لم تتأخر جمعية "بيت الحكمة"، التي تترأسها خديجة الرويسي النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، في الرد على ما نُسب إلى الشيخ حسن الكتاني أحد رموز التيار السلفي بالمغرب، معتبرا تصريحاته الأخيرة بكونها "تعادي الإنسان والتاريخ، وتكرس طبائع الاستبداد لدى الحاكمين". وكان الكتاني قد نشر أخيرا على صفحته الفايسبوكية ما قال إنها دروس مستقاة من الحدث المصري، ومنها أن "الديمقراطية نظام علماني لا يصلح للمسلمين"، وأيضا قوله "الذي يحكم يجب أن يكون حازما قويا"، و "أن الحدود الشديدة شرعت لردع الجناة وترهيب غيرهم ". واعتبر بيت الحكمة، في بلاغ توصلت به هسبريس، بأن الكتاني برؤيته تلك للديمقراطية "لا يعادي القيم الكونية للإنسانية فقط، بل وضع نفسه ضد حركية التاريخ مع ما راكمته البشرية من تطورات، وتقدم مذهل في شتى المجالات على مر العصور"، مشيرا إلى أنه تصريح "يترجم العداء الدفين لقيم التعددية والاختلاف". ولم يتوقف بلاغ الجمعية عند هذا الحد، بل اعتبر "خرجة" الكتاني تلك مؤشرا على ما سمته "الطابع الحربائي للفكر السلفي الذي يعلن القيام ب"مراجعات" فكرية دون تحقيق ذلك عمليا"، مردفة بأنها تصريحات تعكس "الإيديولوجية التحكمية التي ينبني عليها هذا الفكر الذي يشرعن الاستبداد والترهيب والطغيان باسم الدين، إلى درجة إباحة التقتيل والعنف، وتبرير هيمنة الحاكم المستبد باسم ما يسميه الكتاني "هيبة الدولة". وذهبت الجمعية إلى أن "المرجعية التي تستند عليها تصريحات الكتاني تعادي أسس الدولة المدنية القائمة على التداول الديمقراطي والسلمي على السلطة، كما تختبئ وراء الدين لتبرير الهيمنة السياسية والحكم الشمولي، وتريد إرجاع البشرية قرونا إلى الوراء" بحسب تعبير "بيت الحكمة". وحذر المصدر ذاته من "خطورة هذا النوع من التفكير الذي يتنكر للتاريخ، ويعادي مكتسبات المجتمع العصري، ويذكي فتيل الفتنة والتطرف ضدا على القيم الإنسانية النبيلة القائمة على الحوار والانفتاح ونبذ العنف والاستبداد، أيا كان نوعه ومنطلقاته، يقول بلاغ جمعية الرويسي.