ليلة عصيبة عاشتها ساكنة إقليمشفشاون بعد اندلاع حريق غابوي مهول، السبت، أتى على الأخضر واليابس، مخلفا خسائر فادحة في الغطاء الغابوي الكثيف. ودفعت سرعة انتشار النيران الساكنة إلى مغادرة منازلها بعدما أحاطت ألسنة اللهب بالبيوت، كما عجلت بتطوع العشرات من الساكنة المحلية المجاورة للغابة في عملية إطفاء الحريق، الذي نشب منذ منتصف أمس السبت، بهدف تأمين المحاصيل الزراعية التي باتت مهددة. واستنفر الحادث، الذي تجهل أسبابه، فرق الإطفاء من أجل إخماد ألسنة النيران، التي أتت على مساحات شاسعة، وعجلت بحلول ممثل السلطة المحلية ومصالح المياه والغابات ورجال الوقاية المدنية وعناصر من القوات المساعدة، التي حلت بمكان الحريق لدعم الجهود البرية، مدعومة بشاحنات صهريجية وأزيد من 30 آلية إطفاء. وسخرت السلطات أربع طائرات "كنادير" تابعة للقوات الملكية الجوية للمشاركة في جهود إخماد ألسنة اللهب، معززة بأزيد من 300 عنصر من القوات المساعدة ورجال الإطفاء وأعوان مصالح المياه والغابات ومختلف المصالح الأمنية في محاولة لوضع حد لانتشار النيران. ويواصل الحريق المخيف اجتياح غابات جبال شفشاون، وتحديدا منتزه بوهاشم الطبيعي، بعدما أحاط بثلاثة تجمعات سكانية، هي دوار أغبالو ودوار ابني بوهار ودوار البعابعة، وفق ما أكده بلال خيرون، رئيس جمعية "أجيال للطفولة والشباب". وأضاف الفاعل الجمعوي، في تصريح لهسبريس، أن الحريق الذي انطلق في البداية من غابة جبل "يما سونا" التهم مساحات شاسعة من مكونات الغابة المكونة أساسا من أشجار البلوط الفليني وأعشاب ثانوية. وأشار خيرون إلى أن ألسنة اللهب تحيط بالمنازل حاليا، مفندا الإشاعات المتداولة بخصوص السيطرة على الحريق. وأكد أن الحريق يتجه نحو غابة دوار الحومار بجماعة تنقوب. ووجدت عناصر الإطفاء صعوبة في إخماد الحريق بفعل وعورة المسالك، علاوة على تواجد حشائش ساعدت في انتشاره، فيما تتواصل المجهودات للسيطرة عليه بعد أزيد من 24 ساعة من العمل الميداني المتواصل. وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مع رشيد العنزي، المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بشفشاون، غير أن هاتفه ظل خارج التغطية.