أنجزت مجموعة العمل الخاصة بالتقنين ووسائل الإعلام الرقمية بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، دليلا لاستخدام الإنترنت في كامل الأمان، وذلك في إطار تحسيس الشباب بأدوات ليقظة رقمية. ويراعي هذا العمل الشروط الجديدة لاستهلاك وسائل الإعلام من قبل الجمهور الناشئ، الذي تدخل حمايته ضمن انشغالات هيئة التقنين. وتقترح مجموعة العمل الخاصة بالتقنين ووسائل الإعلام الرقمية التفكير في نموذج مغربي للتنظيم الرقمي، مع الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الديمقراطية واحترام الإنسان، ومكافحة التحريض على الكراهية والعنف، علاوة على محاربة جميع أشكال التمييز وحماية الطفل وصدقية المعلومات وتعدد الآراء. في هذا السياق، قالت نرجس الرغاي، رئيسة مجموعة العمل الخاصة بالتقنين ووسائل الإعلام الرقمية عضو بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، إن "شبكة الإنترنت أضحت حقيقة اجتماعية تؤثر بشكل واضح على أنماط استهلاك المعلومة والصورة والصوت"، مضيفة أنه "يتعين مد الأطفال والشباب وأولياء أمرهم بالأدوات اللازمة للإبحار في الفضاء الرقمي، المليء بالمخاطر". وأكدت الرغاي أن استخدام الإنترنت في كامل الأمان، هو الهدف الرئيسي لهذا الدليل، مشيرة إلى أن الجمهور الناشئ معرض بشكل كبير لهذه الثقافات الرقمية التي تتجدد قواعدها ومعاييرها باستمرار، والتي تنتقل عبر المنصات الرقمية والمواقع الاجتماعية. ويقدم هذا الدليل، المتاح باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، أدوات تتيح تطوير حس التحقق من الخبر، التعرف على مضمون غير لائق، حماية المعطيات الشخصية وتجنب الوقوع في الإدمان الرقمي. كما يشرح الدليل أيضا من خلال رسوماته التوضيحية ومنهجيته البيداغوجية، مدى أهمية الحوار المبني على الثقة بين الأطفال وأولياء أمورهم في مجال الاستخدام المستنير للمضامين التي تقدمها شبكات التواصل الاجتماعي. ويتمحور هذا الدليل، الذي يشكل خارطة طريق، حول خمسة محاور، هي "الاتصال المفرط بالإنترنت والإدمان على الشبكة الرقمية"، و"تحديات الإنترنت التي تستهدف الشباب"، و"الاعتداء الجنسي على الأطفال واستغلالهم في إنتاج المواد الإباحية"، و"كيفية حماية البيانات الشخصية"، و"كيف تقوم بتدقيق المعلومات بمفردك؟". ويوصي مؤلفو الدليل بإدراك الشروط العامة لاستخدام المواقع للدراية بالطريقة التي سيتم بها استخدام البيانات الشخصية.