مخاوف كثيرة تراكمها أيام ما قبل العيد، تسود بين مهنيي النقل الطرقي في المغرب، فبعد ازدياد أعداد الإصابات بالفيروس وتواتر البلاغات الحكومية، يتحسس المشتغلون في القطاع تضييقا جديدا على حركية التنقلات، يكبح انتعاشة تسجلها المناسبات الدينية. ويمني المهنيون النفس باستمرار منطق التخفيف مع التدبير الجيد للفترة الحرجة الحالية، خصوصا أن القطاع توقف لفترات طويلة عن الاشتغال، ومن شأن العطلة الصيفية وعيد الأضحى رفع مداخيل السفر على امتداد الشهرين القادمين. وفي المقابل، مع حلول عطلة الصيف التي تتزامن مع عيد الأضحى، تتخوف الأطر الصحية من ظهور بؤر جديدة تعيد الوضع الوبائي والصحي في بعض المدن إلى نقطة الصفر، لاسيما بعد قرار التخفيف والعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية. وفي السياق ذاته قرر مجلس الحكومة تمديد حالة الطوارئ الصحية شهرا إضافيا، إلى غاية 10 غشت المقبل، لمسايرة جهود المملكة المغربية المبذولة لمكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد. الصديق بوجعرة، رئيس الاتحاد النقابي الطرقي عن الاتحاد المغربي للشغل، أورد أن القطاع مازال يشكو من مشاكل متراكمة، خصوصا في ما يرتبط بالحالة الوبائية العامة، والطفرة التي شهدها فيروس كورونا في الآونة الأخيرة. وأضاف بوجعرة، في تصريح لجريدة هسبريس، أن عديد المحطات الطرقية توقفت بسبب الفيروس، ولم تتمكن من الاشتغال سوى قبل أشهر، معتبرا أن هذا التخوف هو الطاغي على المهنيين، خصوصا مع تواتر الأخبار حول سلالة "دلتا" وارتفاع عدد حالات الإصابة بها. وأوضح المتحدث ذاته أن المهنيين سيصعب عليهم الاشتغال مجددا في سياق إجراءات احترازية صارمة، مشيرا إلى أن التفكير كله منصب في هذا الهاجس، خصوصا أن وسائل النقل ستكون متوفرة، والعمل الأساسي للمهنيين هو ضمان استمرار التسعيرة العادية. وسجل بوجعرة أن السلطات مع الأسف غالبا ما تشتغل على وضع سيناريوهات لتدبير المرحلة دون إشراك المهنيين، مشيرا إلى أنه إلى حدود أيام قبل العيد لم يتم فتح حوارات على المستوى المركزي، في حين عقد لقاء واحد فقط انتهى بإعادة فتح محطة ولاد زيان بالبيضاء.