بعد التساؤلات التي برزت جراء غياب ملف الصحراء المغربية عن الإعلان الذي عقب اجتماع أنتوني بلينكن، كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ذكرت مصادر أمريكية أن إدارة بايدن لا تنوي التراجع عن قرار دونالد ترامب بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء. وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن بريت ماكغورك، منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أجرى، منذ أيام، اتصالا بناصر بوريطة وأكد له أن الإدارة الأمريكية لن تتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء. وطالب المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الوزير بوريطة بتأييد تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء، "لتجديد العملية الدبلوماسية حول النزاع والمضي قدما في عملية التطبيع مع إسرائيل"، وفق المصدر ذاته. وأضاف الموقع الأمريكي أن "المغرب يخطط لإتمام عملية التطبيع مع إسرائيل من خلال تحويل مكتب الاتصال في تل أبيب إلى سفارة رسمية في المستقبل القريب". وكان دافيد فيشر، السفير الأمريكي السابق بالمغرب، أكد لهسبريس أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل لا تقف عند حدود فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب؛ بل إن هذه الخطوة ستتطور إلى فتح السفارتين قريباً. وأوضح "Axios" أن تحول مكتب الاتصال المغربي إلى سفارة في إسرائيل "قد يكون أول إنجاز ملموس في جهود إدارة بايدن لتعزيز ودعم اتفاقيات التطبيع الموقعة في عهد ترامب بين إسرائيل والعالم العربي". المنبر الاعلامي ذاته اعتبر أن عدم مسارعة المغرب إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل قد يكون مرتبطا برغبة الرباط في الاحتفاظ ب "ورقات مساومة" إذا نظرت الإدارة الأمريكية في التراجع عن قرار الاعتراف بالصحراء. جدير بالذكر أن ديفيد كوفرين، القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، أكد، في حوار سابق مع هسبريس، أن الإدارة الأمريكيةالجديدة لن تتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء الذي جاء في إطار اتفاق ثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب. وقال السفير كوفرين إن هذا الاتفاق هو "رزمة واحدة. وكما هو معروف، الإدارات الأمريكية، على مر التاريخ الأمريكي، أيدت ودعمت العلاقات السلمية بين دولة إسرائيل والعرب بشكل عام، وخاصة العلاقات السلمية بين إسرائيل والمغرب". واستبعد الدبلوماسي الإسرائيلي ذاته سيناريو تراجع المغرب عن استئناف العلاقات مع إسرائيل في حالة تراجع الإدارة الأمريكية عن الاعتراف بمغربية الصحراء. وكان المنبر الأمريكي "أكسيوس" قد كشف، بعد أول مكالمة جمعت وزير الخارجية الأمريكي بنظيره المغربي، في 30 أبريل الماضي، أن بلينكن أبلغ بوريطة بأن إدارة بايدن لا تنوي التراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء؛ غير أن متحدثا باسم الخارجية الأمريكية أوضح، في جواب عن سؤال صحافي سابق، أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تتخذ قرارا بشأن اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء. وقال المتحدث، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار. نجري مشاورات بشكل خاص مع الأطراف حول أفضل طريقة للمضي قدما، وليس لدينا أي شيء إضافي لنعلنه".