قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الأربعاء بمراكش، إن "الهدر المدرسي يشكل معضلة بنيوية في مؤسسات التعليم الجامعي العالي ذات الاستقطاب المفتوح، لذا نعمل جاهدين على إعطاء الانطلاقة لنظام بيداغوجي جديد مع بداية الموسم الدراسي المقبل". وواصل: "16% هي نسبة الطلبة الذي يسجلون أنفسهم في الجامعة خلال شهر شتنبر ولا يجتازون الامتحانات، ونسبة 47% تقضي أكثر من خمس سنوات وتغادر دون معرفة ولا شهادة". وأكد أمزازي، خلال الدرس الافتتاحي الذي نظمته جامعة القاضي عياض بمراكش بكلية العلوم السملالية ضمن سلسة ندوات "les tribunes de marrakech"( منابر مراكش)، أن "الهندسة البيداغوجية الجامعية ستكون بمثابة خريطة طريق لمواجهة تحديات الجامعة المغربية كالتشغيل بالنسبة لخريجي الجامعة". وواصل: "بعد 16 سنة من اعتماد نظام إجازة ماستر ودكتوراه، كان لزاما علينا القيام بوقفة تأملية شاملة لهذه المنظومة، سجلت ارتفاع نسبة الهدر الجامعي والإحباط في صفوف الطلبة والأساتذة، ما دفع إلى ابتكار نموذج بيداغوجي جديد، بعدما طالب المجلس الأعلى للحسابات بإعادة النظر في الاستقطاب المفتوح". وتابع: "السؤال المركزي هو كيف يمكن تحويل هذه النسبة المرتفعة من الهدر الجامعي إلى قوة لهذه المنظومة. لذا، فنحن ننخرط بمقاربة تشاركية في هندسة بيداغوجية جديدة تتأسس على سنة تأسيسية أساسية بها عدة وحدات استدراكية للطلبة". وزاد أمزازي: "هذه السنة التأسيسية ستكون قنطرة عبور بين التعليم الثانوي والجامعي، وخلالها سيتم برمجت مجموعة من الوحدات؛ منها ما هو مرتبط بتقوية اللغة والمهارات والكفايات الحياتية والذاتية، وأخرى خاصة بالتفتح، ما سيتيح فرصة للطلبة لتنمية ثقافتهم العامة وتعميق التخصصات التي يختارونها". وأوضح المسؤول الحكومي أن "المنظومة الحالية تفتقر لبرنامج للتوجيه ما يجعل الطالب يجد نفسه في مسالك بشكل عشوائي"، مضيفا: "الهندسة البيداغوجية الجديدة ستبني على نظام لتوجيه مبكر وناجع، لمواكبة حامل شهادة الباكالوريا من لحظة الحصول عليها إلى اختياره للمسلك وتأطيره ومصاحبته طوال نظام الباشلور".