حرب القال والقيل التي تدور رحاها، فقط خلال هذا الشهر الفضيل، وكلما حل رمضان حول الانتاجات التلفزية الوطنية، وردود الأفعال المتشنجة التي تشعل فتيلها كتابات صحفية (جرائدية) وليس النقد الفني المتعارف عليه الذي يناقش بالضرورة البناء الفني للعمل.. "" هل هي ثقافة ترسخت في لا شعور بعضهم أم موضة متوارثة من رمضانات خلت، أو هو مجرد تقليد دأبت على نهجه أقلام صحفية وكتبة بعينهم كلما هل علينا شهر رمضان؟؟ فننسى انه شهر الصيام والعبادة وصلة الرحم بالأهل والأقارب والأحباب، وإمساك النفس عن النميمة المجانية وعن الكلام (الغليظ) الذي يروم التضخيم والمزايدات والتهويل.. كتابات لا ترى فيما تقدمه قنواتنا من انتاجات وطنية في شهر رمضان على شاشات باقة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لا ترى فيها سوى التفاهة والرداءة، فتقيم أسماء وأقلام الدنيا ولا تقعدها إلا وتنصب مقالاتها مسالخ لجلد كل ما يبث من انتاجات وطنية على شاشة تلفزاتنا، وتمدح وتمجد أعمال غيرنا.. هل كل ما قدمت منه حلقات أولية، كما هو شأن العديد من الأعمال التلفزية الوطنية التي بثت في رمضانات أخرى، وأخذت نصيبها من السلخ والجلد على ضهر الصفحات الفنية للجرائد اليومية منها والأسبوعية والملاحق والمجلات الفنية، يتكرر اليوم بنفس الأسلوب وبنفس النبرة، نبرة النقد الانطباعي الذي يساير النوازع والأهواء والذي قد تغذيه في كثير من الحالات، الضغينة والحقد وفي أحايين أخرى نوازع مرضية، فنحكم على العمل برمته بأنه تافه ولا مستوى له؟؟ فيصل العريشي الرئيس المدير العام للقطب العمومي (الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة)، قال في نفس السياق، في حوار له مع إحدى الجرائد الوطنية أعادت نشره جريدة إيلاف الإلكترونية، بخصوص سيل الانتقادات التي توجه للأعمال الرمضانية مع كل شهر رمضان: "يمكن متابعة البرامج، وبعدها من حق الجميع الحكم عليها، والغريب بالنسبة إلي، يضيف العرايشي ، أن تطلق أحكام سابقة لأوانها قبل مشاهدة الأعمال المزمع عرضها، لا يعقل أن نحكم على عمل مهما كانت قيمته قبل أن نتابع أجزاءه". هل كل ما برمجته قنواتنا من انتاجات وطنية وأعمال فنية، ضمن خريطة برامجها الرمضانية، ولم تبث منه سوى الأجزاء أو الحلقات الأولى، كله رديئ ودون المستوى وضحك على ذقون المشاهدين واستغفال لذكائهم، وتغريد في واد غير وادهم، ولا يستجيب البتة لانتظارات وتطلعات الجمهور المغربي وطموحاته وافق انتظاره؟؟ رجاء اتركوا للمشاهد المغربي/ المتلقي المعني الأول والأخير، حقه في تقييم ما تقدمه له قنواته الوطنية من انتاجات رمضانية، فهو الأجدر بالحكم لها أو عليه.