تقف المشاكل المالية حجر عثرة أمام فتح المطرح الجديد لردم نفايات مدينة الدارالبيضاء، رغم جاهزيته لاستقبال شاحنات نقل النفايات منذ ما يزيد عن خمسة أشهر. وموازاة مع هذا الأمر، ارتفعت حدة المخاطر التي تواجه سائقي شاحنات جمع ونقل النفايات بمدينة الدارالبيضاء، بسبب تهالك المسارات الطرقية داخل مطرح مديونة غير المراقب، وعدم تحمل هذا المرفق الكميات الكبيرة الواردة إليه من نفايات العاصمة الاقتصادية والأقاليم المجاورة. وتقف التكلفة المرتفعة لإقامة مشروع لمعالجة سوائل النفايات المتسربة من المطرح الحالي بمديونة، التي أصبحت تحتل مساحات كبيرة داخل وخارج المطرح، حجر عثرة أمام تبني هذا الحل في الوقت الحالي. ولم يستطع مجلس مدينة الدارالبيضاء وولاية جهة الدارالبيضاءسطات إيجاد حل لاستمرار إغلاق المطرح الجديد، رغم إعلان المجلس قبل أسابيع الانتهاء من أشغال تهيئة المرفق المستحدث بالمجاطية، الذي يمتد على مساحة 35 هكتارا وتطلب غلافا استثماريا يقارب 54 مليون درهم، ليعوض المطرح الحالي المتواجد بمنطقة مديونة. وساهم تأخر تسليم المستحقات المالية للشركة المشرفة على تدبير مطرح مديونة في تفاقم مشكل التخلص من النفايات، بعد توقف آلياتها يوم الجمعة الماضي عن ردم النفايات التي تحملها الشاحنات، ليتم دق ناقوس الخطر، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، الذي تتضاعف فيه الكميات التي ينتجها البيضاويون من النفايات، إذ تنتقل من 5 آلاف طن يوميا إلى ما يزيد عن 14 ألف طن يوم العيد. وقال مسؤول من "كازا بيئة" إن مشكل توقف آليات دفع النفايات داخل مطرح مديونة تم حله في اليوم نفسه، مع تأكيده أن موضوع تسديد مستحقات الشركة المشرفة على تدبير المطرح سيحل مع بداية الأسبوع الجاري. وأوضح المسؤول نفسه أن حل مسألة المستحقات المالية سيشمل الشركتين المشرفتين على تدبير مرفق جمع النفايات المنزلية بمجموع مقاطعات الدارالبيضاء، إذ سيتم تحويل المبالغ المستحقة لهما في الفترة نفسها، أي بداية الأسبوع الجاري. من جهته أكد مسؤول في المكتب المسير لمجلس جماعة الدارالبيضاء أن مرفق جمع النفايات بالعاصمة الاقتصادية يواجه إشكالا حقيقيا بسبب استمرار إغلاق المطرح الجديد التابع ترابيا لجماعة المجاطية، بفعل حسابات ضيقة. وأوضح المسؤول الذي يشغل منصب نائب عمدة مدينة الدارالبيضاء أن جماعة المجاطية لم تسلم بعد شهادة المطابقة للجهات المسؤولة بولاية جهة الدارالبيضاءسطات، قصد تمكينها من افتتاح هذا المطرح، من أجل الشروع في استغلاله بشكل رسمي، ووقف المعاناة اليومية لسائقي شاحنات نقل الأزبال بسبب المخاطر التي تتسبب فيها الحالة التقنية للمسالك الطرقية داخل المطرح. ويظل استغلال المطرح الجديد، الذي سينهي العديد من الإشكالات البيئية المتمثلة في عصارة النفايات (الليكسيفيا) والروائح الكريهة، مرتبطا بسداد مجلس جماعة الدارالبيضاء المستحقات المالية المترتبة عليه تجاه جماعة المجاطية أولاد طالب التابعة لإقليم مديونة. وقدرت مصادر من جماعة المجاطية، لهسبريس، نافية وجود أي حسابات ضيقة في معالجة ملف فتح المطرح الجديد، هذه المستحقات بثمانية ملايين درهم، يجب على مجلس العاصمة الاقتصادية تسديدها لفائدة الجماعة الترابية التي يتبع لها مطرح النفايات؛ آنذاك يمكن لجماعة الدارالبيضاء الشروع في عملية التحويل الفعلي لنشاط استقبال النفايات بالمركز الجديد الذي يمتد على مساحة 35 هكتارا. يشار إلى أن جهة الدارالبيضاء تنتج ما يزيد عن ثلث النفايات المنزلية بالمغرب، بمعدل يقارب 5480 طنا في اليوم، 70 منها في المائة تنتجها العاصمة الاقتصادية لوحدها، أي نحو 3700 طن يوميا.