ذكرت كارول ابنة مرجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ان تاتشر التي عرف عنها يوما انها من اقوى العقول السياسية في العالم تعاني من تدهور القدرات العقلية طوال السنوات السبع الماضية. "" تروي كارول تاتشر في مذكراتها كيف ان والدتها (82 عاما) الملقبة " بالمرأة الحديدية" بسبب ما عرف عنها من صرامة تكافح في احيان كثيرة لكي تتذكر الاشياء وتكرر نفس الاسئلة. ورسمت ابنتها في مذكراتها التي تنشر على حلقات في صحيفة (ميل اون صنداي) الشعبية صورة لامرأة مختلفة تماما عن الشخصية السياسية القوية التي كانت تتبختر على الساحة العالمية في الثمانينات من القرن الماضي. وكتبت كارول "المرأة التي سيطرت على المناقشات لفترة طويلة لم تعد قادرة على بدء اية مناقشات او متابعة الخيط في احاديث الحفلات الصغيرة." وقالت "وفي بعض ايامها الصعبة يمكنها بشق الانفس تذكر بداية الجملة حين تكون وصلت الى اخرها." ونادرا ما تظهر تاتشر للعيان هذه الايام بعد ان نصحها الاطباء عام 2002 بان تتفادى الخطب العامة بعد اصابتها بسلسلة من الجلطات الصغيرة." ويفقد من يعانون من تدهور القدرات العقلية جزءا كبيرا من المهارات العقلية التي تؤثر على الحياة اليومية. وينشأ هذا عن عوامل متعددة مثل الجلطات والاورام واصابات الرأس ومرض الزايمر ويتأثر بذلك اكثر من 700 الف بريطاني يمثل النساء حوالي الثلثين منهم. وقالت كارول تاتشر ان اول علامات تدهور القدرات العقلية ظهرت حين كانت امها في الخامسة والسبعين من عمرها حين خلطت بين نزاعي فولكلاند والبوسنة خلال محادثة على الغداء. وكتبت كارول قائلة وفقا لمقتطفات من الكتاب الذي سينشر الشهر القادم "كدت اسقط عن مقعدي. ولم اصدق نفسي وانا اراها تبذل جهدا كبيرا لاخراج الكلمات من فمها والبحث في ذاكرتها. كانت في عامها الخامس والسبعين لكني كنت اعتقد دائما انها لا تخضع للسن ولا للزمن وانها حديدية بنسبة 100 في المئة لا يمسها الضر." وتولت تاتشر السلطة في بريطانيا بعد انتخابات عامة في الثالث من مايو ايار عام 1979 واصبحت اول رئيسة وزراء للبلاد والمرأة الوحيدة التي تولت هذا المنصب. وغادرت تاتشر مقر الحكومة الشهير في 10 شارع داوننج الشهير بعد 11 عاما في السلطة ضربت بها رقما قياسيا. وفي اوج سلطتها في اوائل الثمانينات جعلت منها قوة شخصيتها واحدة من اشهر الشخصيات في الغرب. وقالت كارول تاتشر في كتابها ان من اشد المواقف صعوبة في السنوات القليلة الماضية كان وفاة والدها دنيس تاتشر في عام 2003 وهو ما تنسى والدتها في احيان كثيرة انه حدثت. وقالت "فقد والدي كان مروعا بالنسبة لامي ليس فقط لان تدهور قدراتها العقلية يجعلها تنسى انه توفى. وكان علي ان انقل لها هذا النبأ السيء مرارا وتكرارا."