عادت الحملات التحسيسية التي تقودها السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني لتجوب شوارع وأزقة عدد من المدن المغربية، وذلك بعد تفاقم المؤشرات الوبائية خلال الأيام الماضية. وبدأت مكبرات الصوت تنتشر في التجمعات السكنية من جديد، لتدعو الناس إلى التزام الإجراءات الاحترازية من تباعد وارتداء للكمامات، والتلقيح، محذرة من انتكاسة وبائية مع عطلة الصيف، وعودة مغاربة العالم الذي يتزامن مع تفشي متحور "دلتا"، واقتراب عيد الأضحى. وعرفت الوضعية الوبائية في المغرب ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات النشطة بسبب تزايد الإصابات اليومية، مع ارتفاع الحالات الصعبة والحرجة بأقسام العناية المركزة والإنعاش، فضلا عن الارتفاع في نسبة ملء الأسرة، وظهور المتحور "دلتا"، وارتفاع نسبة إيجابية التحاليل، وسرعة انتشار الفيروس، وتسارع مؤشر توالد الحالات. وأمام هذا الوضع الذي يتفاقم يوما بعد يوم، بحيث قارب عدد الإصابات اليومية ألف حالة جديدة أمس السبت، تسابق وزارة الصحة الزمن من أجل العمل على تلقيح أكبر عدد ممكن، عبر فتح مراكز التلقيح أيام السبت والأحد، منبهة إلى أن حدوث انتكاسة وبائية محتمل جدا، في ظل التراخي الملحوظ في التقيد بالإجراءات الاحترازية. وتزامنا مع تنبيهات وزارة الصحة، عاد التشديد من جديد للشوارع المغربية، والحزم في تطبيق الإجراءات الاحترازية، مع دورية وجهها وزير الداخلية للولاة والعمال يدعوهم فيها لليقظة والاحترام الصارم للإجراءات الاحترازية، مع وضع خطة عمل لتوعية المواطنين من خلال حملات بالأماكن العامة. ومن جهته حذر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من أن الوضع الوبائي بات مقلقا، معلنا عن أن الحكومة ستعود لعقد اجتماعاتها عن بعد، نظرا لتفاقم الوضع الوبائي، ودعا العموم إلى احترام الإجراءات الموصى بها. وأمام هذه المؤشرات المقلقة والتدابير الصارمة، يسود تخوف كبير لدى المواطنين والمهنيين من العودة إلى الحجر الصحي، بما له من تداعيات اقتصادية واجتماعية ونفسية، وغيرها. وعبر عدد من المهنيين عن عدم قدرتهم على تحمل العودة إلى حجر صحي، خاصة وأن عددا من القطاعات لا تزال تحاول استعادة عافيتها من جراء الحجر الصحي قبل أشهر، والتدابير التي قيدت الحركة الاقتصادية. ويعيش مهنيو عدد من القطاعات التي لم تستأنف نشاطها إلا قبل شهر، مثل قاعات الحفلات والمهن المرتبطة بها ودور السينما والمسارح، والشواطئ التي تشكل مصدر رزق موسمي لعدد من الأسر، حالة من التخوف من عودة الحجر الصحي، أو قرار إغلاقها من جديدة، خاصة وأن فترة الصيف تشكل انتعاشة اقتصادية لهم. كما يضع الصناع التقليديون ومهن ترتبط بالمناسبات كعيد الأضحى يدهم على قلوبهم، مخافة الإعلان فجأة عن العودة للحجر الصحي، الذي يعني القضاء نهائيا عليهم، بعد أشهر طويلة من التحمل. وكانت السلطات المغربية قد أعلنت عن تخفيف عدد من الإجراءات المتخذة، بسبب تحسن الحالة الوبائية، محذرة من العودة للتشديد في حال تفاقم المؤشرات الوبائية أو حصول انتكاسة وبائية.