تواجه الحكومة اليسارية الإسبانية، التي يقودها بيدرو سانشيز، انتقادات واسعة من لدن التنظيمات السياسية في المملكة الإيبيرية بشأن تدبير أحداث الهجرة الجماعية بثغر سبتة، بالنظر إلى انفرادها بتدبير "أزمة المهاجرين" وعدم توصلها إلى توافقات سياسية مع الحكومة المغربية. وأرجع بابلو كاسادو، زعيم الحزب الشعبي الإسباني، المشاكل التي تتخبط فيها سبتة إلى تراكم "الأخطاء الدبلوماسية" للحكومة المركزية بمدريد منذ فوز الحزب الاشتراكي بالانتخابات التشريعية؛ وهو ما أفضى إلى "الأزمات" التي يعيشها الثغر المحتل، بحسبه. وانتقد السياسي الإسباني، وفق التصريحات المضمنة في المنشورات الإعلامية الإيبيرية، كسر الحزب الاشتراكي تقليد اعتبار المغرب الوجهة الأولى للزيارات الأجنبية، بالإضافة إلى السماح لإبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو"، بدخول الأراضي الإسبانية بجواز سفر مزور. وشدد كاسادو على أن "تغيير الحلفاء له الأثر على إسبانيا"، ثم زاد بأن "الوقت ما زال متاحا لتصحيح الأوضاع"، ليؤكد أن "السياسة الداخلية الجيدة تنعكس بالإيجاب على السياسة الخارجية؛ فيما تتخبط الحكومة في الفوضى الداخلية، التي تعد أكبر نقاط ضعف الدولة الإسبانية في الخارج". انتقادات الحزب الشعبي الإسباني جاءت في جلسة برلمانية مخصصة لمساءلة الحكومة بخصوص تدفق مئات المهاجرين المغاربة والأجانب إلى مدينة سبتة، بعد تمكنهم من الوصول سباحة إلى شاطئ الثغر المحتل؛ من بينهم عشرات القاصرين. وأبعدت السلطات الإسبانية في ثغر سبتة المحتل ما يقارب 2700 مهاجر غير نظامي، دخلوا المدينة يوم الاثنين، وفق ما أعلن فرناندو غرانده مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني؛ بينما تستمر الاشتباكات بين المهاجرين غير النظاميين والجيش الإيبيري أمام الشريط الحدودي. وسبق أن طالب الحزب الشعبي بتقديم إيضاحات رسمية حول "الاستقبال غير القانوني" لزعيم الجبهة الانفصالية، واصفا تدبير الحكومة الحالية للملف ب"غير المسؤول"، منتقدا كذلك عدم مراعاة إسبانيا للمملكة المغربية التي تعد شريكا إستراتيجيا ودائما للجارة الشمالية، بتعبيره. وتمر العلاقات الإسبانية-المغربية بمنعطف جديد قد يؤدي إلى خفض مستوى التعاون في مجموعة من الميادين ذات الاهتمام المشترك، اعتبارا لتزايد هوة انعدام الثقة، خلال الأشهر الماضية، على ضوء التوترات السياسية التي طبعت العديد من القضايا الحساسة؛ لعل أبرزها ترسيم الحدود البحرية والهجرة غير النظامية والاعتراف بمغربية الصحراء.