بعد عام وبضعة شهور على تحولها إلى فضاء مهجور بسبب جائحة "كوفيد-19′′، شرعت أخيرا ساحة جامع الفنا بمراكش في استرجاع بهجتها. وبدأت الحياة تدب في هذه الساحة، وعاد أصحاب المطاعم والمحلات التجارية بعد "تغييب" طويل عانوا خلاله معاناة مريرة، وظهر حوالي 50 فنانا شعبيا، من ضمنهم حكاواتيون ومنشطو "الحلقة"، وأعضاء مجموعات فنية للدقة المراكشية والهواريات. عبد الغني أفليليس، رئيس جمعية رواد ومعلمي الطبخ الأصيل بساحة جامع الفنا، قال لهسبريس إن "الساحة بدأت منذ أيام تعرف إقبالا جعل كل المهنيين ومنشطي الحلقة، وغيرهم، يبتهجون فرحا لاستقبال الزبائن". وأضاف أن "هذه الحركة توضح بالملوس أن الناس كانوا ينتظرون هذه اللحظة بكل فرح، لكن مراكش في حاجة إلى المزيد من الزيارات لتدارك ما أصابها من وهن اقتصادي"، مشيرا إلى أن زيارة والي جهة مراكش إلى الساحة، "كانت رسالة قوية للمغاربة بأن مراكش ترحب بهم". وأكد المتحدث أن "حلاوة ساحة جامع الفنا تبدأ بعد الساعة 10 ليلا"، منبها زوارها إلى "ضرورة احترام التدابير الاحترازية لمواجهة الوباء"، داعيا "الحرفيين ورواد الحلقة إلى تجنب التصرفات السلبية التي كانت تسيء إلى الساحة، من قبيل الغش والاحتيال والكلام النابي". وعادت الحياة إلى ساحة جامع الفنا بالتدرج بفضل مجموعة من المبادرات التي قامت بها السلطة المحلية، وأخرى تعود إلى خواص كأصحاب المقاهي، حيث فتحت إحداها أبوابها مباشرة بعد شهر رمضان كرسالة قوية لمواجهة الجائحة. وقال يونس قربال، النائب الأول لرئيس جمعية المقاهي والمطاعم بمراكش، إن "المقهى التي أقدمت على هذه المبادرة كانت ترمي من وراء ذلك إلى علاج حالة من الرهاب النفسي الذي عم كل مدن المغرب والعالم، فكان لا بد من تحرك قوي لفتح الأبواب للأمل والمستقبل". وساهم المجتمع المدني بدوره في نشر رسالة التضامن والأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها في الساحة التاريخية، لإعادة احتضان زوارها وفنانيها، وذلك بتنظيم مبادرة قدم خلالها عشرات الفنانين بساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش عروضا نالت إعجاب السياح وساكنة المدينة. وكان الصمت قد خيم على ساحة جامع الفنا، القلب النابض لعاصمة السياحة المغربية مراكش، منذ هجرها الحكاواتيون والموسيقيون الهواة ومروضو الأفاعي بسبب حالة الطوارئ الصحية التي حرمتهم من مورد رزقهم. وإذا كانت الحياة قد بدأت تدب في مدينة مراكش بفضل السياحة الداخلية، فإن العديد من المؤسسات السياحية تنتظر بفارغ الصبر فتح الحدود أمام مغاربة العالم والسياح الأجانب. وقررت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أمس الأحد، بعد تحسن الحالة الوبائية وانخفاض عدد الإصابات بوباء "كوفيد-19′′، اتخاذ إجراءات تدريجية جديدة لتخفيف القيود على تنقل المسافرين الراغبين في الولوج إلى التراب الوطني. وتهدف هذه الإجراءات إلى تسهيل عودة المغاربة المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن؛ إذ من المقرر استئناف الرحلات الجوية من وإلى المملكة المغربية ابتداء من يوم الثلاثاء 15 يونيو 2021.