يُزرع في شمال المغرب؛ لكنه لا يظل حبيس الأرض التي تنتجه. هو الحشيش المغربي الذي أصبح يستهوي الشباب في أوروبا والعالم العربي، بسبب جودته العالية وميزته النباتية؛ لكن كيف يصل "الكيف" المحلي إلى البلدان الأوروبية والعربية؟ تسأل مجلة "GEO" الفرنسية المتخصصة في قضايا البيئة والمناخ. وتشير المجلة ذاتها إلى أنه "إذا كانت زراعة الحشيش في المغرب تتم في المناطق المخصصة. لذلك، فإن رحلته للوصول إلى المستهلكين في أوروبا تمر عبر دول عديدة، سواء عن طريق البر أو البحر"، مبرزة أن "دول إسبانيا ومالطا وليبيا تمثل السوق المركزية للحشيش المغربي". وتقف المجلة الفرنسية عند ما اعتبرته "المسار التاريخي الذي كان يقطعه التجار خلال ستينيات القرن الماضي لنقل الحشيش، حيث دخل إسبانيا عبر مضيق جبل طارق. وكانت العملية تتم عبر إخفائه وسط البضائع في العبارات وقوارب النزهة؛ ولكن على مدار العشرين عاما الماضية، أصبح هذا الطريق أكثر خطورة مع تكثيف المراقبة الأمنية". من المغرب إلى ليبيا (عبر الصحراء) المجلة الفرنسية رصدت أن طريق المخدرات تتخذ مسارا ومشوارا طويلين عبر دول الجنوب والدول الصحراوية (موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد ...)، حيث تكون المراقبة أقل بكثير. وينتهي به الأمر في ليبيا قبل أن يواصل طريقه نحو البحر الأبيض المتوسط وأوروبا أو الشرق باتجاه مصر. ويعبُر الحشيش المنتج في الريف الحدود بين المغرب والجزائر. من هناك، يمكن أن تأخذ المخدرات وجهات عديدة: السوق المحلية؛ إسبانيا وفرنسا عبر موانئ الجزائر العاصمة ووهران؛ وتونس، حيث تزود السوق المحلية أيضا، ثم تغادر بالقوارب إلى أوروبا أو تستمر إلى ليبيا. من المغرب إلى ليبيا (عن طريق البحر) ويشير المصدر ذاته إلى أن "المسار بين ليبيا والمغرب ظل رائجا لسنوات عديدة، حيث يتم نقل المخدرات إلى موانئ مصراتة وطبرق الليبية. ثم يتم تحميلها على سفن من جميع الأحجام، أكبر شراع دفعة واحدة، والأخرى تتوقف في الجزائر وتونس. وتقول المجلة الفرنسية إن حركة نقل المخدرات استغلت الفوضى الليبية، حيث تم تخزينه في مستودعات على الساحل الليبي. جزء من المخدرات القادمة من المغرب وأيضا من الشرق الأوسط يتم تصديرها عن طريق السفن إلى أوروبا عبر مالطا، ثم يتم نقلها إلى جنوبإيطاليا أو غرب البلقان، ويذهب الباقي شرقا إلى السوق.