مع انطلاق العد التنازلي لموعد الاستحقاقات الانتخابية المزمع تنظيمها يوم 8 شتنبر المقبل، تطمح الأحزاب السياسية، خاصة بجهة درعة تافيلالت، إلى استمالة الشباب وتحفيزهم على المشاركة في العملية السياسية، سواء بتقديم الترشيحات في الدوائر المحلية والجهة والبرلمان أو التصويت. وتعمل الأحزاب السياسية الأكثر تمثيلية بجهة درعة تافيلالت على دعوة الشباب من أجل المشاركة في الاستحقاقات المقبلة؛ وذلك وسط مخاوف تلك الأحزاب من عزوف كبير لهذه الفئة من المواطنين عن المشاركة في العملية السياسية. محمد حداد، من شباب إقليم تنغير، قال: "هناك بعض الأحزاب تطلق شائعات عن نية الشباب مقاطعة الانتخابات، إلا أن هذه الأحزاب هي نفسها من تحلم بهذا الأمر من أجل ترك لها المجال للفوز مرة أخرى"، مضيفا: "نحن سنشارك في الاستحقاقات المقبلة من أجل تقديم وجوه جديدة قادرة على تنزيل الرؤية الملكية المتعلقة بالنموذج التنموي الجديد"، على حد قوله. وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "أن الشباب بأقاليم الجهة عموما، ومن خلال تنسيقيات شباب التغيير، عازمون على قيادة عملية التغيير بمختلف المجالس الجماعية والجهة والبرلمان"، مضيفا: "نحن كشباب نعتبر الاستحقاقات المقبلة فرصتنا لإعطاء صوتنا لمن هم يملكون القدرة على العمل من أجل المصلحة العامة بعيدا عن المصلحة الشخصية"، وفق تعبير المتحدث. في المقابل، قال حسن آيت لحسن، شاب وفاعل جمعوي من إقليمالرشيدية، إنه "يجب على الأحزاب السياسية تقديم برامج انتخابية معقولة يمكن تحقيقها من أجل استعادة ثقة الشباب في العمل السياسي وفي الانتخابات"، مشددا على أن إقبال الشباب على العملية السياسية يبقى رهينا بمصداقية الخطاب الذي تقدمه الأحزاب وتقديم الكفاءات والتفاعل مع قضايا المواطنين بشكل عام والشباب على وجه الخصوص. وأكد الشاب والفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن انتظارات الشباب من هذه الانتخابات كثيرة؛ ومن بينها تقديم كفاءات قادرة على تنزيل الرؤية الملكية في ما يخص النموذج التنموي الجديد، وخلق فرص الشغل لفائدة الشباب وتحقيق التنمية الشاملة على جميع الأصعدة، مضيفا أن "المنتخبين الجدد أيضا تنتظرهم مسؤوليات جسيمة؛ من قبل تقوية الديمقراطية الداخلية وربط المسؤولية بالمحاسبة"، بتعبيره. من جهته، كشف عبد الحميد أمزان، من شباب إقليم زاكورة، أن بعض الأحزاب ترى في عزوف الشباب عن التصويت مناسبة للفوز بالمراتب الأولى في الاستحقاقات الماضية، مشيرا إلى أن هذه الأحزاب بدأت تصاب بخيبة أمل حتى قبل بداية الحملة الانتخابية، خاصة بعدما أن علمت بعزم الشباب قيادة التغيير والتوجه إلى صناديق الاقتراع. وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هؤلاء الشباب هم المستقبل ويجب عليهم حمل المشعل وعدم ترك الساحة لمن أراد الاسترزاق والاستغناء على حساب المواطنين الضعفاء، لافتا إلى أن هذه الانتخابات يجب أن تكون بداية لمرحلة جديدة ومرحلة جديدة من بناء هذه الجهة التي عانت من ويلات التهميش التنموي، وفق تعبيره. وتعليقا على الموضوع، قال يوسف أوزكيط، عن حزب الأصالة والمعاصرة، إن الأحزاب السياسية عجزت في وقت سابق عن تحفيز الشباب على الإقبال على المشاركة السياسية، مضيفا: "اليوم، تداركت بعض الأحزاب السياسية هذه المسألة، وأصبحت واعية بأن إشراك الشباب في العملية السياسية أمر ضروري وملح لضمان نجاح العملية". وأكد أزكيط، في تصريح لسهبريس، أن الأحزاب السياسية مدعوة اليوم إلى فتح قنوات الحوار مع الشباب من أجل تحفيزهم على المشاركة في الانتخابات ليس المقبلة فقط؛ بل لضمان نجاح كل المحطات المستقبلية، مشيرا إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة كان سباقا في هذا الموضوع خاصة على مستوى هذه الجهة، وأعطى مكانة مهمة للشباب. من جانبه، قال مسؤول بحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة درعة تافيلالت، رفض الكشف عن هويته للعموم، إن جميع الأحزاب السياسية التي لها تمثيليات في الجهة أعطت للشباب المكانة التي يستحقها، ولكل الشباب الحل في اختيار اللون السياسي الذي يناسب قناعتهم. وأضاف المسؤول الحزبي ذاته، في تصريح لهسبريس، "نعم كان هناك إقصاء لفئة الشباب من طرف الأطياف السياسية في الماضي؛ لكن اليوم تم تدارك الأمر، فأصبحت للشباب مكانة مهمة وبإمكانهم قول الكلمة وقيادة التغيير المنشود"، مشيرا إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار كان له دور مهم في توعية الشباب بضرورة المشاركة في الانتخابات والعملية السياسية بصفة عامة.