بعد سنوات من الانتظار، نقلت إدارة بايدن الأمريكية، اليوم الإثنين، عبد اللطيف ناصر من معتقل "غوانتانامو" الشهير بالخليج الكوبي إلى المغرب، وذلك بعدما ظل محتجزاً هناك منذ ماي 2002، أي حوالي 19 سنة. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أوقف إجراءات ترحيل عبد اللطيف ناصر إلى المغرب سنة 2016، رغم أنّ لجنة مكوّنة من ستّ وكالات استخباراتية أمريكية برّأته ووافقت على نقله إلى المملكة في متمّ ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، شرع الرئيس الأمريكي جو بايدن في إجراءات إغلاق معتقل غوانتانامو، ويأمل أن يتم إغلاقه بشكل نهائي بحلول نهاية السنة الأولى من ولايته. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نقل عبد اللطيف ناصر، البالغ من العمر 56 عاماً، من المعتقل سيئ الذكر، يعتبر أول علامة على وفاء بايدن بتعهده بإرسال سجناء "غوانتانامو" إلى بلدان أخرى تعد بضمان بقائهم تحت تدابير أمنية. وذكرت الصحيفة ذاتها أن المغربي الذي كان محتجزا في خليج غوانتانامو منذ 2002 ولم توجه له أي تهمة قط نقل إلى المغرب بضمانات أمنية من الرباط. وبخروج المغربي ناصر من سجن "غوانتانامو" الشهير يكون عدد السجناء المتبقين في الخليج الكوبي 39 معتقلاً، علما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية احتجزت هناك حوالي 675 سجيناً وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز". المصدر ذاته أكد أن القوات الأمريكية سلمت اليوم الإثنين المغربي عبد اللطيف ناصر إلى السلطات المغربية، وقال في تقرير له إن "عائلته تأمل تمكينه من العمل في شركة تنظيف حمامات السباحة الخاصة بشقيقه". وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، أمس الأحد، بينما كانت عملية نقل ناصر جارية، إن "الولاياتالمتحدة ممتنة للمملكة المغربية لاستعدادها لدعم الجهود الأمريكية الجارية لإغلاق معتقل خليج غوانتانامو". وكانت لجنة حكومية أمريكية وافقت في 11 يوليوز 2016 على إطلاق سراح عبد اللطيف ناصر، شرط إرساله إلى وطنه المغرب. وقال توماس أنتوني دوركين، محامي ناصر لأكثر من عقد من الزمان، إن موكله كان على وشك الإفراج عنه في أوائل عام 2017، لكن إدارة ترامب أوقفت حينها جميع عمليات نقل المعتقلين وأغلقت المكتب المكلف بالعملية في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يتفاوض حول الترتيبات الأمنية في مثل هذه الصفقات. ويُعدّ ناصر آخر مغاربة غوانتنامو الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية إبان غزوها أفغانستان شهورا بعد الأحداث الإرهابية التي تبناها تنظيم "القاعدة". ويعد المغرب واحدا من 52 دولة استفادت من ترحيل مُعتقليها من القاعدة الأمريكية؛ فيما بلغ عدد المرحّلين المغاربة بترحيل ناصر 14 شخصا، أولهم عبد الله تبارك بتاريخ 1 يوليوز 2003. وقضى عبد اللطيف ناصر، ابن مدينة الدارالبيضاء، ويحمل لقب "أبو الحارث"، نحو 19 سنة في زنازين غوانتنامو؛ وذلك بعدما ألقت عليه قوات التحالف، بزعامة الولاياتالأمريكية، القبض منتصف دجنبر من العام 2001 فاراً من القصف الأمريكي على أفغانستان، رفقة مجاهدين عرب، تم ترحيلهم آنذاك كأسرى حرب إلى القاعدة الأمريكية الشهيرة بقندهار، في 21 يناير 2002، ومن ثم إلى غوانتنامو في ماي من العام ذاته.