مقدمة: في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، تهجمت "العصيدة الثقافوية" الملحدة و كبار الملحدين من صلبها على الحق في إطار مراهقة فكرية طال أمدها، إلى أن أضحت تصنّف من الأمراض النفسية التي وجب علاجها بالمجان نظرا لخطورتها و آثارها المدمرة على جسم المجتمع المسلم التقي النقي الشريف. صلب الموضوع: تطوع أطباء علم النفس من طينة الشرفاء و أجمعوا على أن العلاج يمر عبر تصحيح بعض المفاهيم بشفافية و وضوح و صراحة. و في الأخير، حرر أطباء علم النفس من طينة الشرفاء الوصفة العلاجية لما أضحى يسمى "مرض العصيدة الثقافوية النفسي"، و هي وصفة تعتمد على تقنية العلاج الأدبي الإبداعي بالصدمات: 1- الديمقراطية هي أن يكون الكل يعلم أن المستوزر المزوّر الخيالي المحض فلان أو علاّن زعيم الحزب الفلاني، سارق مرتشي كذّاب منافق وصولي جبان متملق ناهب لمال الشعب، و مع ذلك الكل يحترمه بقوة القانون... 2-الديمقراطية هي أن يكون الكل يعلم أن اللص الحقير علاّن منعدم المروءة و الأخلاق، راشي مرتشي انتهازي وسخ قدر يعيث في الأرض فسادا، و مع ذلك يصوت له الكل، بقوة القانون...، ليتبوأ منصب رآسة حزب أساسي في المشهد السياسي... 3-الديمقراطية هي أن يجتمع أناس في إطار نقابات و ما إلى ذلك للبحث عن سبل وضع قوانين تسمح لهم بالحصول على أموال الشعب بالباطل... 4- الديمقراطية شبح شرير يسري في دواليب الحكم كما يجري الشيطان مجرى الدم في عروق الإنسان... 5-الديمقراطية هي وسيلة قانونية فعّالة لحماية منظومة الرشوة و الفساد و كبار ناهبي مال الشعب حماية كاملة... 6-الديمقراطية هي أنجع وسيلة للتطبيع مع الرشوة عبر هيئات محاربة الرشوة و الوقاية منها... 7-الديمقراطية هي إمكانية الانقلاب على كل مصلح صالح تقي نقي يصوت لصالحه الناس في حالة وقوع معجزة... ملحوظة: بطبيعة الحال، النقط السبعة أعلاه لا تعكس الحقيقة بتاتا بما أن الإبداع لا بدّ و أن يكون ديمقراطيا...و هذا يعني أن النقط السبعة أعلاه مجرد خيال في خيال و ذلك لأن الديمقراطية لا تسمح بالخروج عن الديمقراطية...، هذا "عدلها" و "إنصافها" لكل من سولت له نفسه قول الحقيقة، الخيالية... النتيجة : شفاء تام من "مرض العصيدة الثقافوية النفسي" بفضل الوصفة العلاجية لدى عدد مهم من المرضى "الملاحدة" الذين تيقنوا أخيرا بأن معبودتهم "الديمقراطية" ليست مقدسة بل مدنسة، فعادوا إلى رشدهم و تجاوزوا مراهقتهم الفكرية و أصبحوا من المعتدلين يتعاملون مع الديمقراطية تعاملا عاديا دون تقديسها و لم يعودوا متطرفين متشددين بما أنهم أضحوا مسلمين... أما عن تساؤل المرتد "الثقافوي" الذي يعاني من ما أصبح يصطلح عليه "مرض العصيدة الثقافوية النفسي"، لماذا المسلمون الطيّبون لا يغيرون و لا يبدلون...؟ فالجواب في جملة أو جملتين صعب للغاية نظرا لمراهقة السائل الفكرية، و لكن لا بأس: المسلمون الطيبون لا يغيرون و لا يبدلون لأنهم ينعمون بنعمة الإيمان. خلاصة: سيداتي، سادتي، إنما الإرهاب الفكري الذي ينشره الأشرار في جسم المجتمع الطيب المسلم ما هو سوى محاولة فاشلة للزج بالبلد الحبيب في صراعات فكرية قد تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، و الحل هو التعامل مع هؤلاء الأشرار برزانة و حكمة و بصيرة و رفق. النصيحة إذا أن يتم اعتبار هؤلاء المرتدين مرضى نفسانيين في حاجة إلى علاج بدل اعتبارهم أعداء يجب مواجهتهم... فلقد كانوا مسلمين و كبروا في بيئة مسلمة قبل أن يرتدّوا، و هذا يعني أن مرضا ما قد أصابهم في فترة من فترات حياتهم جعلهم لا يتقاسمون قيم المجتمع فصاروا خارجه. و من الأرجح أن نتكلم على "المرتدين المرضى النفسانيين" بدل الحديث عن "الملحدين"، باعتبار أن الملحدين الذين يتواجدون في بلدان ما وراء البحار لم يتعرفوا بعد على الدين الحنيف كما يجب، و هذا من تقصير المسلمين... إذا من هنا فصاعدا، لا وجود لملحدين في البلد الحبيب بل فقط "مرتدّين مرضى نفسانيين"، حتى نتفادى العنف اللفظي الذي من شأنه أن يتطور إلى عنف من صنف آخر لا أحد من البشر يمكنه أن يتصور شكله و لا جوهره... مجرد اقتراح. و الله أعلم. أيها الناس، يا لها من رواية أدبية إبداعية خيالية محضة التي نحن بصدد قراءتها... و انتهت الفقرة. و يا أيها القراء الشرفاء الأعزاء، لا تستعجلوا النهاية السعيدة...