الشباب عمدة المجتمع وحامل لواء المسؤولية والتغيير ، فالتاريخ أثبت بالملموس الدور الكبير الذي لعبته هذه الفئة في النهوض بالمجتمعات فلنا في تاريخنا المجيد خير نموذج "نصرني الشباب وخذلني الشيوخ" كما قال المصطفى عليه السلام. فأن يرتبط الشباب بالقوة والتضحية والرجولة وكل معاني الشهامة فهذا هو المطلوب وهو الأصل ولكن عوض هذا الوضع السوي الذي يفترض أن يتوفر في كل شاب أصبحنا نرى نماذج مشوهة لا تأخذ من الشباب سوى الأجسام. "" أمر شبابنا أمر رهيب ومخيف فالشباب المعول عليه في تحمل مسؤولية بناء الوطن وصناعة أجيال المستقبل أصبح شغله الشاغل هو الغناء والمغنيين فترى التهافت على جمع أكبر عدد من صور المغنيات وتقليد تسريحاتهم ولباسهم... فجل تفكير شبابنا مرتبط بأمور تافهة تعطل الفكر وتبلد الحس أمور تبعد الشاب عن محيطه فعوض أن يرتبط بقضايا وهموم أمته الكبرى يحشر نفسه في مخططات رسمها أعداءنا فانخرط فيها شبابنا دون أدنى تفكير في عواقبها الوخيمة على الفرد أولا ومجتمعه ثانيا فظهر في مجتمعنا المسلم الشذوذ و عبدة الشيطان وأشكال غريبة لم يعرفها سالف عصرنا. ولكن من يتحمل مسؤولية ضياع شبابنا؟ ومن باستطاعته حل مشاكله؟ مشاكل الشباب متداخلة ومتشعبة فيتداخل فيها الاجتماعي بالاقتصادي بالقيمي الأخلاقي ولكن الأساسي من هذا كله أن لهذه المشاكل من يرعاها يسهر على الحفاظ عليها بكل ما أوتي من قوة فترى أعداء أمتنا يسخرون طاقات هائلة لهذه الغاية فتمويل جمعيات الشذوذ و التفسخ الأخلاقي أبرز تجليات هذه الحملة المسعورة التي تقودها عصابة من المجرمين ضدنا شبابنا وهدفها الخبيث واضح وهو إخراج شبابنا من ملته الإسلامية وإقحامه في دوامة الشباب الغربي الذي لا قضية له ولا هم له سوى عيش اللحظة في مادية ومجون. والأخطر من هذا هو مسايرة شبابنا لهذه المخططات دون أدنى وعي ولا رد فعل. فعوض الانتفاض ضد هذا الوضع والبحث عن منهج سليم لأن شباب العالم في حاجة إلى منهجنا. و مسؤولية ضياع الشباب يتقاسمها الجميع من الأسرة إلى الدولة مرورا بالمجتمع المدني وطبعا الجزء الأكبر من المسؤولية يتحمل الشاب نفسه فالأسر وبدواعي الانفتاح وما شابه تطلق العنان للشباب دون رقيب ولا حسيب من المدرسة إلى الرفقة وفي غياب كبير لمناهج التربية السليمة فغالبية الشاب في بلدنا إما أنهم من أسر محافظة جدا لا يعار فيها الطفل شاب المستقبل أي اهتمام فإما أن تمارس عليه الأسرة القهر والحرمان أو يكون الرقم الأول في الأسرة فليفعل ما يشاء. أما دولتنا الكريمة فبرامج إدماج الشباب تكون شبه منعدمة فالبطالة تغطي جل التراب الوطني أما المدارس فعوض أن تكون مصنعا لتخريج نماذج لشباب نموذجي في التحصيل والمثابرة أصبحت تخرج لنا نماذج من شباب أمي أكثر منه مثقف فانتشرت بذلك الجريمة والتفسخ... ولكن على الشباب كذلك أن يتحمل مسؤوليته. فكيف سيحمل مشعل التنمية والتغيير وهو لم يستطع تحمل مسؤوليته الذاتية؟ سؤال مجبر كل شاب على إيجاد حل له أولا لحماية نفسه من التغريب ولحماية مجتمعه من الضياع ثانيا. [email protected]