"لا مقارنة مع وجود الفارق، فمرسي ليس هو بنكيران"، بهذا التوصيف، بدَا وزير الاتصال السابق، والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية، جازماً في نفي مواطن الاتصال بين تجربة الإخوان المسلمين في مصر، وتجربة حكومة عبد الإله بنكيران في المغرب. التِي جاءت حسب قوله، ثمرةً تدبير حكيم لانتقال الربيع العربي، ساهمت فيه الأحزاب إلى جانب المجتمع المدنِي. مستبعداً سماح السياق المغربي بنزوع رئيس الحكومة، إلى الاستئثار بالسلطة كما حصل في مصر، على اعتبار أنَّ التوجهات الاستراتيجية الكبرى للبلاد يتم بسطها للنقاش أمام الاغلبية. وعن خروج الاستقلال من الحكومة، أوضح الناصري، في حوار لهُ مع صحيفَة "لوباريزيان"، أنَّ حزب الميزان، يلعبُ بالنار بمغادرته للحكومة، في ظل ما تمليه الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وكذا الأزمة العالمية، من تبصر ومواجهة، فضلاً عن كون فرضية خروج الاستقلال إلى المعارضة من أجل التحضير للانتخابات، غير موفقة، والمغرب لا يزالُ على بعد ثلاث سنوات من إجرائها. هل يمكن أن يتسبب خروج حزبُ الاستقلال من الائتلاف الحكومي الذي يقوده بنكيران، أزمة سياسية على درجة كبيرة المخاطر، في المغرب؟ السياق الراهن يستلزمُ التحلي بالحكمة والتوافق، من أجل تفادِي أيِّ زعزعة قد تطالُ الاستقرار. ونحن في حزب التقدم والاشتراكية، لعبنا دور الوسيط لإصلاح ذات البين، لكننا فشلنا في مساعينا. حزب الاستقلال نهج استراتيجية تقوم على قطع الصلة برئيس الحكومة، الذِي يتهمه بالاستبداد وممارسة الضغط من أجل مغادرة السفينة الحكومية. من أجل وضع بنكيران أمام وضع، يصبحُ مع مرور الوقت خطراً، وعليه فإن المشكل اليوم في المغرب ليس ذا طبيعة إيديلوجيا وإنما سياسي واقتصادي بالأحرى. ومن الخطأ أن يتم افتعال هذه الأزمة. لأننا نعيش أزمة عالمية كان من الجدير بنا أن نتجند لمواجهتها. لقد حملت الديمقراطية في مصر إسلاميا إلى الحكم. كما هو الشأن بالنسبة إلى المغرب. هل تخشون من انتقال عدوى عزل مرسي إلى المغرب في ظل مطالبة البعض برحيل بنكيران؟ لا مقارنة مع وجود الفارق، لأن بنكيران ليس هو مرسي. ومن غير المنطقي عقدُ هاته المقارنة غير مبررة مع الإخوان المسلمين. الذين حصدوا في مصر أزيد من 51 بالمائة من الأصوات تقريباً. فيما لم يتخط ما حصل عليه العدالة والتنمية من أصواتٍ في المغرب 20 بالمائة. كما أن هناك ضرورة لإزالة اعتقاد مؤداه أن كل من صوتوا لحزب العدالة والتنمية فعلوا ذلك من وزاع إديلوجِي. بينما صوت الكثير منهم لحزب بنكيران وفي نفوسهم طموحٌ إلى التجديد وَمحاربة مثلى للفساد. لا من باب الإيديلوجية الإسلامية فقط. كما أن الملك في المغرب، خلق توافقاً بخلاف مرسي. وعليه فإنَّ الملك ما كان أن يسمح لبنكيران بأن يحذو حذو مرسي. لكن الشعب هو الذي اختار بنكيران الإسلامي؟ إن مشكل الإخوان المسلمين في مصر هو أنهم سعوا إلى الاستئثار بجميع السلط كما لو أنهم حازُوا أصوات الناخبين جميعها، 100 بالمائة. بصورة أفضت إلى نزول ملايين المصريين، ممن شعروا بخيبة أمل، إلى الشارع من أجل المطالبة برحيله. وهو ما لا وجود له في المغرب. فبنكيران ليس بمرسي. والقرارات الكبرى التي تهم التغيير، والتوجهات الاستراتيجية للبلاد. تتم مناقشتها مع الأغلبية. المغرب يواجه مشاكل اجتماعية واقتصادية مهمة، والأزمة العالمية ترخِي بظلالها عليه. لكن عليكم بالتوقفعن عقدِ تلك المقارنة. نفهم من كلامكم أن لا فرصة أمام العدوى لتنتقل إلى المغرب؟ سأعيدُ القول مرة ثانية، إنَّ المغرب كان له حظُّ تدبير انتقال الربيع العربي، بحكمة من الأحزاب والمجتمع المدني. هناك في الواقع احتجاجات ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية، لكنها ليست ذات طبيعة إيديلوجية. لقد بلغنا دستوراً هو الأكثر تقدماً في العالم العربي. وتفادينا سيناريوها مماثلاً لما حصل في تونس ومصر. وانطلاقاً من ذلك، بالضبط، نرى أن ما قام به حزب الاستقلال، الذِي كان في السلطة، في غير محله، ولعباً بالنار. أمَّا إذَا أراد الاستقلال الخروج من الائتلاف الحكومي من أجل التحضير للانتخابات بجبة المعارض، فإنَّ المناورة خطيرة، على اعتبار أنَّ ثلاث سنوات لا تزالُ تفصلنا عن تنظيم الاستحقاقات التشريعية.