استطاع الملك الراحل محمد الخامس، وهو الراقد في ضريحه بحي حسان الرباطي منذ 52 عاما، أن يجمع ثلة من السياسيين والمسؤولين الأمنيين والعسكريين الذين توافدوا بكثرة، مساء الجمعة، للترحم على روحه، بعد أن بادر الملك محمد السادس إلى الترحم على قبر جده. وجمعت ذكرى وفاة محمد الخامس بين قياديين حزبيين فرقت بينهم سبل السياسة ذات يوم، حيث شوهد صلاح الدين مزوار الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهو يتجاذب أطراف حديث طويل مع "غريمه" مصطفى المنصوري الزعيم السابق لحزب "الحمامة". وتجسد نفور حزب الاستقلال من ابنه "العاق" محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، خلال مجريات استقبال الوفود التي زارت ضريح محمد الخامس، حيث كان وفد الاستقلال متضمنا لأمينه العام حميد شباط، وعبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية لحزب "الميزان"، ووجوه استقلالية أخرى. وبالمقابل ظهر الوفا بعيدا عن وفد "الاستقلال"، وقريبا من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وصَحبه، حيث شوهد الطرفان وهما يتبادلان حديثا بدا مهما من خلال جدية سحنتهما، وقد لا يخلو من التعليق على تداعيات رفضه الانصياع لقرار "الاستقلال" الانسحاب من الحكومة، وتوجه حزبه نحو "طرده" قريبا. وتميز تخليد ذكرى وفاة محمد الخامس بتواجد سياسيين "استقالوا" من المشهد السياسي، على الأقل في ظاهره، حيث حضر كل من أحمد عصمان، الوزير الأول الأسبق ومؤسس "التجمع الوطني للأحرار، ومولاي اسماعيل العلوي الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، وأيضا محمود عرشان الأمين العام السابق ومؤسس الحركة الديمقراطية الاجتماعية. وحظيات شخصيات بعينها، دون غيرها، باهتمام الحاضرين لضريح محمد الخامس من عموم الناس والزوار، خاصة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي تحلقت حوله جموع من زوار ضريح محمد الخامس، واستقبلهم بكثير من الحبور والتواضع، وأيضا مولاي اسمياعل العلوي الذي حظي هو الآخر باهتمام الحاضرين. وحضر المناسبة ذاتها العديد من وزراء الحكومة، ومن بينهم نبيل بنعبد الله، ولحسن حداد، و سعد الدين العثماني، وعبد الله باها، ولحسن الداودي، فضلا عن مسؤولين عسكريين، على رأسهم الجنرال دوكوردارمي حسني بنسليمان، ووجوه عسكرية وأمنية رفيعة المستوى، علاوة على حضور فنانين مغاربة من ممثلين ومغنين أيضا.