أقرّسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بفشل نظام التوجيه المدرسي الذي كان متبعا خلال السنوات الماضية، محمّلا إياه مسؤولية الهدر في صفوف الطلبة الجامعيين. وقال أمزازي، في كلمة ضمن المنتدى الافتراضي للإعلام والتوجيه، الذي تنظمه جامعة محمد الخامس والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة، إن "التوجيه إلى المسالك الجامعية كان يتم par défaut، وكان يؤدي إلى الفشل، وهو سبب الهدر الجامعي". وأفاد المسؤول الحكومي بأن التعليم العالي حاليا "يفتقد تماما لنظام التوجيه"، بعدما تبين أن الأبواب المفتوحة للتوجيه التي كانت تُنظم في السابق لم تثمر النتائج المتوخاة منها، مبرزا أن الوزارة بصدد إعطاء انطلاقة منصة رقمية للتوجيه خلال الأيام القليلة المقبلة. وأردف الوزير بأن المنصة الجديدة للتوجيه ستكون آلية محفزة بالنسبة لمترشحي الباكالوريا ودعامة قوية لتوجيههم وتسجيلهم في السنة الأولى لنظام الباشلور، المزمع انطلاق العمل به ابتداء من الدخول الجامعي المقبل 2021/2022، إذ ستمكّن المنصة الطالب من التسجيل في المسلك الذي لديه حظوظ لينجح فيه. في هذا السياق دعا الوزير الوصي على قطاع التربية والتكوين والتعليم العالي تلاميذ الباكالوريا، الذين سيلجون التعليم العالي ابتداء من شتنبر المقبل، إلى اختيار المسالك التي تناسب ميولهم ومؤهلاتهم، قائلا: "خاص الطالب اللي ما عندوش إمكانية يْنجح في مسلك معين ألا يتسجل فيه، وأن يتسجل في المسلك الذي يلائم ميوله وقدراته". ويُنتظر أن يصادق المجلس الحكومي في غضون الأيام المقبلة على المرسوم المحدد للتوجيه المدرسي والإرشاد الجامعي، بعدما تم تنزيل المادة 34 من القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتكوين المتعلقة بمصاحبة المتعلم ومساعدته على تحديد اختياراته في مساره التعليمي، وتوفير الدعم البيداغوجي المستدام له. وأشار أمزازي إلى أن منصة التوجيه التربوي الرقمية التي تعتزم الوزارة إطلاقها تهدف إلى تأطير اختيارات المتعلمين المقبلين على التعليم العالي، بناء على ميولهم وقدراتهم، من أجل أن يكون التوجيه ناجعا. وأكد المسؤول الحكومي ذاته أن وزارة التربية الوطنية تعمل على تعزيز التكوين الأساس والمستمر للفاعلين في المنظومة التربوية لكسب المهارات في التوجيه، وتعزيز الجسور والممرات بين التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، وأشار في هذا السياق إلى أن الوزارة رفعت من وتيرة تكوين المستشارين المكلفين بالتوجيه التربوي لينتقل عددهم من ثلاثين مستشارا سنويا إلى 350 مستشارا في طور التكوين برسم السنة الجارية.