تظاهر نشطاء موالون لجبهة البوليساريو الانفصالية وآخرون إسبان، اليوم السبت في العاصمة الإسبانية مدريد، للضغط على حكومة بيدرو سانشيز قصد دعم مطلب الجبهة ب"إجراء استفتاء تقرير المصير". شاركت في هذه المسيرة، التي تأتي في ظل التوتر الدبلوماسي القائم بين المغرب وإسبانيا، أحزاب يسارية إسبانية معروفة بمواقفها الداعمة للطرح الانفصالي، وخاصة حزب "بوديموس" والحزب الشيوعي. وقالت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" إن عدد المشاركين في التظاهرة يقدر بحوالي 3 آلاف شخص، غير أن مقاطع الفيديوهات والصور المنتشرة على المنابر الإعلامية الإسبانية أظهرت أن العدد أقل بكثير من المعلن. واستغلت جبهة البوليساريو التوتر القائم بين إسبانيا والمغرب من أجل صب المزيد من الزيت على نار العلاقات بين المملكتين؛ إذ رفع المشاركون في مسيرة مدريد شعارات تطالب حكومة سانشيز ب"تحمل مسؤوليتها القانونية والسياسية والتاريخية في نزاع الصحراء باعتبارها البلد المستعمر للمنطقة". وقال ميغيل أوربان، عضو بالبرلمان الأوروبي عن حزب "بوديموس"، إن "جميع الحكومات الإسبانية متواطئة مع المغرب"، على حد تعبيره، وطالب حكومة سانشيز ب"الضغط على المغرب" والدفاع عن المطالب الانفصالية لجبهة البوليساريو. ويعتبر الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية أحد الأسباب الرئيسية وراء التوتر القائم بين المملكتين الجارتين؛ إذ أكد المغرب أنه لا يرى في مثول أو عدم مثول إبراهيم غالي، زعيم "البوليساريو"، أمام المحكمة العليا الإسبانية أساس الأزمة الخطيرة التي تعصف حاليا بالعلاقات بين البلدين الجارين. وقالت الخارجية المغربية، في تصريح سابق، إن "جذور المشكلة في الواقع تتمثل في الثقة التي انهارت بين الشريكين"، مردفة أن "الأصول الحقيقية للأزمة تعود إلى الدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة". وعبرت إسبانيا عن رفضها لتغيير موقفها من نزاع الصحراء، وقالت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، في تصريح قبل أيام، إن "موقف إسبانيا من نزاع الصحراء لم يتغير مع هذه الحكومة الائتلافية التي يقودها بيدرو سانشيز ولن يتغير في المستقبل لأنه سياسة دولة، ولهذا فهو ثابت". وتحركت إسبانيا بعد إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية اعترافها بمغربية الصحراء من أجل دفع إدارة بايدن إلى التراجع عن هذا القرار التاريخي، وذلك في ظل الضغوط الداخلية من قبل داعمي المطالب الانفصالية، خاصة داخل التحالف الحكومي.