توفيت بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء صباح اليوم السبت، رشيدة النويني، إحدى الضحيتين اللتين تم حقنهما بمخدر فاسد داخل مصحة بسطات، منذ حوالي شهر، عندما كانتا بصدد إجراء عملية قيصرية للولادة، وذلك في تطورات جديدة للملف الذي تشرف عليه لجنة مختصة من وزارة الصحة. الضحية المتوفاة كانت قد دخلت في غيبوبة منذ أن تم حقنها بهذا المخدر، الذي تقول عائلتها إنه مستورد من الصين، وعادت لوعيها أيام قليلة بعدما تم نقلها إلى مصحة الشفاء بالدار البيضاء، قبل أن تتوفى سريريا لمدة خمسة عشر يوما، بالنظر إلى إصابتها بشلل على مستوى الرئتين، تسبب في تدهور حالتها، لتسلم الروح إلى بارئها هذا الصباح، حسب إفادات زوج الضحية الأخرى. وزاد الزوج بأن الضحية الأخرى استرجعت وعيها في الأيام القليلة الماضية، إلا أن صحتها الجسدية والنفسية في حالة حرجة، خاصة أنها أجرت عمليتين على مستوى الرأس للتقليل من أعراض ذلك المخدر، مطالبا بتوقيع أقصى العقوبات على مالكة المصحة التي اتهمها بمحاولة التستر على فعلتها، ومنتقدا إجراءات وزارة الصحة عندما لم تقرر نقل الضحيتين للعلاج خارج أرض الوطن، بالنظر إلى أن الطاقم الطبي المغربي قام بكل جهده في محاولة إنقاذهما. ورفضت عائلة الضحية الهالكة استلام جثتها إلى حين صدور التقرير الرسمي الذي تكفلت به لجنة من وزارة الصحة، والذي سيحدد بدقة سبب الوفاة والمسؤولين عنه، إذ اشترطوا حضور وزير الصحة الحسين الوردي شخصيا للتحاور مع أسرتها، واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية من أجل إدانة مصحة سطات التي تسببت بهذه المأساة. وكان وزير الصحة قد أصدر قرارا بتوقيف احتياطي في حق طبيبي التخدير والإنعاش اللذين يشتغلان داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، وذلك بالنظر إلى مشاركتهما في عملية الولادة بالمصحة المتهمة، كما سبق أن نظمت مجموعة من الفعاليات الجمعوية والنقابية والمتعاطفين مع الضحيتين وقفة احتجاجية أمام مقر المندوبية الجهوية للصحة بسطات، مطالبين بالضرب من حديد على يد جميع المؤسسات الصحية التي تستهتر بحياة المرضى.