة، حسب زعمه المزعوم، كما كان يقول عن الزوجة الميّتة من تخيّلات مرضية فضيعة ما يقول و يعيد قول ما قاله بوقاحة ما بعدها وقاحة... و في يوم من الأيام قال بمكر خطير (-و قيل أن ذلك تم باستعمال تقنية بعض الحق الذي يراد به باطل و الله أعلم-) عن وجوب منع و مواجهة قضاء الله بقانون وضعي وضيع من نسج خياله الخبيث يحرّم الحلال... و لكن في الأخير كان المصير أن أصبح "زمزمزنزانزان" أضحوكة العالمين و النموذج الأسمى للمرتشين العالميين، بما أنه اقترح روحه، بل جذع روحه، في المزاد العلني المحلي و العالمي، و هذا شيء لا يمكن أن يتصوره حتى أعتا النصّابين و المحتالين و كبار المجرمين منعدمي الضمير من قوم "لاهوت" أو من غيرهم. و الله أعلم. و أما "هونداندانيدنداني" فلقد حصل الإجماع على أنه كان مجرد أستاذ تافه أضحوكة تلامذته الأذكياء، لا يجب بتاتا الرد على هلوسته و فلسفته المراهقة البدائية الجاهلية الصهيونية المحضة، التي تستعمل أسلوب التأدب المحتال المنافق من أجل النيل من العقيدة، عقيدة الشرفاء الأبرار الذين لا تنطلي عليهم حيل "هونداندانيدنداني" و من استأجره أو من سايره أو علّمه، و بئس التعليم، بل قال الناس أن لعنة الله على من يعلّم كذا علم خبيث ماكر خسيس دنيء صهيوني منبعه ربما تشيّع مغرض جهنمي شيطاني لعين." و الله أعلم. أما الآن سيداتي سادتي، فإليكم سؤال الحلقة و الجواب عنه مباشرة دون تأجيل تفاديا لضياع الوقت: السؤال: "ماذا عن تلك الموازين، ألا يمكن بتاتا البحث عن و لو ميزة واحدة لها؟" الجواب: "نعم، بالتأكيد، فلتلك الموازين إيجابية مهمة، إنها درس تطبيقي تجريبي يجسد الخطأ الكبير و الخطير للعيان حتى يصابوا بالتقزز و يبتعدوا عنه و يحثوا عن الابتعاد عنه. فلقد تمادى الذين ينظمون تلك الموازين في موازينهم و لم يلتفتوا لتحذيرات علماء الدين الحنيف الأجلاء بأن الله جل في علاه يمهل و لا يهمل...، إلى أن استدعي، (-خطأ من طرف منظمي تلك الموازين الخاطئين و من حيث لا يدرون...-)، إلى تلك الموازين "علمائي" فنيّ عدائيّ جهنميّ خطير، و هو من كتاتيب آل "زاغ زاغ الثقافويون"، فألقى خطابا "علمائيا" دعا فيه حشودا كبيرة، جمعت له من طرف منظمي تلك الموازين الخاطئين الغافلين، إلى ثورة "علمائية" غوغائية فاسدة مفسدة غادرة جبانة في البلد الحبيب. فهلاّ اتعظ السياسيون و كفّوا عن تلك الموازين...؟ أيها الناس، الخطر لن يترتب سوى عن شيئين اثنين لا ثالث لهما و الله أعلم: أولا، تلك الموازين... أما الشيء الثاني، فيعلمه ذاك الذي أبدع برنامجا سماه "جني يتكلم"، ولكن لما نال مراده من اهتمام علية القوم و من أمور ربما مغرية، تفادى الحديث عن ذلك الشيء بعد أن كان وعد بالتطرق إليه، و هذا حال بعض النخب إن لم نقل معظمها، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، و هذا سر تخلفها في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة". و انتهى الجواب على سؤال الحلقة و حفظ الله البلد الحبيب من كل مكروه.