نظمت مجلة "رباط الكتب"، بتعاون مع "مركز تواصل الثقافات"، السبت بالرباط، ندوة علمية في موضوع "الرواية والسياسة"، سيرها الأستاذ محمد الداودي من جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء. وفي كلمة له بالمناسبة، قال عبد الأحد السبتي، رئيس جمعية رباط الكتب، إن تنظيم الندوة "يدخل ضمن تعزيز ثقافة تداخل المعارف أو التخصصات عبر قراءة أعمال متميزة تتيح هذه الثقافة، ويظهر هذا جليا في الأعمال السابقة التي نظمتها المجلة". وقد شهدت الندوة مداخلات لكل من عبد الحي مودن، عبد الرحمان التمارة، مليكة المعطاوي، محمود عبد الغني، خالد مجاد، وأحمد بوحسن، تناولت في مجملها موضوع الندوة من مختلف الجوانب. وفي هذا السياق، أشار الدكتور عبد الحي المودن إلى مسألة عدم خلو أي نص من السياسة، معتبرا أنه من المفيد ترك تقييم درجة تسييسه للقارئ، كما ألمح إلى أن هذه القضية تثير خلافات كبيرة بين النقاد، "لكن بالأساس هناك حاجة ملحة لتطوير مناهج نقدية تسمح بمعالجة مواضيع مثل العنف والاستبعاد السياسي والاجتماعي والتسلط". وبخصوص روايات شكري المبخوت، أشار الباحث مجاد خالد إلى أن السياسة في رواية "باكاندا" "تظهر جليا من خلال تشاركها من عناصر أخرى، من بينها: عنصر المال، عنصر الصحافة، وعنصر كرة القدم، وهذه العناصر الثلاثة جميعها واجهات سياسية. وتعكس هذه الرواية التي نشرت بعد انهيار نظام الرئيس التونسي السابق بن علي ما بعد الحدث الأكبر في تونس عام 2011". وتحدث الدكتور محمود عبد الغني عن روايات الربيع العربي التي ساهمت في تدهور الفصاحة وانهيارها، "حيث أتاح هذا النمط من الروايات تغييرا للكلمات في القواميس واستعمال كلمات لم يتم الاتفاق حولها سابقا، مما يحدث غموضا. وهذا كله يؤدي إلى تدهور روح المحادثة الاجتماعية التي بدأت تنهار. هذا التدهور في الفصاحة في روايات الربيع العربي جعل القارئ يفقد القدرة على فهم الكلمات؛ فقد تضررت اللغة وتضرر السرد بوصفه تنظيما للأحداث". وكان المشاركون في الندوة قد عالجوا مجموعة من القضايا المتعلقة بتصنيف الروايات التي تحضر فيها السياسة، مشددين على أهمية هذا التصنيف وعلى استعراض أهمية المفهوم وتاريخه. كما ساهم الحاضرون في النقاش بطرحهم لتساؤلات تمس جوهر المداخلات وتغني الحوار حول قضايا السياسة في الروايات، وفي الفن والرسم أيضا.