مكن تنسيق أمني سري، منذ في بداية 2015، بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية والإيطالية واليونانية والأمريكية و«الأوروبول»، نهاية الشهر المنصرم، من تفكيك منظمة إجرامية دولية متخصصة في تهريب الحشيش و«الكبتاجون». وتم حجز نحو 100 طن من الحشيش، أغلبه من المغرب، واعتقال 109 مهربين، 26 منهم مغاربة، علاوة على العثور على 11400 قطعة سلاح و10 أطنان من المتفجرات موجهة إلى الجماعات الجهادية في ليبيا وسوريا، خاصة داعش. صحيفة «آ ب س» الإسبانية، ومواقع أوروبية أخرى، كشفت، أول أمس الثلاثاء، أن «الحرس المدني الإسباني قام باعتراض سفينة قبالة سواحل ألميرية كانت متوجهة صوب ليبيا محملة ب20 طنا من الحشيش المغربي»، مؤكدة أن «هذه المخدرات تذهب لتمويل الجماعات الجهادية وتزويدها بالأسلحة»، مبينة أنه في 18 شهرا تم توقيف 7 سفن في مياه البحر الأبيض المتوسط متوجهة إلى ليبيا في تنسيق أمني بين الأجهزة الأمنية الإيطالية واليونانية والمغربية. «آب س» أكدت أيضا في تقريرها، نقلا عن الأجهزة الأمنية الإسبانية، أن «سفينتين كانتا محملتين بأكثر من 10 قطع سلاح وذخائر ومتفجرات بعد خروجها من الموانئ التركية»، مشيرة كذلك إلى «اعتقال 109 مهربين، أغلبهم من سوريا والمغرب».
الحشيش مقابل الأسلحة والذخائر وعن الكيفية التي يتم بها تهريب الحشيش والأسلحة والذخائر إلى التنظيمات الإرهابية في ليبيا وسوريا، أشارت المصادر ذاتها إلى أن المنظمة الإجرامية الدولية التي تم تفكيكها تقوم بتقسيم الأدوار بين مهربين خطرين ومتطرفين يشتغلون لصالحها وتتراوح أعمارهم ما بين 30 و40 عاما، إذ يقوم فريق بالتنسيق مع أطقم سفن تمر عبر المتوسط تحمل أعلام دول مثل بنما أو بوليفيا أو الطوغو، من أجل نقل كميات من الحشيش المغربي إلى ليبيا، كما أن هذه السفن لا ترسو بالموانئ المغربية، بل تبقى بعيدة، حيث يتم نقل الحشيش في قوارب أو دراجات مائية وإفراغه في تلك السفن، التي تقوم بعد بيع تلك الكميات من الحشيش بشحن أسلحة وذخائر من موانئ أوربية، خاصة التركية ونقلها إلى الجماعات الجهادية في ليبيا. بدوره، أكد الكولونيل الإسباني ورئيس فرقة مكافحة الجريمة المنظمة، خافيير روخيرو، أن العملية التي سميت ب«URCA» مكنت منذ بدايات 2015 من «توقيف 7 سفن، خمس منها محملة بالمخدرات واثنتان بالأسلحة». العملية التي وصفها المسؤول الأمني الإسباتي ب«الضخمة والتي لاتزال مفتوحة»، لا يمكن القول إنها «أسقطت المنظمة الإجرامية كليا، لكن وجهت إليها ضربة قوية»، المتحدث الإسباني أكد أيضا أن أغلب الحشيش المحتجز آت من المغرب. الطريق البحرية كل هذه السفن السبع خرجت من تركيا، حيث يعتقد أن المنظمة الإجرامية تتوفر على «لوجيستيك» وبنيات تحتية. ويتم الحصول على هذه السفن من الأسواق السوداء والمزادات العلنية، خاصة أن أغلبها تكون محالة أو قريبة من الإحالة على «التقاعد»، ما يسمح للمنظمة باقتنائها بأسعار بخسة، لن يكون لها أي تأثير في حال تم حجزها من قبل الأجهزة الأمنية. وتشير التحقيقات إلى أن سفينة تحمل العلم البوليفي كانت تقل على منتها بطريقة غير شرعية 5000 قطعة سلاح و500000 قطعة خرطوش. المحققون اكتشفوا، كذلك، أن السفينة كانت ترسو بمدينة مالقة الإسبانية منذ سنوات في أفق التخلص منها، لأنها لم تعد صالحة، قبل أن يقوم رجل أعمال لبناني-سوري بشرائها في 2014. سفينة أخرى تحمل علم دولة «الطوغو» تم اعتراض سبيلها من قبل الأجهزة الأمنية اليونانية، تنقل على متنها بطريقة غير شرعية نحو 6400 قطعة سلاح و570000 قطعة خرطوش، و10 أطنان من المتفجرات كانت متوجهة إلى مدينة مصراتة الليبية. وآخر سفينة تم اعتراض سبيلها في 23 شتنبر الماضي من قبل الأمن الإسباني كانت تحمل علم دولة بنما، وتنقل على متنها 20 طنا من الحشيش المغربي الذي كان مخبأ بعناية في بطن السفينة، وتم اعتقال الطاقم المكون من 24 مهربا. السفينة كانت تقل أطنانا كبيرة من الخشب في محالة لتمويه الأجهزة الأمنية الأورومتوسطية.