واصلت بعض الملفات حضورها بقوة داخل أعمدة أهم الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، كملف الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية في القدس الشريف وتماديها الاستيطاني بمنطقة النقب، والأزمة السورية، وتطورات المشهد السياسي بكل من مصر وسورية واليمن ولبنان. وفي هذا الصدد، تابعت الصحف العربية الصادرة من لندن تطورات المشهد السياسي في مصر، لاسيما في أعقاب زيارة أول مسؤول من الإدارة الأمريكية للقاهرة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي. ونقلت صحيفة (الحياة)، في هذا السياق، عن مساعد وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز قوله إن الولاياتالمتحدة "لن تحاول فرض نموذجها على مصر ولن تدعم أطرافا أو شخصيات بعينها"، مشيرة إلى أن زيارة المسؤول الأمريكي تزامنت مع دخول مشاورات تشكيل الحكومة المصرية الجديدة طورها النهائي، في ظل التوقعات التي تفيد بأن التشكيلة الجديدة ستؤدي اليمين القانونية مساء اليوم أو صباح الغد. ومن جهتها، نقلت صحيفة (الشرق الأوسط) تأكيد المسؤول الأمريكي على أن "المصريين فقط هم من يقررون مصيرهم ومستقبلهم ويرسمون طريق الديمقراطية الخاص بهم"، وأن واشنطن ملتزمة بمساعدة مصر على تحقيق ديمقراطيتها. أما صحيفة (القدس العربي)، فتطرقت إلى التحذير الذي وجهته القوات المسلحة المصرية من أي محاولات للاقتراب أو محاولة اقتحام أي من المنشآت العسكرية أو المنشآت الحيوية، مؤكدة أنها ستقابل مثل هذه المحاولات بمنتهى الشدة والحزم والقوة، وفي إطار القوانين التي تكفل أمن وسلامة الدولة ومنشآتها المختلفة. وبالإمارات العربية المتحدة، ركزت الصحف على عدة مواضيع سياسية دوليةº أبرزها مستجدات الأزمة السورية والصعوبات التي تواجه المرحلة الثانية من الحوار الوطني اليمني. وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة (البيان) أنه "كلما تأخر حسم الموقف الدولي من الأزمة السورية انفتحت على أفق مجهول ينذر بالمزيد من الكوارث على الشعب السوري أولا وعلى عموم المنطقة ثانيا". وأشارت إلى أن الأمور باتت "تسير من سيئ إلى أسوأ على كافة الأصعدة في سورية طالما بقي الموقف الدولي مترددا مما سمح للمزيد من القوى التدميرية بالتسلل إلى البلاد واتخاذها قاعدة لها إضافة إلى الاعتداء على مطالب السوريين الذين ينادون برحيل النظام ومحاسبة أزلامه على الجرائم التي اقترفوها في حق الشعب". من جهتها، كتبت صحيفة (الخليج) أنه رغم بدء المرحلة الثانية من الحوار الوطني اليمني فإن "عقبات سياسية لا تزال تعيق التوصل إلى صيغة محددة لشكل النظام كما أن الوضع الأمني لم يستقر بعد من جراء وجود بؤر مسلحة في مناطق عدة تعمل على التخريب وتمارس الاغتيال لمنع الجهود المبذولة من أجل وضع اليمن على طريق الاستقرار السياسي والأمني". وأضافت الصحيفة أن اليمنيين "يدركون كما غيرهم أن الوحدة هي الملاذ وخشبة الخلاص شرط وضع أسسها الصحيحة وتحديد مقوماتها وضوابطها وشكلها لأن البديل هو الانقسام والضعف، ولعل ما يواجهه اليمن (...) هو الافتقار إلى الوحدة والتماسك ما يسهل على الأعداء في الداخل والخارج مهمة تحقيق أهدافهم ومشاريعهم". وبقطر، ركزت الصحف على ثلاثة قضايا تستأثر باهتمام الرأي العام العربي والدولي في مقدمتها الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية في القدس الشريف ،وتطورات المشهد السياسي المصري، وتنامي أعمال العنف في العراق . وهكذا، شددت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها على أن التصعيد الإسرائيلي الأخير ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى "تتطلب من منظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماع عاجل لبحث سبل حماية المقدسات الفلسطينية خاصة في ظل الصمت الدولي تجاه ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاتها للمقدسات والحقوق العربية في الأراضي الفلسطينية وبخاصة في مدينة القدس". ولاحظت الصحيفة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في مخططاتها الرامية "ليس لتهويد المسجد الأقصى المبارك فحسب بل تهويد فلسطين التاريخية بأكملها وتهجير المواطنين العرب منها حيث أقرت حكومة الاحتلال ما يسمى (خطة برافر) التي تقضي بمصادرة نحو 700 ألف دونم من أراضي بدو النقب وإزالة نحو أربعين قرية بدوية، وهو مخطط تهجيري خطير يستهدف الوجود الفلسطيني على الأرض، مطالبة المجتمع الدولي بالانحياز إلى حقوق العرب الفلسطينيين في صحراء النقب والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي "لوقف هذا المخطط العنصري الذي يعد نكبة ثانية لمواطني النقب". في الشأن المصري ، أثارت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، الانتباه إلى أن مصر "تقف أمام مفترق طرق، وشعبها يسعى لحصد ثمار ثورته، ليحكم نفسه بنفسه، دون وصايا من أي طرف"، معتبرة أن المرحلة الحالية التي تشهدها مصر "تتطلب الحكمة من كافة الأطراف، وإدارة حوار وطني ينتقل بالجميع من مربع الاختلاف إلى مرحلة التوافق، وهذا يتطلب تنازلات لصالح الوطن". وبخصوص تنامي أعمال العنف مؤخرا في العراق، حذرت صحيفة (الوطن ) من أن بلاد الرافدين "ستغرق بنهر من الدم إذا انجرت إلى الطائفية"، معربة عن اعتقادها بأن "لا مخرج يلوح في الأفق للخروج من دوامة القتل والدم". وطالبت الصحيفة "بوقفة شجاعة، يتحكم فيها العقل، وتتعالى فيها المصالح العليا، على ما دونها من مصالح ضيقة، سواء كانت هذه المصالح، سياسية، أو جهوية، أو مذهبية، أو طائفية"، مسجلة أن العراق "دولة من التنوع البديع، ولا يمكن لأي دولة تقوم على التنوع، أن تقصي فيها كيانات سياسية كيانات أخرى، ولا يمكن لأي طائفة أن تعزل عن المشاركة طائفة أخرى". وبالأردن، خصصت الصحف حيزا واسعا من اهتماماتها للإضراب الذي خاضه سكان منطقة النقب بالأرضي الفلسطينيةالمحتلة عام 48، احتجاجا على خطة إسرائيلية تقضي بالاستيلاء على أراضيهم وتهجيرهم منها في أفق تهويدها. فتحت عنوان "نكبة جديدة لفلسطينيي 48"، كتبت صحيفة (العرب اليوم) أن "مدنا عربية عدة في إسرائيل شهدت أمس تظاهرات وإضرابات، احتجاجا على "خطة برافر" التي تقضي بمصادرة نحو 800 ألف دونم من أراضي بدو النقب، وإزالة نحو 40 قرية بدوية غير معترف بها"، مما يعني أن يتم حصر العرب الذين يشكلون 30 في المائة من سكان النقب في 1 في المائة فقط من أراضي هذه المنطقة، مضيفة أن التظاهرات تخللتها صدامات بين شرطة الاحتلال والمتظاهرين في النقب، أدت إلى اعتقال 15 متظاهرا . وذكرت بأن حوالي 200 ألف من البدو يعيشون في إسرائيل، أكثر من نصفهم في قرى بصحراء النقب ولا يستفيدون من الخدمات البلدية، مثل المياه والكهرباء، لأن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بهم، ويعانون من شح الخدمات الصحية والتعليمية. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الغد) أن "معركة الحفاظ على الأرض من التهويد والاستيطان، تحتل الأولوية لدى الفلسطينيين في فلسطينالمحتلة، ومن المنطق أن تحتل الأولوية لدى كل الفلسطينيين والعرب، فهي المعركة التي يجب خوضها حتى النهاية، ومهما كانت التضحيات. فمصادرة الأراضي العربية هي الخطوة الأولى في المخططات الإسرائيلية لتهويد الأراضي العربية، أو ما تبقى منها. ويلي هذه الخطوة بالضرورة اقتلاع الفلسطينيين، وتهجيرهم من أراضيهم". أما صحيفة (الدستور)، فكتبت تحت عنوان "نكبة النقب الثانية"، أن خطة "برافير" هي بالنسبة للصهاينة خطة خاصة بتنظيم إسكان البدو في النقب جنوب إسرائيل، لكنها في حقيقة الأمر كارثة كونية تحل على رؤوس أهل النقب العرب، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بعملية تهويد مستمرة لما بقي من أراض عربية في يد الفلسطينيين، الذين يواجهون أعتى احتلال استيطاني اقتلاعي شهده التاريخ، وأن "إسرائيل لم تكن لتجرؤ على مجرد التفكير في مشروع كهذا، لو وجدت من العرب من يوقفها عند حدها، أو على الأقل من يترك لأهل فلسطين الفرصة أن يواجهوا عدوهم بدون تآمر وخذلان". بدورها، كتبت صحيفة (السبيل) أن هذا المشروع ما هو إلا جزء من السياسات "التطهيرية" التي تمارسها إسرائيل تجاه العرب في فلسطين التاريخية وفي أي بقعة منها، وهي ماضية في مشروعها غير عابئة بردøات فعل العرب. وبلبنان، ما يزال الوضع الداخلي يطغى على اهتمامات الصحف، إلى جانب الأوضاع في مصر وسورية، خاصة بعد فشل عقد الجلسة العامة للمجلس النيابي، التي دعا لها رئيس المجلس نبيه بري اليوم، بسبب تعطيل كتلتين نيابيتين (تيار المستقبل وتكتل التغيير والإصلاح) النصاب القانوني. وبهذا الخصوص، أوضحت (المستقبل) أن "مصير الجلسة التشريعية لن يختلف عن الجلسات السابقة التي دعا لها بري مطلع الشعر الحالي من حيث التأجيل المحتوم، تبعا للمعطيات التي لم تتبدل، ففريق 14 مارس (معارضة سابقة) مصمم على مقاطعة الجلسة بسبب عدم دستوريتها وعدم شرعية جدول أعمالها المثقل ببنود غير طارئة، وكتلة النائب ميشال عون تعتبرها دستورية وشرعية ومع ذلك ستقاطعها لعدم موافقتها على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان". ومن جهتها، قالت (السفير) إنه "لم يسجل أي لقاء أو مسعى ، بل لم يسمع عن اتصالات أو حتى وساطة، ولم ترصد حركات موفدين بين المقار الرسمية والقيادية، لحلحلة أزمة الحكومة ومعضلة الجلسة التشريعية واستحقاقي الفراغ المقبلين في أعلى منصبين في قيادة الجيش ... فقط مواقف وتصعيد وتراشق الاتهامات بالتعطيل"، موردة في هذا الصدد تبادل الاتهامات والحملات المركزة بين (حزب الله) و(تيار المستقبل) حول أسباب تعطيل تشكيل الحكومة. ورأت (النهار) أنه "لن يكون غريبا أن تتحول مأدبة الإفطار التي يقيمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مساء اليوم بقصر بعبدا، حدثا يجمع الزعماء السياسيين والدينيين والشخصيات الرسمية والسياسية، نظرا إلى ندرة المناسبات التي تضم الأطياف والقوى السياسية الداخلية في مرحلة انسداد وانقطاع جسور التواصل على نحو غير مسبوق"، مذكرة بأن الإفطار سيأتي عقب سقوط محاولة جديدة لانعقاد مجلس النواب قبل ظهر اليوم. وبليبيا، شكل السجال الدائر بخصوص قانون انتخاب اللجنة التأسيسية لوضع الدستور وقضية المصالحة الوطنية وتداعيات الاعتصامات المتواصلة ببعض المرافق النفطية أبرز اهتمامات الصحف. وتطرقت صحيفة (ليبيا الاخبارية) الى النقاش المحتدم بخصوص قانون انتخابات (لجنة الستين) التي ستتولى وضع دستور دائم للبلاد، وخاصة في الجانب المتعلق بتمثيلية بعض الفئات والمكونات الثقافية والعرقية. وأوضحت الصحيفة أن الجدل بين أعضاء المؤتمر الوطني الذي من المقرر أن يصوت اليوم على قانون انتخاب اللجنة ينحصر في ثلاثة مواد تتعلق إحداها بتمثيلية النساء، مشيرة إلى أن معظم عضوات المؤتمر الوطني العام سبق أن انسحبن من إحدى الجلسات احتجاجا على عدم الموافقة على تخصيص "كوتا" لهن ضمن اللجنة التأسيسية ضمانا لحقوقهن في هذا الاستحقاق الهام. وأفادت الصحيفة بأن "بعض الأطراف" في المؤتمر الوطني العام "تمارس كل أشكال الضغط لحمل عضوات المؤتمر على التنازل عن مطلب تمثيل كل مكونات الشعب الليبي وفئاته داخل اللجنة التأسيسية". واهتمت صحيفة (فبراير)، من جانبها، بموضوع المصالحة الوطنية الذي اعتبرت السعي إليه "واجبا وطنيا"، وخاصة بعد المواجهات الأخيرة بالعاصمة طرابلس بين سرايا الثوار التابعة لشرعية الدولة والتي خلفت خسائر بشرية ومادية. واستقت الصحيفة تصريحات لعدد من القادة الميدانيين للجنة المصالحة الوطنية الذين قدموا مبادرة لنزع فتيل الخلاف بين هذه الكتائب من خلال طاولة الحوار، مبرزة أن هذه المبادرة لاقت قبولا من قبل الأطراف المتنازعة. وتوقفت صحيفة (ليبيا الجديدة) عند وضعية قطاع النفط في البلاد على خلفية الاعتصامات المتكررة في عدة مرافق نفطية، ومن ضمنها حلق "الزويتينة" شرق البلاد الذي أدى توقف العمل به إلى عجز في إنتاج الكهرباء وتكبد الدولة خسائر مالية كبيرة. واوردت الصحيفة، في هذا الصدد، تصريحات لوكيل وزارة النفط والغاز عمر الشكماك، أعلن فيها أن العمل بهذا الحقل النفطي سيستأنف " خلال الأيام القادمة". وبليبيا، شكل السجال الدائر بخصوص قانون انتخاب اللجنة التأسيسية لوضع الدستور وقضية المصالحة الوطنية وتداعيات الاعتصامات المتواصلة ببعض المرافق النفطية أبرز اهتمامات الصحف. وتطرقت صحيفة (ليبيا الاخبارية) الى النقاش المحتدم بخصوص قانون انتخابات (لجنة الستين) التي ستتولى وضع دستور دائم للبلاد، وخاصة في الجانب المتعلق بتمثيلية بعض الفئات والمكونات الثقافية والعرقية. وأوضحت الصحيفة أن الجدل بين أعضاء المؤتمر الوطني الذي من المقرر أن يصوت اليوم على قانون انتخاب اللجنة ينحصر في ثلاثة مواد تتعلق إحداها بتمثيلية النساء، مشيرة إلى أن معظم عضوات المؤتمر الوطني العام سبق أن انسحبن من إحدى الجلسات احتجاجا على عدم الموافقة على تخصيص "كوتا" لهن ضمن اللجنة التأسيسية ضمانا لحقوقهن في هذا الاستحقاق الهام. وأفادت الصحيفة بأن "بعض الأطراف" في المؤتمر الوطني العام "تمارس كل أشكال الضغط لحمل عضوات المؤتمر على التنازل عن مطلب تمثيل كل مكونات الشعب الليبي وفئاته داخل اللجنة التأسيسية". واهتمت صحيفة (فبراير)، من جانبها، بموضوع المصالحة الوطنية الذي اعتبرت السعي إليه "واجبا وطنيا"، وخاصة بعد المواجهات الأخيرة بالعاصمة طرابلس بين سرايا الثوار التابعة لشرعية الدولة والتي خلفت خسائر بشرية ومادية. واستقت الصحيفة تصريحات لعدد من القادة الميدانيين للجنة المصالحة الوطنية الذين قدموا مبادرة لنزع فتيل الخلاف بين هذه الكتائب من خلال طاولة الحوار، مبرزة أن هذه المبادرة لاقت قبولا من قبل الأطراف المتنازعة. وتوقفت صحيفة (ليبيا الجديدة) عند وضعية قطاع النفط في البلاد على خلفية الاعتصامات المتكررة في عدة مرافق نفطية، ومن ضمنها حلق "الزويتينة" شرق البلاد الذي أدى توقف العمل به إلى عجز في إنتاج الكهرباء وتكبد الدولة خسائر مالية كبيرة. واوردت الصحيفة، في هذا الصدد، تصريحات لوكيل وزارة النفط والغاز عمر الشكماك، أعلن فيها أن العمل بهذا الحقل النفطي سيستأنف " خلال الأيام القادمة". وبتونس، اهتمت الصحف بمواضيع وطنية، من قبيل انتهاء المجلس التأسيسي من المناقشة العامة لمشروع الدستور ومواصلة الرئيس منصف المرزوقي للمشاورات مع الأحزاب السياسية في أفق إيجاد توافق حول خارطة طريق لما تبقى من المرحلة الانتقالية. وأبرزت كل من صحف (الشروق) و(الصباح) و(الصريح) إنهاء المجلس التأسيسي أمس جلساته التي خصصها للمناقشة العامة لمشروع الدستور، الذي أحيل إلى "لجنة التوافقات" التي تضم مختلف الحساسيات السياسية الممثلة في المجلس من أجل العمل على إيجاد توافق حول القضايا الخلافية، قبل أن ينتقل المجلس في مرحلة لاحقة إلى مناقشة الوثيقة الدستورية والتصويت عليه. وأشارت هذه الصحف إلى أن نواب المعارضة وجهوا خلال الجلسة العامة، التي عقدها المجلس التأسيسي أمس، انتقادات لمشروع الدستور التي يرى بعضهم أنها " لا ترقى إلى تطلعات التونسيين لبناء نظام ديمقراطي حداثي". كما تميزت هذه الجلسة، تضيف الصحف، بإعلان النائب المعارض عن (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين)، أحمد الخصخوصي استقالته من المجلس مباشرة على الهواء احتجاجا على ما اعتبره "تحريفا" للصيغة المتفق عليها في إطار اللجان التأسيسية للمجلس، خاصة البنود المتعلقة بالسلطة القضائية، قصد "ضمان، كما قال، خضوع القضاء للسلطة التنفيذية". ومن جهة أخرى، أبرزت الصحف مواصلة الرئيس التونسي منصف المرزوقي مشاوراته مع ممثلي أحزاب الأغلبية والمعارضة في أفق "بلورة ملامح خارطة طريق لبقية المرحلة الانتقالية". وأكد ممثلو هذه الأحزاب خلال هذه اللقاءات، تضيف هذه الصحف، على "ضرورة إيجاد توافق حول القضايا الخلافية من أجل اختصار ما تبقى من المرحلة الانتقالية عبر الإسراع بالمصادقة على دستور يحظى بإجماع كافة الأطراف والاستعداد لتنظيم مختلف الاستحقاقات الانتخابية القادمة، إلى جانب إيجاد الطرق الكفيلة بتنقية الوضع السياسي في البلاد". وبالجزائر، واصلت الصحف الاهتمام بالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال لمنطقة القبائل، الأولى من نوعها لرئيس الحكومة منذ سنوات مضت، وارتفاع معدل الجريمة في البلاد. في هذا الصدد، وصفت يومية (لكسبرسيون) بالطابع "الاستثنائي" لزيارة الوزير الأول لتيزي وزو. وأشار كاتب المقال أن الحاجة إلى الاستماع والرعاية كانت لسان حال ساكنة المنطقة لسنوات، أما الشباب فقد "ضاقوا ذرعا، ليس فقط بالفقر، وإنما أيضا بإحساس المهانة والاحتقار والإقصاء من قبل الدولة"، مستحضرة إلى جانب ظاهرة الفقر المتزايد، آفات أخرى كالبطالة وتنامي الجريمة والركود الاقتصادي. ومن جهتها، أوضحت (مون جورنال) أن رهان هذه الزيارة كبير بالنظر إلى آثارها السياسية والانتخابية في المرحلة الحالية من الفراغ المؤسسي، ما قبل الانتخابات، بعدما توقفت زيارات المسؤولين للمنطقة منذ 1984 حين زارها الرئيس الشاذلي بنجديد. أما يومية (لوجور دالجيري) فلاحظت أن الأمر يتعلق بحدث سياسي واقتصادي هام بالنسبة لهذه الولاية التي، برأي الجريدة، فاتها قطار التنمية نتيجة دوران اقتصادي بطيء، إن لم يكن متوقفا منذ سنوات، ومعدل بطالة مرتفع بما فيه الكفاية، وعمليات اختطاف متكررة كانت سببا في فرار الاستثمارات إلى ولايات أخرى، وتحويل منطقة القبايل إلى "مرتع للإرهابيين واللصوص وقطاع الطرق". أما بالنسبة لصحيفة (ليبيرتي) فاهتمت بإحصائيات للدرك الجزائري، تم نشرها أمس الاثنين، وأظهرت ارتفاع معدل الجريمة في البلاد. وفي هذا الصدد، كتبت الصحيفة أنه بتنفيذ الدرك لمائتي عملية توقيف يوميا، ناهيك عن العمليات المنفذة من قبل الأمن الوطني، فإن "المجتمع بأسره هو من يصبح رهن الاعتقال"، داعية إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة. ومن جانبها، حذرت (لكسبريسيون) من التنامي المقلق لمعدل الجريمة بجميع أشكالها، داعية في هذا السياق إلى تظافر الجهود على جميع المستويات للحد من ظاهرة انتشار المخدرات خاصة والتهريب.