أياما بعد مناورات الأسد الإفريقي، عادت القوات المغربية لخوض غمار المران العسكري بعيدا عن الأراضي الوطنية هذه المرة؛ إذ انتقلت صوب منطقة البحر الأسود للمشاركة في مناورات "نسيم البحر" الضخمة بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتشارك أربع دول عربية، هي المغرب والإمارات وتونس ومصر، إلى جانب 28 دولة أخرى، في مناورات "نسيم البحر" التي تنطلق اليوم الاثنين بمنطقة البحر الأسود، وتوصف بأنها الأكبر من نوعها في المنطقة منذ عام 1997. ويشكل التواجد المغربي في هذه المناورات البحرية تحديا آخر على مستوى التوازنات الاستراتيجية، خصوصا في غياب المارد الروسي والزيارات المتوالية التي يقوم بها العسكر الجزائري إلى العاصمة موسكو تفاعلا مع مناورات "الأسد الإفريقي" الماضية. محمد الطيار، خبير عسكري واستراتيجي، قال إن هذه التدريبات العسكرية البحرية، "ستشمل الحرب البرمائية وعمليات الغطس وعمليات الاعتراض البحري والحرب ضد الغواصات وعمليات البحث والإنقاذ، وهي فرصة كبيرة للبحرية الملكية لإبراز حرفيتها، فضلا عن تبادل الخبرات ومواكبة التطورات الحاصلة والتقنيات الجديدة التي عرفها هذا الميدان"، مشيرا إلى أن هذه المناورات تأتي بعد النجاح الكبير لمناورات "الأسد الإفريقي" في المغرب. وأضاف المتحدث أن "هذه الأمور دفعت رأس النظام العسكري الجزائري شنقريحة إلى الهرولة إلى روسيا، بعدما بينت المناورات أن تحالفا عسكريا استراتيجيا أصبح يجمع المغرب والولاياتالمتحدة، وقد تأكد الأمر بشكل ملحوظ بعد دعوة المغرب للمشاركة في مناورات نسيم البحر التي تجري في منطقة تعرف المنافسة بين أمريكاوروسيا". واعتبر الطيار أن مشاركة البحرية المغربية إلى جانب قوات الحلف الأطلسي وإسرائيل ودول عربية، "يبرز أن المغرب يعد حليفا مهما وقوة إقليمية حاضرة بقوة على الساحة الدولية"، مشددا على أن "حجم هذه المناورات في البحر الأسود يشكل ازعاجا كبيرا لروسيا". وأفاد الخبير العسكري بأن موسكو "أعلنت عن ازعاجها بشكل صريح، خاصة وأن المناورات جاءت مباشرة بعد تصاعد التوتر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا في المنطقة. لذلك، فحضور المغرب في هذه المناورات يشكل أيضا ضغطا على النظام العسكري الجزائري، باعتبارها تستهدف في الأساس حليفه الروسي".