حل الأستاذ عمر أمكاسو، القيادي في جماعة العدل والإحسان المحظورة وعضو دائرتها السياسة، ضيفا على موقع إسلام أون لاين يوم السبت 13 شتنبر الجاري. حيث دخل في حوار مع زوار هذا الموقع الإسلامي المحسوب على حركة الإخوان المسلمين بمصر. وشكل هذا اللقاء فرصة لتوضيح انشغالات الجماعة التي تعد أكبر تنظيم إسلامي بالمغرب وتبيان مبادئها ومنهجية عملها في ظل الحصار الإعلامي الذي تعاني منه جماعة الشيخ عبد السلام يس من فترة ليست بالقصيرة. "" وقال الأستاذ عمر أمكاسو إن جماعته تؤمن بالديمقراطية والتعددية باعتبارها وسائل للتدافع السياسي والتنافس لخدمة الصالح العام، وهذا لم يأت عقب حملة التضييق الأمنية الأخيرة، وإنما هو"خط استراتيجي للجماعة خطته في كتبها ومنشوراتها منذ تأسيسها، فالأستاذ المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله كان سباقا للدعوة إلى مثل هذه المبادئ وإلى إخراج العمل الإسلامي من السرية إلى العلانية" على حد تعبيره. وتعليقا على الوضع الإسلامي، أبرز القيادي الإسلامي أن " جماعة العدل والإحسان تسير سيرا عاديا رغم ما يعترضها من مضايقات وتشويشات، وهي لا تعيش في مرحلة انتظار بالمعنى السلبي للكلمة، الذي يوحي بالسكون والجمود" نافيا أن تكون الجماعة تعيش حالة ركود لأنها تقوم ب" أنشطتها العادية وتساهم في الحياة العامة وفق تصوراتها ولها حضور وازن في كل المنتديات" وفق تصوره. إلا أنه استضرك بالقول أن المشكلة التي تكابدها الجماعة تتمثل في التضييق على أنشطتها وحركتها والتشويش على سمعتها. مستدركا، في نفس الإطار أن المنضوين تحت لواء الجماعة ينتظرون الفرج من الله. وعن سؤال لأحد الصحفيين المغاربة ( محفوظ أيت صالح) حول قرار جماعة العدل والإحسان الدخول في المشاركة السياسية بالشروط الحالية التي يعرفها الجميع، عن الشكل الذي ستتخذه هذه المشاركة، أجاب القيادي الإسلامي أن " أن الجماعة مع المشاركة السياسية بمعناها العام، بل تعيش في خضم هذه المشاركة من خلال حضورها الدائم والقوي مع قضايا شعبنا وأمتنا وما تمارسه من ضغوط على أصحاب القرار في إطار الدفاع عن حقوق المواطتين وكرامتهم وحريتهم. بل تعد المشاركة السياسية الترجمة الفعلية للشق الثاني من شعار الجماعة، الذي هو العدل.وللأسف كثير من الناس لا يفهم المشاركة السياسية إلا في إطار المشاركة في المؤسسات الرسمية والدخول إلى الانتخابات والمجالس التشريعية وغيرها. واعتبر الأستاذ أمكاسو ذلك " فهما خاطئا للمشاركة السياسية". أما عن الشق الثاني من السؤال، فقد رد بالقول بأن " هو أن الجماعة من حيث المبدأ لا ترفض حتى المشاركة الانتخابية، بل سطرت في منهاجها أن هذه الوسيلة يمكن الأخذ بها للتمكين للإسلام. إلا أن الجماعة تقدر أن ظروف هذا النوع من المشاركة ليست متاحة في النموذج المغربي، الذي اشتهر منذ أزيد من أربعة عقود من العمل السياسي المحلي والنيابي بكل أشكال التزوير المكشوف لإرادة المواطنين، فضلا عن غياب أي دور حقيقي وفعلي للمجالس المنتخبة في تسيير الشأن العام، حيث يحتكر القصر والدوائر التابعة له القرار السياسي، وتبقى الحكومة والبرلمان والمجالس المحلية مجرد منفذين لهذه القرارات، وهم يتنافسون في ذلك". إلى ذلك، قال عمر أمكاسو تعليقا له على الوثيقة الأخيرة التي اصدرتها جماعة العدل والإحسان بعنوان: من نحن وماذا نريد؟ أنها تأكيد للموقف الرافض المشاركة الانتخابية في ظل شروط وصفها أمكاسو ب" المخزنية والمذلة" والمتميزة بالتعليمات والاستبداد الذي يلف كل العمل السياسي في المغرب على جميع المستويات على حد وصف الأستاذ عمر أمكاسو.