شكلت الأعمال الدرامية، والكوميديا، موضوع حلقة، أول أمس الخميس، من برنامج "تحقيق" لمعده ومقدمه محمد خاتم، على القناة الثانية، الذي حاول رصد أهم المعيقات، التي تواجه إنتاج الأعمال الدرامية في القنوات التلفزيونية الوطنية، خاصة منها الكوميدية.واعتبر الناقد السينمائي، مصطفى المسناوي، في تدخله ضمن البرنامج، أن الأمر في المغرب لا يتعلق بأزمة الكتابة فقط، بل يشمل أيضا ضرورة الخروج من أزمة الرتابة، والعمل على الانتقال إلى الأمام من خلال هذه الأعمال، لأن المستوى الحالي للفكاهة المغربية، بات متجاوزا، خاصة في ظل انفتاح الجمهور المغربي، على العديد من التجارب المماثلة في عدد من القنوات الأجنبية، كما أنه في الوقت الحالي أصبح يحتاج إلى جرأة وتركيز دراميين. في الوقت ذاته، اعتبر الفنان الكوميدي، محمد الخياري، أن الكتابة الفكاهية تختلف عن الأنواع الأخرى المتعارف عليها، مبرزا أنه ينقص المغرب مؤلفين ومخرجين كوميديين، مؤكدا في الآن نفسه، صحيح أن هناك أعمالا تعرض على القنوات الوطنية ليست في المستوى، وبالمقابل هناك أعمال في المستوى. وأشار الفنان المسرحي عبد الإله عاجل، إلى أن الحيز الزمني المخصص لإنجاز الأعمال الكوميدية، يبقى غير كاف، خاصة في السلسلات الكوميدية (السيتكوم)، مبرزا أن فن الضحك عموما له مجموعة من المقاييس والمعايير، التي يمكن أحيانا أن تعبر عن معاناة ومأساة. ووجد الناقد فريد الزاهي، في أن القدرة الإنتاجية في المغرب عامل أساسي يمكن أن يؤثر على الأداء الهزلي في المغرب، مضيفا أنه يجب أن تكون للفنان الكوميدي ثقافة واسعة، وكذا أن يكون متخصصا، لأن هذا اللون الفني يتطلب ذلك. أما الممثل المغربي، الحسين بنياز "باز"، فيرى أنه حان الوقت لكي تساير الفكاهة، أوراش التنمية التي يعرفها المغرب حاليا، مع الاعتماد على مختلف القواعد المتعارف عليها، بالإضافة إلى ضرورة أن يربط الفنان بالجمهور ميثاق شرف، يحمي أذواق الجمهور، بالإضافة إلى ضرورة أن يعاين الفكاهي المواضيع، التي يود الحديث عنها. مقابل ذلك يرى، العلمي الخلوقي، المدير المركزي للإنتاج والبرمجة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن المشكل الحقيقي في مستوى الأعمال الدرامية، التي تعرض على القنوات الوطنية، يكمن أساسا في النصوص، التي تعرض أمام لجنة القراءة، التي غالبا ما تكون محايدة، مشيرا إلى أنه حان الوقت لكي تعيد شركات الإنتاج ترتيب أوراقها، وتعالج كافة المواضيع التي تقدم، معتمدة في الآن ذاته على كتابة درامية احترافية، مؤكدا أن العملية الإنتاجية في المغرب أصبحت تسير في الوضع الصحيح. وعن اقتصار الأعمال الكوميدية في المغرب، على شهر رمضان، أشار المسؤول التلفزيوني، إلى أن تكاليف إنتاج هذه الأعمال باتت مكلفة، منوها في الآن ذاته، بسلسلة "دار الورثة"، التي عرضتها القناة الأولى، شهر رمضان الماضي. وأكد الناقد، المسناوي، أنه حان الوقت للتخلي عن فكرة اقتصار الفكاهة على شهر رمضان، بل يجب أن تشمل طيلة السنة، لخلق منافسة محلية، في أفق منافسة خارجية. وعن إمكانية الشروط المقدمة من قبل بعض الممولين والمدعمين للأعمال الكوميدية لمشاركة بعض الوجوه الفنية في عمل ما، أوضح العلمي الخلوقي، أنه ليست هناك أي شروط مقدمة. ودعا الكوميدي الخياري، إلى ضرورة تصوير الأعمال المعروضة في رمضان في أوقات مسبقة، مع تفادي مواصلة التصوير، خلال شهر رمضان، ما يمكن أن يؤثر على السير العام للعمل. وأشار الفنان المسرحي، مسعود بوحسين، في تدخله ضمن البرنامج، إلى التزام الفنان مع الجمهور، والتسلح بالمعالم الأساسية للعمل الدرامي. من جهته قال الفنان شفيق السحيمي، إنه يجب احترام اللغة في العمل، مبرزا أن تغيير الكلام ليس هو العامل الأساسي في الضحك. من جهته أوضح شيخ الكوميديين المغاربة، عبد الجبار الوزير، أنه لم تكن في الوقت السابق الإمكانيات المتوفرة حاليا، وهو ما يمكن الاستفادة منها في تطوير الأداء، مبرزا أنه في الوقت الحالي لم تعد هناك كوميديا مضحكة للجمهور. وخلص الخياري، أن الفنانين يعانون ظروفا صعبة، إذ أن غالبيتهم يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة، ما يجعلهم يقبلون على المشاركة في كافة الأعمال، رغم تباين مستوياتها. وعبر بوحسين، في ختام تدخله على أنه في الآونة الأخيرة، أضحى مجموعة من الناس يبحثون عن المال، بعيدا عن الجانب الفني. وفي الختام أشار محمد بوبو، مدير مساعد المعهد العالي للفن المسرحي، والتنشيط الثقافي، إلى أن الطلبة المتخرجين يتفاجأون في سوق الشغل من المستوى الحالي للأعمال الكوميدية، التي تعرض على القنوات الوطنية، إذ دعا في الوقت ذاته إلى ضرورة الرقي بالعمل المسرحي والدرامي، وتشجيع الشباب.